En | Ar

أسرار الفضاء: اكتشاف لانياكيا ومكانتنا في الكون

في عالم الفلك الواسع، يعتبر اكتشاف العنقود Laniakea -لانياكيا أحد أبرز الإنجازات العلمية التي غيّرت فهمنا للكون. لانياكيا، التي تعني "السماء الشاسعة" بلغة هاواي، lani «السماء» وakea "فسيح"أو "واسع". هي تجمع مجري ضخم يضم أكثر من 100,000 مجرة، بما في ذلك مجرتنا الشهيرة، درب التبانة. يمتد هذا التجمع على مسافة تقدر بحوالي 520 مليون سنة ضوئية، مما يجعله واحدًا من أكبر التجمعات المعروفة في الكون.تم تعريفها في أيلول عام 2014، عندما قام فريق الباحثين المؤلف من برينت تلي من جامعة هاواي وهيلين كورتوا من جامعة ليون بتعيين حركة المجرات لدراسة حقل الجاذبية، بهدف إعادة رسم خريطة الكون.

 

من خلال هذا الاكتشاف، أعاد العلماء تشكيل فهمهم لمكانتنا في الكون. في الماضي، كنا نعتقد أن درب التبانة هي مركز الكون، ولكن Laniakeaأظهرت لنا أننا جزء من نظام أكبر بكثير. لا تقتصر أهمية Laniakea – العنقود على كونه تجمعًا مجريًا فحسب، بل إنه يعكس أيضًا كيفية تنظيم المجرات في الكون، وكيفية تفاعلها مع بعضها البعض. هذه المعرفة تدفع العلماء إلى طرح تساؤلات أكبر حول طبيعة الكون نفسه.

 

إحدى القضايا الأكثر إثارة للجدل هي مسألة وجود أكوان متعددة. هل نحن نعيش في كون واحد أم أن هناك أكوانًا متوازية موجودة في أبعاد أخرى؟ بعض النظريات تشير إلى أن الكون الذي نعرفه ليس سوى جزء صغير من "مجرة" أكبر من الأكوان. إذا انتهى كوننا، فهل سيبدأ كون جديد؟ و هل هناك كون ككوننا نفسه؟ وكواكب مشابهة لكواكبنا؟ وكائنات كنسخ عنّا؟ و تعيش حياتاً مماثلة طبق الأصل لحياتنا، ولكن على كوكب آخر مشابه لكوكبنا الأرض؟

 في الحقيقة  إنّ نظرية الأكوان التوائم La théorie des Univers Jumeaux تطرح وتؤكد علمياً هذا الموضوع : تجدر الإشارة هنا في الأوساط العلمية الفلكية والفيزيائية الفرنسية، إلى النموذج الكوسمولوجي الكوني الثنائي القياس الذي صاغه وقدمه عالم الفيزياء الشهير جون بيير بتي Jean Pierre Petit، وهو مفهوم عرف بتسميته الشعبية الشائعة نظرية الأكوان التوائم 

ويتعين علينا أن نتذكر كذلك أن فرضية وجود أكوان ثنائية “لكل كون توأم أو قرين ” قد طرحت سنة 1967 من قبل عالم الفيزياء السوفيتي أندريه زاخاروف AndreiZakharov، والمقصود به تقديم الكون على أنه مثل المرآة لكون آخر خفي، كون الظل، واللذان يتصلان ببعض فقط بواسطة الثقالة أو الجاذبية

هذه التساؤلات تثير فضول العلماء والفلاسفة على حد سواء، وتؤكد على أهمية البحث المستمر في هذا المجال.

 

عندما نتحدث عن بداية الكون، فإن النظرية السائدة هي "الانفجار العظيم" - “Big Bang “ ، الذي حدث قبل حوالي 13.8 مليار سنة. هذا الحدث لم يكن مجرد بداية للزمان والمكان، بل كان أيضًا بدءًا لتشكل المجرات والنجوم. لكن كيف سينتهي الكون؟ هناك سيناريوهات متعددة، بدءًا من "الانكماش العظيم" حيث يتقلص الكون إلى نقطة واحدة، إلى "البرودة الكبرى" حيث يفقد الكون طاقته وتختفي النجوم.

 

مع تقدم التكنولوجيا، يفتح أمامنا علم الفلك أبوابًا جديدة. التلسكوبات الحديثة مثل تلسكوب هابل وتلسكوب جيمس ويب يتيحان لنا استكشاف أعماق الفضاء بطريقة لم تكن ممكنة من قبل. نحن الآن في خضم عصر جديد من الاكتشافات، حيث يمكننا رؤية الضوء من المجرات التي تشكلت بعد الانفجار العظيم.

 

وأخيراً، إن اكتشاف Laniakeaيذكّرنا بمدى تعقيد الكون وجماله، ويحفزنا على الاستمرار في البحث والاستكشاف. المستقبل يحمل لنا المزيد من الأسرار، وقد نكتشف يومًا ما، بين الأكوان المتعددة، إجابات على الأسئلة التي لطالما حيرتنا. فهل نحن وحدنا في هذا الكون الواسع، أم أن هناك المزيد من العجائب تنتظرنا في الأفق؟

PARTAGER