En | Ar

فيض الفرح وتجديد الأمل: رحلة الأعياد نحو أفق جديدة

"العيد" هو تلك الفترة التي تمتلئ بالكثير من الاحتفالات، على أصعدة شتّى منها الدينيّ والإيمانيّ إضافةً إلى الصعيد الاجتماعي. يبثُ هذا العيد الفرح في كل مكان، ويتميز بالانسجام والتلاحم والكثير من العطاء والتسامح

"العيد"، كلمة تحمل في مضمونها مشاعر وتقاليد. يا لها من فترة زمنية يعود الشوق فيها الى مجاري القلب! فيها تَقْصُرُ المسافات بين افراد العائلات فيجتمعون تحت سقف واحد ويتشاركون فرح اللقاء. يا لها من شعلةٍ تضرم مودة القلب فتلهب وتشعّ نور المحبة والسلام والطمأنينة

الكل يضحك في وطني الجريح والمُتعَب، وكم نتمنّى لو يعود العيد على ما كان عليه في الماضي. ليت العالم يشعر بهذه الاحاسيس الخاصة بعيد الميلاد التي فُقِدت من قاموسنا. جاءت الحرب وتبدلت الأيام و أصبح دولاب الحياة خاليًا من هواء الأمل و السعادة. لكن رغم هذه الفترات الرديئة، نبقى مصرّين على المحافظة على تناغم الأرواح مع الفرح وعلى لَمْلَمَة أشلاء الأمل ونثر عبير التجدد ليبقى لبنان محررًّا من 'راء' الحرب ويحل الحبّ متجسّدًا في الشوارع التي تتحول إلى مسارح للابتسامات، وحيث تُغمر البيوت بأصداء الضحكات.

وفي مفردات العيد، يتجلى الكرم والعطاء. يتبادل الناس الهدايا والأطعمة، يفتحون قلوبهم للمحتاجين ويعززون روح التضامن والتكافل. تتلاقى الثقافات والعادات في مهرجان الألوان والتنوع، حيث تختلط التعابير وتندمج الأصوات في سيمفونية السعادة.

وكي تكتمل فرحة عيد الميلاد، لا يمكننا أن ننسى العد التنازلي نحو جسر السنة الجديدة، الذي يربط بين ماضٍ غنيّ بالتجارب ومستقبل واعد ينتظر بابتسامة التحديات القادمة. استعدادنا لختام السنة المنصرمة يكون ذا أهمية خاصة، حيث يُحفر في كل فرد نقشًا فريدًا يتلاءم مع الظروف التي مر بها والتي زادت من انفتاحه وتقدمه. ومع التحضير لاستقبال السنة الجديدة، نرى الآفاق تتسع للطموحات المتجددة، التي تزيد من نضجنا ومعرفتنا، وتسهم في تقدم حياتنا نحو النجاح والعلى

رأس السنة لا تكون مجرد ليلة احتفال لختام سنة، بل هي منهجية عمل للسنة الجديدة القادمة، ترتسم في أذهاننا وتنتظر الأيام القادمة لتُطبق وتتحول إلى أفعال ونجاحات ملموسة. في هذا السياق، يمكننا القول إن رأس السنة تمثِّل فترة مناسبة لاستعراض الإنجازات والتحديات، وتحديد الأهداف والتطلعات. إنها لحظة تذكير بأن العام الجديد يُشكل فصلًا جديدًا في كتاب الحياة، حيث يفتح أمامنا أُفقًا جديدًا لتحقيق أحلامنا والوصول إلى آفاقٍ أعلى

فلنحتفل بأفضل طريقة ممكنة بكل ما مررنا به واكتسبناه في السنة الماضية، ولنحتفل بقوتنا على تجاوز الصعاب والتحديات، ووصولنا إلى نقطة نهاية وبداية في آن واحد

في الختام، لا تكتمل الحياة الّا بوجود فرحة العيد. إنها فرحةٌ تزيد على حياة كل شخص يعيشها شوقًا وتقربًا من أحبائِهِ. تزيد هذه الفرحة الإلفة في العائلات لتُعَرّف ما معنى دفْئ المشاعر ومدى أهميتها النفسية والروحية.  تتصل بهجة العيد بحياتنا واذهاننا، فتَتَجدد الأفكار وتبنى الأفعال وتُعرف أهمية التعب والتضحية فتجعل القلب متعطشاً للنجاح والتقدم والسعي الدائم الى الاستمرارية بحيث تكون الأعياد بما فيها عيد الميلاد ورأس السنة الفاصل الأول للدخول الى ضفةٍ جديدة من الحياة والتمعّن بها والعمل على جعلها الأفضل

PARTAGER