En | Ar

لبنان على لائحة التراث العالمي

تراث الأوطان، امجادها. هو أجمل ما يكون في الأوطان، محط تقدير لسياح وعلماء. مكان لبنان في العالم القديم والشعوب التي مرّت على هذه الأرض أكسبت لبنان تراثًا غنياً يصعب جَمعُهُ على هذه البقعة من الأرض. 

تضع اليونسكو التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لائحة تصنف في كل بلد الأماكن التي تستحق أن تكون على لائحة التراث العالمي. للبنان حصّة من اللائحة. تاريخ الأوطان، امجادها. 


لكي يتم إدراج المواقع على قائمة التراث العالمي، يجب أن يكون الموقع ذات قيمة عالمية استثنائية وأن يستوفي معياراً واحدًا على الأقل من المعايير العشرة. المعيار الأول هو أن يمثل المعلم تحفة من إنتاج ذكاء وإبداع الإنسان. المعيار الثاني يتضمن أهمية أن يكون الموقع مكاناً لعرض تبادل مهم للقيم الإنسانية، على مدى فترة من الزمن أو داخل منطقة ثقافية من العالم، على التطورات في الهندسة المعمارية أو التكنولوجيا، والفنون الأثرية، وتخطيط المدن أو تصميم المناظر الطبيعية. اما فيما يتعلّق بالمعيار الثالث٬ فعلى الموقع أن يحمل شهادة فريدة أو استثنائية لتراث ثقافي أو لحضارة حيّة كانت أو مختفية. ليكسب الموقع مكاناً على اللائحة من باب المعيار الرابع، ينبغي على الموقع أن يكون مثالاً بارزًا لنوع المبنى أو المجموعة المعمارية أو المناظر الطبيعية التي تنقل حقبة مهمة من تاريخ البشرية.  المواقع المصنفة في المعيار الخامس تمثلُ مثالاً بارزاً للمستوطنة البشرية التقليدية، أو استخدام الأراضي أو البحار التي تمثل ثقافة معينة، أو التفاعل البشري مع البيئة، خاصة عندما أصبحت عرضة للخطر تحت تأثير التغيير الذي لا رجوع عنه. ليكمل الشرط السادس، على المعلم أن يكون مرتبط بشكل مباشر، أو ملموس بالأحداث، و التقاليد الحية، أو بالأفكار، و المعتقدات، و الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية المتميزة. الشرط السابع مرتبط بالجمال: على المواقع أن تحتوي على ظواهر طبيعية فائقة أو مناطق ذات جمال طبيعي استثنائي. المعيار الثامن جيولوجي، فعلى الموقع أن يمثل المراحل الرئيسية من تاريخ الأرض. المعيار التاسع ينحدر من فكرة تطور النّظم البيئية: على الموقع أن يكون أحد الأمثلة البارزة التي  تمثل العمليات البيئية والبيولوجية الهامة الجارية في تطور وتطوير النظم البيئية الأرضية والمياه العذبة والساحلية، والبحرية، ومجتمعات النباتات والحيوانات. فيما يتعلق بالمعيار الأخير، على الموقع أن يحتوي على المساكن الطبيعية الأكثر أهمية لحفظ التنوع البيولوجي في الموقع، بما في ذلك تلك التي تحتوي على الأنواع المهددة بالانقراض .

 

في العام ١٩٨٤، دخل لبنان إلى القائمة بأربعة مواقع وهي: بعلبك، جبيل ، صور وعنجر.

دخلت بعلبك القائمة من باب المعيارين ١ و٤ فالمعلم هذا تحفة من إنتاج ذكاء وإبداع الإنسان، فالتحف والزخرفات على الأحجار الهائلة الضخمة جعلت من بعلبك مدينة بالغة الأهميّة. تعد آثار هياكل بعلبك من أهم آثار الهندسة الرومانيّة الإمبراطورية وهي في أوج ذروتها. 

 

بدورها، دخلت مدينة جبيل هذه القائمة من باب المعايير ٣ و٤ و٦. لشهرتها بإرثها الفينيقي، يعرفها الكثيرون، ولكن هذه المدينة ليست فينيقية فحسب، لكنها مسكونة منذ العصر النيوليتي. 

 

اخذت مدينة صور، مُؤسِسَةُ قرطاج مركزها على اللائحة من باب المعيارين الثالث والرابع. اكتُشف فيها الأرجوان بحسب الأسطورة. 

 

مدينة عنجر بدورها استوفت المعيارين التي استوفتهم نظيرتها صور. إنّ هذه المدينة تُعتبَر الشاهد الوحيد على مدنية الأمويين. 

 

بالمعيارين الثالث والرابع دخل وادي قاديشا وحرش أرز الرب اللائحة عام ١٩٩٨

 

يُعتبر وادي قاديشا من أهمّ المواقع لتأسيس المسيحيّة في العالم. أما أرز لبنان فمعروف منذ القدم بجودة أخشابه ورائحته الذكية. 

 

آخر من دخل اللائحة لبنانياً يعد معرض "رشيد كرامي الدولي". إنهُ تحفة معمارية فريدة تقع في مدينة طرابلس بشمال لبنان. أبدع في تصميمه المهندس المعماري البرازيلي الشهير "أوسكار نيماير" خلال عقد الستينيات من القرن العشرين. يُعتبر معرض "رشيد كرامي"، بحجمه الضخم وتنوع أساليبه الهندسية، و هو يعتبر من أبرز الأعمال المعمارية الحديثة في القرن العشرين في منطقة الشرق الأوسط. فهو يمثل معلماً بارزاً في تاريخ العمارة العربية المعاصرة، ويعكس طموحات لبنان التحديثية في تلك الحقبة.

PARTAGER