En | Ar

جبيل بين الماضي والحاضر: تستحق الزيارة

مدينة تاريخية، تروي احجارها حكايات تعود إلى آلاف السنين. يُربط اسمها بأحَدِ أهمّ إنجازات البشرية، ألا وهو الأبجدية. مدينةٌ ما زالت حيّة، تواكب التطوّر وتعشقُ الحياة،تُقدّم لزوارها فُرصةً للغوص والتعمّق في تجربةٍ فريدة يتنوّع مضمونها بين الماضي والحاضر. إنها ثاني أقدم مدينة في العالم.  مدينة جبيل تستحق الزيارة

:جبيل والأبجدية

وُجدت الكتابة الفينيقية على ناووس الملك احيرام، ملك مدينة جبيل. تعتبر هذه الكتابة أصل الأبجديات المعاصرة. شكلَت أبجدية الفنيقين نقلة نوعية في مجال الكتابة، إذ انها أول أبجدية ترتكز على مبدأ كتابة الصوت

:تاريخ المدينة

منذ أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد، أصبح لجبيل أبنية وساحات وأسوار تحصنها وتحميها من الغزوات. ازدهرت علاقتها التجارية مع مصر في الألفية الثالثة قبل الميلاد حيث كانت تخرج السفن من شاطئ المدينة محمّلة بأخشاب الأرز، لتحصل جبيل بالمقابل على معادن ثمينة كالذهب إضافة إلى ورق البردي. بعد هذا الازدهار ، تعرّضت المدينة إلى الغزو على يد الأمويون وبعد مرور ألف عام على ذلك، تعرضت لهجومات متكررة من الأشوريين والبابليين والفرس. في القرن الثالث قبل الميلاد، وعلى إثر الفتوحات الإغريقية، اندمجت ثقافة المدينة مع الثقافة الإغريقية. في أواسط القرن الأول قبل الميلاد احتلّ الرومان سواحل فينيقيا وكثرت آنذاك المعابد. وخَلَفَ الرومان البيزنطيون، العرب، الصليبيون، الأيوبيون ثم المماليك.

 :المواقع الأثرية

بما ان للمدينة هذه تاريخٌ يحملُ تراث ثقافاتٍ متنوعة، نرى في جبيل ابنية وآثار تروي قصص كل حضارة سكنت المدينة لتشكل بهذا نموذجا ثقافياً مميزاً. لعلّ أضخم المباني الأثرية في المدينة هي القلعة.  بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر على بقايا القلعة الفارسية القديمة. أُزيلت جدرانها عام ١١٩٠. أعاد بنائها الصليبيون لاحقاً. لعبة القلعة دوراً مهماً في صّد الهجومات خلال الحروب. من أجل حمايتها سُيّجَت المدينة على مدى قرون بأسوار دفاعية ما زالت بقاياها واضحة في الموقع الأثري. يقع قرب البحر، المسرح الروماني الذي لم يبقَ سوى ثلثه والذي شهد على مسرحياتٍ وعروضٍ غنائيةٍ و خُطابات. هذه مجرد عينة من عظمة المدينة هذا الموقع الأثر

في المدينة أيضاً منزلٌ قديم منفرد قرب البحر يتميز بأصالة هندسته. فهو يلفت أنظار الزوار ويعطي المدينة لمسة سحرية تعيد الى المخيلة  صورة المنزل البيت اللبناني التقليدي 

:السياحة

 بات سوق جبيل القديم الذي شهد على احداث قرنين من الزمن مركزاً لبيع الحرف اليدوية المحليّة الصنع. السوق نفسه يتحولُ ليلاً الى وجهة لروّاد المطاعم والمقاهي  

لطالما كانت مدينة جبيل محط اعجاب لاستقطاب السياح الراغبين بالتمتع بجمال شاطئها في فصل الصيف. فرماله الذهبية واجواءه الفرحة تُكسب حفنة من الذكريات الطولة الأمد. 
أما في فصل الشتاء، فتضمن المدينة مركزها على خريطة السياحة الميلادية. اكتسبت الزينة شهرةً واسعة بعد أن صنفت أهم الصحف العالمية ولأعوامٍ متتالية شجرة الميلاد في جبيل  من أجمل أشجار الميلاد حول العالم

بناءً على ما تقدّم، لم يكن من المستغرب حيازة المدينة على لقب "عاصمة السياحة العربية" لعام ٢٠١٦.  فباكتسابها هذا اللقب، تكون قد أضافت جبيل إنجازاً على سجلها الذهبي

أخيراً وليس آخراً، من مدينة تاريخية تراثية إلى مدينة مواكبة للتطور، ستبقى جبيل مدينة مرموقة، تحملُ ارثا ثمينا يغني كل من يزورها

PARTAGER