En | Ar

‏التحديات النفسية خلال فترة الحرب

الحروب تبدأ فجأة كما يبدأ المرض بجسم الإنسان. ولكن الحرب مثل المرض يؤثر على نفسية الأشخاص بشكل مؤلم. مهما كانت أسباب الحرب، رائحة الدم تبقى هي المسيطرة، والموت والصعوبات التي لا ترحم أحد.  

 

‏بالفعل أنها تسبب بإقفال المؤسسات التجارية والمدارس والجامعات وتشرد الناس من بيوتها. لكن لديها تأثير أكبر على الصعيد النفسي 

مما يسبب ردة فعل خاصة بكل إنسان.

 

‏من الممكن أن يشعر الإنسان  بعدم الأمان الدائم والقلق بشأن المستقبل وخصوصا الطلاب، لكن هذا الشعور يتضاعف بسبب عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. ومن الممكن أن تخلق هذه الظروف الصعبة صراع داخلي عند الطلاب بين الهجرة او البقاء. ومن الممكن أن ينعزل بعض الناس عن المجتمع وهذا بسبب الشعور بالحزن واليأس والعجز: الروتين الجامعية والدعم الاجتماعي الذين كانوا يعتمدون عليه قبل الحرب قد تغيرا.

 

‏من الممكن أيضا أن تسبب الحرب صدمة نفسية وذلك بسبب التعرض المستمر لمشاهد العنف والاستماع إلى اصوات غريبة، قوية، مرعبة وخارج عن الطبيعة إن كان بشكل مباشر أو حتى عبر الوسائل الاجتماعية. تظهر هذه الصدمات على اشكال مختلفة مثل الكوابيس، القلق الشديد، عدم النوم والتركيز، او حتى فقدان الأمل.

 

من الطبيعي أن تسيطر مشاعر الحزن واليأس والعجز والعصبية والألم النفسي على الإنسان بسبب الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم، وكذلك بسبب الجرحى والوضع العام. مهما كانت نتائج الحرب، فإن الناس يشعرون بالخسارة، حيث يخسرون جزءًا من أنفسهم وأحباءهم. ورغم محاولات التعبير عن هذا الألم، قد نعجز عن وصف الشدّة التي يشعر بها البعض.

هذه المشاعر تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية، إذ يحق لكل إنسان أن يشعر بالأمان والفرح في وطنه، وأن يحصل على احتياجاته الأساسية ليعيش باستقرار ورفاهية. وبالتالي، تلعب هذه الأمور دورًا أساسيًا في الصحة النفسية.

 

لكن في هذه الأوقات الصعبة، مهما كانت التحديات النفسية التي يواجهها الإنسان، من الأفضل ألا يهرب من المشاعر التي تخالجه، لأن الهروب منها قد يؤدي إلى تراكمها في أماكن أخرى وتكثفها مع مرور الوقت.

 

أخيرًا، لكي يخفف الإنسان من هذه التحديات النفسية، يمكنه أن يتبنى أمورًا تساعده على التغلب على هذه المشاعر. من المهم تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليوم، ومحاولة الاستمرار في ممارسة إحدى الهوايات، أو حتى بمساعدة المحتاجين، التبرع بالدم، الالتجاء إلى أخصائيين نفسيين او حتى إلى صديق او فرد من العائلة توثق به…

PARTAGER