En | Ar

مسرحية Mono-Pause لبيتي توتل

  هكذا تبدأ قصة مسرحية Mono-Pause للكاتبة، المخرجة والممثلة بيتي توتل: هرباً من ضجيج الحياة ومسؤولياتها، تقرر امرأة (أي شخصية الممثلة بيتي توتل) وهي زوجة وأم، اللجوء عمداً إلى بيتٍ جبلي في منطقة بحمدون، حيث تلتقي هناك برجل، وهي الشخصية التي يقدمها البروفيسور جاك مخباط الذي يشارك توتل بطولة هذه المسرحية.

 Mono-Pauseمسرحية كوميدية إجتماعية فيها الكثير من كوميديا الموقف، مشبّعة من واقع كل لبناني، بقالبٍ جميل يدخل إلى القلوب، فيُضفي عليها البهجة ويرسم الإبتسامة على الوجوه. 

بين المشهد والآخر، بين الضحكة والأخرى، استطاعت الكاتبة، وبأسلوبها المعهود، أن تحرك مشاعر الحاضرين وأن تجعل الدمعة في عيونهم، تلك الدمعة التي لربما أتت من قساوة الفكرة المطروحة في المشهد رغم بساطته، فهي تنقل صورة الواقع الأليم بعمقٍ، ببساطةٍ وبإتقان. لم تركز بشكلٍ مباشر في نصها على الأزمة الاقتصادية في لبنان، ولا على إنفجار ٤ آب وما خلفه من آثار، ولا على الثورة، ولا على الأزمة الصحية ووباء كورونا، لكنها أدرجت هذه الأفكار وسواها وصوّبت قلمها نحوها، في سياق القالب الكوميدي، فأصابت. أضحكت الناس، لكنها لم تغض النظر عما مروا به، فعرضت انعكاسات كل ما سبق ذكره عليهم. إلا أنها أصرت أن تُفرِح الجمهور الذي لطالما اشتاق إلى الضحك والفرح وسط كل ما يمر بهِ.

من مسرح دوار الشمس- بدارو، وقبيل عرضها، إلتقيت الممثلة بيتي توتل، التي أعربت عن سعادتها وفخرها بهذا النجاح الذي حققته.

 

فكرة المسرحية

  أما عن فكرة المسرحية والعودة إلى المسرح بعد غياب دام ٤ سنوات بسبب كل ما مر به لبنان من أزمات وصعوبات، فأرجعت توتل السبب إلى إصرار الجمهور ومطالبته إياها باستمرار بأن تقوم بهذه الخطوة: "كان الجمهور يسألني دائماً، وين مختفية؟ رغم أن غيابي كان بسبب الأوضاع وليس اختفاء متعمّد. فقررت أن أكتب هذه المسرحية عن امرأة تختفي عمداً وتلجأ إلى بيت جبلي".

 

عنوان المسرحية وتشابه الكلام

  عن العنوان تقول الكاتبة: "هي قصة امرأة تقرر أن تأخذ وقت راحة، Pause. وفعلياً هناك لعب على الكلام، فهي تكون فعلاً اقتربت مما يسمى "سن اليأس" أو ال Ménopause، الفترة التي ينقلب فيها كل ما في حياتها، لكنه ليس السبب الوحيد. فهناك ظروف عدة عشناها ولا نزال في بلادنا تجعلنا نيأس بعض الشيء."

 

نجاح المسرحية وعرضها خارج لبنان

  بعد النجاح الذي حققته في لبنان وتمديد العرض لأكثر من مرة، تستعد الممثلة والكاتبة بيتي توتل وفريق العمل، للسفر إلى الخارج لتقديم عدة عروض خارج لبنان، في دبي وغيرها.

 

 هذه ليست المرة الأولى خلال مسيرتها الفنية الحافلة بالنجاحات التي تقدم فيها بيتي توتل عمل فني كامل متكامل من جميع النواحي، وهذا يؤكد على أن الفن والإبداع في لبنان لا يزال بألف خير. وبالرغم من كل شيء، يبقى الفن والثقافة من أهم الأسلحة التي نواجه بها كل الأزمات. علّ المسؤولين يُدركون أهمية الأمر، فيقدمون الدعم الكافي ليستمر المسرح في لبنان ويزدهر أكثر فأكثر، لأنه وبحسب ما ختمت توتل لقاءي معها بالقول: " هو المكان الذي يوحّد الجميع من مختلف الطوائف، الأحزاب والمعتقدات!"

PARTAGER