في ليلةٍ لا تُنسى بتاريخ ١٣ كانون الأول ٢٠٢٣، أُتيحت لي فرصة للقاء أيقونة السينما اللبنانية نادين لبكي، حينما أطلّت علينا بحضورها السّاحر ودخلت معنا في حوارٍ حول فيلمها الشهير "كفرناحوم". خلال هذا اللقاء المشوّق الذي أداره المخرج والممثل زياد نجّار ابن الراحل المبدع مروان نجاّر في نادي “On Board” في منطقة الحمرا ، كشفت لنا نادين العديد من الأمور المتعلقة حول فيلمها "كفرناحوم". طُرِحَ عليها العديد من الأسئلة المثيرة للإهتمام و سأقوم اليوم بتلخيص محتوى هذا النقاش
نادين لبكي ممثلة و مخرجة لبنانية حاصلة على شهادة في الدراسات السمعية والبصرية من جامعة القديس يوسف في بيروت. أول فيلمين لها كمخرجة : "كاراميل" (٢٠٠٧) و "أين نذهب الآن؟" (٢٠١١) حققا نجاحًا دوليًا كبيراً عندما تم عرضهما في مهرجان "كان" للأفلام ، واحد من أهم مهرجانات الأفلام في العالم. لكن مصبّ تركيزنا اليوم سيكون على فيلمها "كفرناحوم" الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم سنة ٢٠١٩. "كفرناحوم" دلالة لل"فوضى" و يتناول قصة الطفل زين البالغ من العمر ١٢ عامًا، والذي يعيش في أحد الأحياء الفقيرة في بيروت، حيث لا يتمكن والداه من الاعتناء به. بعد أن هرب من المنزل، ذهب ليعيش فترة من الوقت مع مهاجرة غير شرعية من إثيوبيا، "رحيل". من النقاط التي يجب تسليط الضوء عليها هي أن الطاقم التمثيلي لا يضم أي ممثل محترف سبق له أن شارك في عملٍ ما من قبل
إذا أردت ذكر موضوع من المواضيع المهمة التي تم طرحها فهو سيكون مصدر إلهامها و كيفية خروجها بفكرة الفيلم. اولاً ، صرّحت لبكي أنها قضت أربع سنوات في إجراء الأبحاث و أرادت أن تعرف خلفية الأطفال الذين رأتهم في الشارع : أين يذهبون عندما يختفون ولم تعد تراهم ، من هم عائلاتهم ، ما هو نضالهم اليومي و ما هي وجهة نظرهم. ثانياً ، بدأت بمقابلة الكثير من الأطفال و الذهاب إلى الأحياء الفقيرة للغاية. ثالثاً توجهت إلى سجون الأحداث لتتحدث مع السجناء و كانت تذهب مع الأخصائيين الاجتماعيين كمساعدين. كما و أضافت : "إذا تعرف عليّ أي شخص، سأقول له، أريد أن أروي قصتك، وسيبدأون في الحديث". رابعاً ، إعتادت أن تقضي ساعات في المحكمة لترى كيف يعمل النظام، وكيف يعامل القضاة الناس. أخيراً ، أنهت الآنسة نادين حديثها عن هذا الموضوع بهذا التصريح : الأمر كان يتعلق ببناء شبكة تواصل بيني و بين الأطفال
في خِضَمّ حوارنا، ابلغتُ نادين كم كان صعباً مشاهدة هذا الفيلم. لقد كان بحق رحلة كئيبة و مظلمة مع ما حوته من عمق انساني. عمل يوقظ الضمير و يضعك في تساؤلات لساعات طوال و حالة من الذهول من جرأة المخرجة في طرح القضايا. فالسؤال الذي سيظل يتردّد في مخيلتك بعد أن تنتهي من مشاهدته هو : “كيف نُهِبت جاهزة الأوسكار لأفضل فيلم من هذه التحفة المنهكة نفسياً ؟
أجواء مميزة حقاً كانت في نادي “On Board" ، و تُرفع القبعة للأستاذ زياد نجارعلى هذا التنظيم الرائع وإدارته المميزة لللقاء. لقد كان من دواعي سروري لقاء المخرجة العظيمة نادين لبكي و الدخول معها في نقاش