التنوّع قيمة جمالية مضافة للعراق، الذي يتألف من تركيبةٍ سكانيةٍ متعددة الأعراق والأديان، تلتقي على رقعة جغرافية واحدة، بحيث أعطى الدستور في المادة 43 الحرية لأتباع كل مذهب لممارسة شعائرهم الدينية، وأنّ الدولة تتكفل بحريّة العبادة وحماية أماكنها.
تنقسم القومية العربية في العراق إلى طائفتين: السنّة والشيعة، حيث يُمثّل الشيعة ما نسبته 69% أما السُنّة فيمثلون بين 29-34%، وفقاً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
القومية الكردية تُشكّل المجموعة العرقية الثانية بعد العرب في العراق، وصل عددهم إلى نحو 5.2 مليون نسمة، وتتراوح نسبتهم بين 15% و20%. دينياً ومذهبياً، فإن 97% من الكرد مسلمون؛ منهم 80% سُنة، و17% شيعة ويُسمون بـ «الكرد الفيليين".
تتمركز القومية الكردية في محافظات أربيل، والسليمانية، ودهوك، وحلبجة، كما يتواجد الكرد وبأعداد قليلة في الموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى.
ويتمتع الكرد بحكم ذاتي مستقل منذ عام 1991، تحت اسم إقليم كردستان. والحزبان اللذان يهيمنان على الساحة السياسية في الإقليم منذ عقود هما الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني.
تعتبر المسيحية ثاني أكبر ديانة في العراق بعد الإسلام، وهي ديانة معترف بها في الدستور العراقي الذي أسماهم "الكلدوآشوريين" وتعني كل أقسام المُكوّن المسيحي من الكلدان، والآشوريين، والسريان الأرثوذكس والأرمن وغيرهم.
وبحسب مقال للدكتور هيثم مزاحم، بعنوان "المسيحيون في العراق... ودرب التهجير"، يقول الكاتب إنّ "الدستور العراقي يقرّ بأربع عشرة طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها. ويتحدث غالبية أتباع الطوائف المسيحية اللغة العربية كلغة أم، في حين أنّ نسبة منهم تتحدث باللغة السريانية، بلهجاتها العديدة، وباللغة الأرمنية".
وبلغ عدد المسيحيين في العراق قبل الاحتلال الأميركي عام 2003 نحو مليون و420 ألف مسيحي، اضطر عدد كبير منهم إلى مغادرة البلاد.
وبحسب رئيس مجلس الطائفة المسيحية العراقية في الأردن، غازي رحو، فإن عدد المسيحيين في العراق الآن لا يتجاوز 450 ألف مسيحي فقط، بمعنى أن أكثر من مليون مسيحي غادروا البلاد واستقروا في أوروبا والولايات المتحدة أو اتخذوا من الأردن ولبنان مقراً لهم، فضلاً عن نزوح أعداد كبيرة منهم إلى إقليم كردستان الذي يتمتع باستقرار أمني نسب
على الرغم من التنوع الثقافي واللغوي في العراق،إلا أن البلاد شهد تتحديات كبيرة على مر التاريخ،بمافي ذلك النزاعات والحروب التي أثرت على التعايش بين هذه المجموعات. ومع ذلك،يبقى العراق نموذجًا للتنوع والتعددية،حيث يسعى العديد من أبناء الشعب العراقي للحفاظ على هويتهم الثقافية ولغتهم،وتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل بين جميع الأعراق.
من المهم أن ندرك أن هذا التنوع ليس مجرد واقع اجتماعي،بل هو أيضًا ثروة ثقافية تعكس تاريخ العراق الغني،مما يساهم في تشكيل هويته الوطنية. إن تعزيز الفهم المتبادل والاحترام بين الثقافات المختلفة يعد أمرًا حيويًا لضمان السلام والاستقرار في البلاد.