الانفلونزا الموسميّة
شهد لبنان موجة كبيرة من انتشار الفيروسات المختلفة خاصة بعد التجمّعات التي حصلت خلال فترة الأعياد (الميلاد ورأس السنة) وفي ظل غياب الإجراءات الوقائية إن كانت في المدارس أو الأماكن العامة. لذا عدنا نرى عدّاد إصابات الإنفلونزا وغيرها من الفيروسات يرتفع من جديد، ما يشكّل خطراً على المجتمع خاصةً بظل فقدان عدد كبير من الأدوية و ارتفاع تكلفة الاستشفاء.
ما هي عوارض الأنفلونزا وكيف نحمي أنفسنا من الإصابة؟ و هل الإصابة بها تودي بحياة المريض؟
كل هذه الأسئلة وسواها يجيبنا عنها، ضمن هذا اللقاء،الدّكتور في الطب جوليان بو شعيا.
１) أولاً دكتور، ما هي الأنفلونزا و ما أسبابها؟
الإنفلونزا الموسميّة هي مرض تنفسيّ معدي ينتقل بين الأشخاص عبر استنشاق رذاذ حاوي لفيروس الانفلونزا من شخص مصاب خلال العطس أو السعال وبالتالي تسبّب التهاب الجهاز التنفسيّ.
أنواع الأنفلونزا الموسميّة الأكثر انتشارًا هي الأنفلونزا A و الانفلونزا B.
- أمّا الH1N1 و الH3N2 هما نوعان فرعيّان من الأنفلونزا A.
- فترة الحضانة من حين مصادفة الفيروس حتّى بدء العوارض هي من ١-٤ أيّام.
２) ما هي العوارض؟
العوارض تتراوح ما بين إصابة خفيفة و حادّة، تصيب جميع الفئات العمريّة وتبدأ بشكل مفاجىء وأبرز هذه العوارض :
- الحرارة العالية (قد تدوم ل ٣-٤ أيّام)
- آلام حادّة في العضلات و المفاصل
- قشعريرة و تعرّق
- شعور بالتّعب والإرهاق
- صداع
- سعال وانزعاج بالصدر
- عطس
- سيلان الأنف
- التهاب الحلق
- الاستفراغ أو الإسهال diarrhea عند الأطفال
و بحال الشعور بعوارض حادة يجب الإتصال فوراً بالطّبيب المختص.
３) هل يمكن أن نميّز بين الأنفلونزا و الكورونا من حيث العوارض؟
تتراوح عوارض الفيروسَين بين غياب للعوارض و عوارض حادّة. لكن من الصعب جدًّا التمييز بينهما من حيث العوارض لأنّها متشابهة جدًّا. لكن بالاضافة للعوارض المذكورة، تتميّز الكورونا أحيانًا بفقدان حاسّة التذوّق والشم.
والطريقة الأفضل للتمييز هي عبر إجراء فحوصات طبيّة و مخبريّة.
４) ما هي سبل العلاج؟
أغلب المصابين بالأنفلونزا يتحسّنون من تلقاء أنفسهم. أحيانًا يصف الطّبيب مضادًا للفيروسات.
تنبيه!! لا ينبغي أخذ مضاد حيويّ (Antibiotic) عند الإصابة بالأنفلونزا أو أي فيروس آخر. المضاد الحيويّ (Antibiotic) يوصف من طبيب فقط و يداوي البكتيريا وليس الفيروسات!!
واطرح بعض العلاجات و التدابير المنزليّة عند الاصابة بالإنفلونزا:
- الرّاحة والحصول على قسط كافي من النّوم.
- شرب الكثير من السوائل باستمرار : المياه، العصائر، المشروبات الدافئة، الحساء الدافئ.
- تناول مسكّنات الالم و منها الأسيتامينوفين (Panadol, Tylenol وغيره) و الايبوبروفين (Advil و غيره)
- تجنّب إعطاء الأطفال و المراهقين دواء الأسبرين فعند تناوله خلال الاصابة بفيروس قد يسبب حالة نادرة مميتة معروفة بمتلازمة راي (Reye’s Syndrome)
أذكًّر: لا ينبغي أخذ مضاد حيويّ (Antibiotic) عند الإصابة بالأنفلونزا أو أي فيروس آخر. المضاد الحيويّ (Antibiotic) يوصف من طبيب فقط و يداوي البكتيريا وليس الفيروسات.
５) ما هي سبل الوقاية؟ و هل يجب الحصول على اللقاح؟
أفضل طريقة للوقاية، هي من خلال تلقّي اللّقاح السنويّ للانفلونزا، خصوصًا الأشخاص الأكثر عرضة للتعرّض لمضاعفات جرّاء إصابتهم بالأنفلونزا.
التّباعد الاجتماعيّ، تغطية الفم و الانف عند السّعال و العطس و غسل اليدين…إنَّ اتباعَ هذه الاساليب مهمٌ لتخفيف انتشار الفيروسات المعديّة.
６) من هم الأكثر عرضة للمضاعفات و هل هو مرض قاتل؟
الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات، والذين يجب أن لا يتردّدوا بأخذ اللقاح هم:
- المرأة الحامل
- الأولاد ما دون ال ٥ سنوات
- الكبار في السن ما فوق ال ٦٥ سنة
- المصابون بأمراض مزمنة كالرّبو، أمراض القلب، الرئتين، السّكري والHIV/AIDS
بعض المضاعفات:
- التهاب الرئتان
- التهاب الشِّعَب الهوائية
- التهاب الاذن
- إساءة الأمراض المزمنة
قد تسبّب ،الاصابة بالانفلونزا، الموت جرّاء المضاعفات التي قد تنتجها. وأخذ اللقاح يساعد بتخفيف خطر الاصابة، وتخفيف المضاعفات.
يجدر الذكر بأنه يوجد في لبنان شبكة مراكز الرّعاية الصحيّة الاوليّة، تساعد على تأمين أدوية مزمنة، و لقاحات، و تساهم بالتوّعية بما يتعلّق بالمواضيع الطبيّة. للزيارة الضغط على الرابط التالي