
عندما طُلب مني أن أكتب عن الفنّ، استوقفتني الذّاكرة والزمن. لمعَ في بالي اسم فيروز، لا بل لمع في قلبي ووجداني.
سأحدّثكم عن فيروز الوطن...
عن عشقٍ لا يموت
عن صوت الحق والحب
عن أسطورة الغناء والفنّ
سأحدّثكم عن بيروت...
عن وطن صامد رغم المحن
فيروز، يا ذاكرة الشعوب
يا لحنًا بحّارًا في القلوب
حين يصدح صوتها الأزلي، تستيقظ المدن القديمة وتتنفس الحياة حبّاً وحنيناً.
تزيّن صباح العرب والعالم بأجمعه، الصوت الّذي يجمع الناس رغم اختلافاتهم ويبقى حاضرًا في قلوبهم وعقولهم، في الحبّ والخذلان، في الوطن والغربة.
غنّت فيروز
فطلّ الصّباح بأبهى الحلل
وهزّ النّسيم غصون الأمل
وفُتِحَ باب الحبّ
وللحنين ألف نافذة
غنّت فيروز
فأطربت العالم
وصار اللّحن صلاةً والصّمت ترتيلًا
فيروز…
نستذكرك كل لحظة،
حين نسّم علينا الهوا
ويوم رجعت الشّتوية
أمس افترق الأحباب
نحضنهم وتولع أيادينا بالعذاب
فيروز…
يا سرّ الوجود ورفيقة الفجر
نسمعك فيبدأ نهارنا بالحبّ والأمل
نعم… في أمل
وتنساب على وجوهنا بسمة خجولة
في قلوبنا أنتِ
ما دام في القلب نبضٍ
ما دام في هذا العالم حبّ
ستبقين لطالما انتظر العاشقُ الفجرَ
ليقول: غنّت فيروز… فانتهى الكلام.