En | Ar

الجامعة اليسوعية واللغة العربية

تتميز جامعة القديس يوسف بتعليم معظم اختصاصاتها باللغة الفرنسية وانفتاحها على المستجدات الأجنبية. من أهم المستجدات: اختصاصات باللغة الإنكليزية ودروس تعليم اللغات المختلفة مثل الصينية والروسية والإسبانية. لكن القليل من يعرف مدى أهمية اللغة العربية في جامعتنا. في هذه الأيام، معظم الطلاب في الجامعة اليسوعية لا يحبون اللغة العربية بسبب تجاربهم الماضية مع صفوف اللغة  في المدرسة وصعوبة القواعد اللغوية والاختلاف ما بين اللغة العربية الفصحى واللهجة اللبنانية، وتأثير المجتمع الذي يشجع على التكلم باللغتين الفرنسية والإنكليزية أكثر من العربية . لكن يتوجب على الطلاب من جميع الاختصاصات والجامعات أخذ صفوف باللغة العربية . وبعضهم يكره هذه الصفوف ولا يتمنى سوى أن " تمر بخير وسلامة". إلّا أن الجامعة اليسوعية غيّرت نظرتي إلى اللغة العربية وعلاقتي بها. منذ صغري، كنت أكره اللغة العربية وأفضّل الفرنسية ولا أسمع  لكلام أي أحد إلّا إذ كان باللغة الفرنسية. عندما لاحظ والداي هذه الحالة، شجعاني على التكلم بالعربية. كنت أعاني بلفظ بعض الكلمات والأحرف مثل ال "ر"وال "غ".

 أنهيت  مرحلة التعليم الثانوي وانتقلت إلى الجامعة وكنت أشعر بالراحة والاطمئنان في الصفوف التي تُعطى باللغتين الفرنسية والإنكليزية فقط. وهكذا كان رد فعلي عندما علمت بإلزامية صفوف اللغة العربية في الجامعات: هل ستعذّبني اللغة العربية من جديد؟! لكنني أريد أن أنال شهادتي فقبلت بالأمر الواقع. عندما أخذت صفوفًا عن الأدب العربي في عصر النهضة والعصر الحديث،  تعرّفت على عدد كبير من من الأدباء والشعراء الذين غيروا وجه الأدب العربي، كما تعرفت على طلّاب الأدب العربي والفلسفة والحضارة الشرقية من معهد الآداب الشرقيّة، وتعرّفت أيضًا على أصحابهم.  

بدأت أشاهد أيضًا  مسرحيات باللغة العربية وتعرفت إلى الوضع المسرحي في لبنان. وفي آخر سنة جامعية لي، شاركت في برامج الحوار والثقافة وتعمقت في هذين العالمين .على الرغم من كثرة الكلمات الغريبة والصعوبات التي واجهتها، إلّا أنني تحسّنت في التعبير والتواصل باللغة العربية.

في النهاية، أردت أن أعبّر عن تغير وجهة نظري عن اللغة العربية. من لغة لا أريد التعامل معها، إلى لغة أصبحت هي أساس هويتي كلبناني، مقيم في منطقة الشرق الأوسط وفرد من أفراد المجتمع العربي،  الذي يشمل 22 دولة ويضم حوالى 500 مليون ناطق باللغة العربية. ومع تقدّم اللغات الأجنبية وواقع الحضارة والثقافة العربية المنسية والمشاكل السياسية والاجتماعية، من الضروري أن نحرر الشباب من الأفكار الخاطئة التي كوّنوها عن هذا العالم الجميل.

PARTAGER