En | Ar

جامعة القديس يوسف: كأبجدية الفينيق، نقلت لبنان إلى العالم

تحتفل جامعة القديس يوسف بيوبيلها المئة والخمسين، حاملة رسالتها في البحث والتعليم والخدمة على كتفيها لإعداد مستوى عال من الكفاءات العلمية لمصلحة البلاد والمنطقة. لكن الجامعة لم تكتفِ بلبنان، بل تجاوزت حدوده لتؤسس فرعين لها في الإمارات العربية المتحدة وساحل العاج.

كانت المحطة الأولى في دبي، حيث تأسست كلية الحقوق عام 2008، لتضع جامعة القديس يوسف أوّل مشعال لها خارج لبنان. واندرج تأسيسها من ضمن إطار المشروع الأكاديميّ الّذي وضعته حكومة دبي من أجل تقديم برنامج بكالوريوس في القانون عالي الجودة للطّلّاب الإماراتيّين في إطار مبادرة إعداد القادة. وصمّمت الكليّة برنامجًا خاصًا يتكيّف مع الإطار القانونيّ الإماراتيّ ودول مجلس التعاون الخليجيّ، مع الحفاظ على القيم الأكاديميّة نفسها لبرامج كليّة القانون والعلوم السياسيّة في بيروت. أطلقت لاحقاً برنامج ماجستير في القانون التّجاريّ وأصبحت كيانًا معتمدًا من إدارة الشّؤون القانونيّة لحكومة دبي لتدريب المحامين الذّين يمنحون نقاط. بعد أكثر من 10 سنوات، تم إضافة برنامج ماجستير في قانون الأعمال، بهدف تزويد الطلاب بالمعرفة اللازمة حول قواعد وممارسات قانون الأعمال على المستويين المحلي والدولي، مع تعزيز قدرتهم على التكيف مع الأنظمة القانونية المختلفة ومواكبة التحديات الحديثة في هذا المجال. واستنادًا إلى نتائج الدّراسة الذّاتيّة التّي أجرتها الجامعة، تمّ  إطلاق برنامج ماجستير في التّرجمة (الإنكليزيّة/ العربيّة/ الإنكليزيّة) عام 2016، لتلبية احتياجات سوق العمل في المجال في جميع القطاعات. في عام 2019، عززت الجامعة مكانتها الأكاديمية على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال تبني تغيير استراتيجي في الاسم. أصبح الاسم الرسمي للجامعة في دبي هو جامعة سان جوزف دبي

 أمّا المحطة الثانية والأحدث، هي في ساحل العاج، مركز أكبر جالية لبنانية في أفريقيا تضم ما يقارب مئة ألف لبناني. يأتي تأسيس جامعة القديس يوسف في هذه القارّة الحدث المحوري في صلب الإحتفال بالمئة والخمسين، فتكون هذه السنة الدراسية الأولى بفرعها الجديد. ولا يمكننا إلا أن نثني على دور رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش في إنشاء هذا الفرع، حيث سافر شخصياً إلى ساحل العاج بعد أن لاحظ توافد العشرات من الإيفواريين إلى الجامعة في بيروت في مختلف المجالات، واكتشف حيوية البلاد ورغبة الاستثمار في التعليم. تقدم الجامعة أربعة برامج تعليمية هي: إدارة الأعمال، التسويق والإعلان، علوم الحاسوب، وعلم النفس. كما أنّ المناهج المعتمدة هي نفسها في كل من بيروت وأبيدجان، وتلتزم الفرنكوفونية.  بهذه الخطوة يكون الإنتشار اللبناني لا يقتصر فقط على الأفراد، بل أيضاً على مؤسسة تعتبر جزء من الهوية اللبنانية ناشرة العلم والتميز في لبنان والعالم. 

إضافة إلى ذلك حصلت جامعة القديس يوسف في بيروت عام 2019 على الاعتماد المؤسسي الدولي غير المشروط من الوكالة الأوروبية، مما عزز مكانتها الوطنية والإقليمية والدولية، ووفّر اعترافًا رسميًا يسهّل توظيف خريجيها وتعزيز تنقلهم الأكاديمي وتطوير شراكاتها مع الجامعات والمنظمات الدولية. كما إنها تملك مركزين إداريين في باريس وهيوستن. وإذا أردنا أن نتوسع أكثر فإنّ مستشفى أوتيل ديو دو فرانس التي هي جزء لا يتجزأ من الجامعة، وصلت إلى العراق ضمن تعاون مع مستشفى الشرق الأوسط في بغداد. 

فما هي الخطوة التالية لهذه المؤسسة العريقة في الانتشار ونقل الخبرات والعلم كنموذج لبناني يحتذى به عالمياً؟ 

PARTAGER