هي واحدة من ذكريات الطفولة الأكثر إيلاما.ها أنا واقفة بعد على رصيف إحدى محطّات النّقل... أنا فتاة في العاشرة من عمري، ألبس معطفاً أزرق كلون عيني وقد أسجلت شعري الذّهبي في ضفيرتين متقنتين ما كانتا مصفّفتين ومتقنتين كما تكونان عندما تصفّفهما أمّي لأنّه حينئذٍ، لا تفلت ولو شعرة واحدة من الضّفيرة. وأمّي تحبّ الأولاد "المهفهفين". في ذلك النّهار، بقيت وحدي مع والدي. سأستقلّ القطار المتّجه إلى مدينة " لوزان". والدي حدّد لي إسم القطار وهو يصافحني قائلاً: "الترنس يورب اكسبرس" أو "ت أو أو"، وقد ظهرت في صوته أمارات تدلّ على إعجابه بي وكأنّه أراد أن يقول: "ستسافرين وحدك في هذا القطار الشّهير، أتعلمين أنّي وبالرّغم من كبر سنّي، لم أستقلّ يوماً هذا القطار؟
233 pages
420 (grammes)
Distribution : Éditions de l'Université Saint-Joseph