بين العمارة والنص قواسم مشتركة. فالعمارة بناء مستقلّ، ثبّت البناء أسسه في الأرض فما ظهرت للعيان. كذا النص، بناء قائم بذاته، أساسه نيّة القول الّذي بنى المؤلّف عليها قوله. وهذا الأساس مخفيّ بالطبع عن الأنظار، لا يمكن القارئ إلاّ أن يتكهّن حوله.
وللعمارة واجهة ظاهرة تخفي وراءها شققاً وغرفاً وممرّات وأقبية. لكنّ المارّ لا يرى منها إلاّ الواجهة ولن يكتشف ما تخبّئه ما لم يهمّ بالدّخول إليها. كذا النص، له واجهة خارجيّة يستوعبها من كان من القرّاء على عجلة من أمره. أمّا المتمعّن فيتخطّى الواجهة ليدخل عمق النص ويكتشف خباياه.
271 pages
430 (grammes)
Distribution : Éditions de l'Université Saint-Joseph