En | Ar

انتماء يُرسم على جدران الروح

إنَّ الانتماء ليس مجرد صفة تُضاف إلى الهوية، بل هو روح تسري في عروق الفرد، تمزجه مع معاني الفخر والكرامة، وتضيء دروبه في رحاب الحياة. أما الانتماء إلى جامعة القديس يوسف، فهو نسيج من القيم والروح، هو بمثابة شعلة أبدية تنير قلب كل من اختبر سحر هذا الصرح التاريخي. هذا الانتماء هو مزيجٌ بديع من العلم والقيم الإنسانية التي تخلِّد إرثها في كل زاوية من أركان الحرم الجامعي.

منذ تأسيسها في أواخر القرن التاسع عشر، صاغت جامعة القديس يوسف إرثها بأحرف من نور في سجلّ التاريخ الأكاديمي. فالانضمام إلى هذه الجامعة ليس مجرد خطوة تعليمية، بل هو احتضانٌ لقيم سامية؛ قيم تُعلّم الطالب أن العلم ليس مجرد معرفة جامدة، بل هو رحلة إبداعية تُغذي الروح وتوسع آفاق الفكر. تتعانق روعة الماضي مع آمال المستقبل، في مشهدٍ يذكِّر الطالب بأن الانتماء إلى هذه المؤسسة هو بمثابة شغف دائم للحياة، ورحلة متواصلة نحو التميز والإبداع، وهوية مشعّة بين جنبات التاريخ والعلم.

حرم جامعة القديس يوسف هو معترك الإبداع والإنسانية. يمتدُّ الحرم الجامعي ليكون مسرحًا للتفاعل الإنساني والعلمي؛ ففيه يلتقي الفكر النيّر بعبير الروح، ويتبادل المعلّمون والمتعلّمون الأفكار كما تتلاقى أنغام موسيقى صادقة. إنَّ كل زاوية في الجامعة تنبض بالحياة؛ فالمكتبات الثريّة، والقاعات الدراسية التي تشهد حوارات الفكر العميق، والفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تخلق جسور التواصل، كلها علاماتٌ على أن الانتماء هنا يتعدى حدود المقررات الدراسية ليصبح تجربة إنسانية متكاملة.

لا تنتهي رحلة الانتماء عند انتهاء مرحلة الدراسة، بل تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، ليصبح الخريجون جسراً يربط بين الحاضر والمستقبل. إن هذه الشبكة الواسعة من الخريجين، الذين اتخذوا من الجامعة منارةً لتحقيق طموحاتهم، تُعدُّ شاهدةً على قوة الروابط التي تشكلها جامعة القديس يوسف. فكل لقاء، وكل ذكرى، وكل إنجاز يُعدُّ بمثابة تذكيرٍ دائمٍ بأن الانتماء ليس مجرد علاقة زمنية، بل هو إرث حيّ ينعكس في مسارات الحياة المختلفة. 

في نهاية المطاف، يُمكن القول إنَّ الانتماء إلى جامعة القديس يوسف هو بمثابة قصيدةٍ ملهمة تُكتب حروفها بألوان الشغف والعلم. هو شعور يعلو فوق حدود الزمان والمكان، ويُضفي على حياة كل من عاش في أحضان هذه الجامعة طابعًا فريدًا من التفرد والتميّز. إنه الانتماء الذي يجمع بين عبق الماضي ووميض المستقبل، ليُخلِّد في النفوس ذكرى لا تنسى، ورمزًا دائمًا للفخر والوفاء.

PARTAGER