يُعتبر النظام الغذائي المتوسطي(diète méditerranéenne) من أكثر الأنظمة الصحية في العالم، حيث يعتمد على استهلاك كميات كبيرة من الفواكه والخضروات الطازجة، الحبوب الكاملة، البقوليات، زيت الزيتون، والمكسرات، مع تقليل استهلاك من تناول اللحوم الحمراء والدهون المشبعة. وقد أثبتت الدراسات أن هذا النظام الغذائي يلعب دورًا رئيسيًا في التقليل من أخطار الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية(maladies cardio-vasculaires)، وذلك بفضل غناه الملحوظ بالدهون الصحية مثل الأحماض الدهنية غير المشبعةinsaturé) (acide gras)) التي نجدها في زيت الزيتون والأسماك.
إضافةً إلى ذلك، يساهم النظام الغذائي المتوسطي في تقليل معدلات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي، نظرًا لقلة استهلاك اللحوم الحمراء والاعتماد بشكل أساسي على مصادر نباتية غنية بمضادات الأكسدة والألياف التي بدورها تعزز صحة الجهاز الهضمي. و ومن أبرز المطابخ التي تعتمد هذا النظام الغذائي، يبرز المطبخ اللبناني، الذي يُعدّ واحدًا من أرقى وأشهر المطابخ في العالم.
يجمع المطبخ اللبناني بين النكهات الغنية والمكونات الطازجة، حيث يعتمد بشكل أساسي على الخضروات، الحبوب، وزيت الزيتون، مما يجعله مثالًا رائعًا للتغذية الصحية والمتوازنة. فمن أشهر الأطباق اللبنانية التي تعكس هذا التوازن الغذائي نجد التبولة، الفتوش، الحمص، الفول، والعدس، إلى جانب المشاوي التي تُطهى بطرق صحية من دون الإفراط في استخدام الدهون المشبعة. كما يتميّز المطبخ اللبناني باستخدام الثوم، الليمون، والأعشاب الطازجة، التي تضيف عليه, التي تغنيه بمذاقٍ فريدٍ والتي تمنحه مذاقًا فريدًا وقيمة غذائية عالية.
على مرّ العصور، تطوّر المطبخ اللبناني لكن ظلّ محافظًا على اصوله، رغم تأثره بالحضارات التي مرّت على لبنان، مثل الفينيقيين، الرومان، العثمانيين، والفرنسيين. هذه الحضارات جعلته مزيجًا فريدًا من النكهات الشرقية والغربية. هذا التنوّع الغني جعله ليس فقط من أكثر المطابخ تميزًا، بل أيضًا من أكثرها جذبًا للسياح. حيث فيُعتبر لبنان وجهة سياحية عالمية لعشاق الطعام الذين يأتون خصيصًا لتجربة نكهاته الأصيلة.
المطاعم اللبنانية تنتشر في كل زاوية من البلاد، من بيروت النابضة بالحياة إلى القرى الجبلية الساحرة، مقدمةً تجربة طعام لا تُنسى. فبفضل هذه العادات الغذائية الصحية، لم يعد لبنان فقط رمزًا للثقافة والتقاليد، بل أيضًا نموذجًا للطعام الصحي الذي يساهم في تحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض. لا شك أن المطبخ اللبناني هو من بين الأفضل في العالم، ليس فقط بسبب مذاقه الفريد، ولكن أيضًا بفضل العناية بالتفاصيل، كرم الضيافة، وجودة المكونات المستخدمة. ويبقى الطعام اللبناني جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية، وجسرًا يربط لبنان بالعالم من خلال النكهات والتقاليد التي تستمر في إبهار الجميع.