En | Ar

لبنان الفنّ، لبنان الموركس دور

 لطالما تغنّى بك الشّعر ومدَحتك الكلمات، لطالما كنتَ بلد الحرّيات والثقافة، منارةً للعالم العربي والعالم بأسره. من أجل ذلك كله، تفرّدت باسمك فكنتَ لبنان، لبنان الذي، رغم كل الظروف الصعبة التي مرّ بها وطارده بها الزمن، من أزمة كورونا، مرورًا بالأزمة الاقتصادية، وصولًا إلى الحرب الضارية التي لم تلبث آثارها واضحةً في قرى الجنوب والبقاع وفي بيروت، -وليس فحسب، بل في النفوس والقلوب أيضًا-، لا يزال مصرًّا على إبراز هويته الحضارية. وقد تجسّد ذلك من خلال حفل الموركس دور الذي شقّ الظلمة وأنار مسرح كازينو لبنان في ليلة 21 كانون الأول 2024، تحت رعاية الـ LBCI.

عرف الموركس دور بداياته في العام 2000، على يد الطّبيبَين زاهي وفادي الحلو. في هذا الحفل، يُكرَّم الفنانون اللبنانيون والعرب على حدٍّ سواء، وازداد قيمةً ليظلّ حدثًا ذهبيًا، يتجدّد أثره عامًا بعد عام. وفي عام 2024، جاء تحت شعار "Healing the World with Art & Music"، ليطلّ على مسرح ضخم يفوق مسارح أشهر الدول وأكثرها ثراءً وتطورًا. بدا الرقيّ في كل الجوانب، من الإضاءة إلى الديكور، وصولًا إلى أدقّ التفاصيل التي إن حاولنا وصفها لطال الوصف.

أما أكثر ما زيّن مسرح كازينو لبنان، فكان الفنانون الذين تم تكريمهم، وقد بدوا في أجمل حلّة، فزادوا على الجمال جمالًا وعلى الرقيّ رقيًّا. ملابسهم البرّاقة، التي كأنها نُسجت من أشعّة الشمس ونور القمر، أبهرت الحضور سواء من أمام الشاشة أو خلفها. والأهم من المظهر الخارجي هو مضمون أولئك الفنانين، ثقتهم بأنفسهم وشجاعتهم في التعبير عن حبّهم لوطنهم وإيمانهم به. أكّد الفنان اللبناني على إرادته ورغبته في العطاء والإبداع والابتكار لإظهار وجه لبنان البهيّ، وما هو لبنان إلا الفنّ واللحن والموسيقى؟

هنيئًا لكلّ من ساهم في إنجاح حفل الموركس، هنيئًا للطّبيبَين زاهي وفادي الحلو لهذه الفكرة السّبّاقة. أوَلا يستحق الفنّ تكريمًا؟ أوَلا يستحق الفنّان اللبناني أن يُكرّم أيضًا؟ أوَلا يستحق أن يكون له نقابة نشطة تضمن له حقوقه الاجتماعية وتضمن له شيخوخة كريمة؟ وفي هذا السياق، يعلو الصوت، ويُناشد وسائل الإعلام المرئي لإعادة البرامج التلفزيونية الراقية مثل "ستوديو الفن"، الذي يفتح المجال لخلق مواهب جديدة ليس فقط في مجال الغناء، بل أيضًا في الكتابة والإلقاء والعزف والرقص وتصميم الأزياء وفنون أخرى، مما يؤدي إلى رفع اسم لبنان، ويبقى الوطن متربّعًا على عرش الفنّ والجمال والحضارة.

PARTAGER