شرعية رجل الدين الشيعي الموقع والسُلطة في التاريخ وفي البنى الاجتماعية

Description :

تبلورت شخصية رجل الدين الشيعي وهويته تبعاً لسياقات تاريخية تتفاوت في حدود تأثيرها. هذه السياقات في أجزاء منها قد تعود إلى ما قبل الإسلام، ولا سيما أن رجل الدين، بمختلف تسمياته (فقيه/ عالم/ مجتهد/ شيخ/ سيد) حسب تطورها وظورها في الزمن، هو حالة ذكورية كما نفترض، في مجتمع يهيمن عليه الذكور. وبالتالي، فإن أي علاقة مع السُلطة، يجب أن تبحث في جذور النظام الأبوي، واحتمالات امتداده خلال دعوة النبي محمد وبعدها. وبعد رحيل الإمام علي بن أبي طالب، الذي يعود إليه الشيعة جميعاً، والإثني عشريين موضوع هذه الدراسة، بوصفه الإمام الأول، والأحق بخلافة النبي محمد بالنسبة لهذه الجماعة، وجد المسلمون أنفسهم آنذاك أمام معضلة الشرعية (السيف، 2002)، بما أن الأخيرة هي التي تمنح السُلطة معناها وترسم حدودها. بعد رحيل إمامهم الأول، نجح الشيعة في انتاج شرعية، أو استحداث شرعيات جديدة، كان لرجل لدين بوصفه فقيهاً وعالماً في البداية، دوراً أساسياً بالمشاركة في هذه العملية.