في ذروة الفصل الدراسي، جاءت الحلقة الدراسيّة المخصّصة للصيرفة الإسلاميّة التي أدارتها باقتدار السيّدة فايزة القاسم مديرة "المدرسة العليا للتراجمة والمترجمين" في باريس ESIT. فعلى مدار ثلاثة أيام جرى تناول هذا الفرع الناشىء والحديث العهد نسبيًا والمثير للجدل أيضًا، بالدراسة وبترجمةٍ لنصوص متخصّصة فيه.
لا شكّ في أنّ الضغط وتراكم المحاضرات والإختبارات قد نالا منّا جميعًا ما نالاه إرهاقًا وتعبًا، لكنهما على كلّ حال لم ينالا منا عزيمة ومواظبة. علاوة على اكتناه الموضوع، ركّزت الحلقة على منهجيّة الترجمة، سواء عند التراجمة أو المترجمين/ات، ويمكننا أن نلخّص تلك المنهجيّة على النحو التالي: الإبتعاد عن النص ونبذ الحَرفيّة والسعي لنقل جوهر النص إلى اللغة الهدف. كلام قد يبدو سهلاً نظريًا، لكنّه يحتاج لمران عمليّ كثير، ويحتاج لما هو أهمّ: إلى ثقافة وإلمام، وشغف وفضول.
"إهتموا بما لا يهمكم!" كما قالت السيدة فايزة القاسم. أجل، فيجب أن يكون الفضول المعرفي والمطالعة في كلّ المجالات ديدن الترجمان/ة والمترجم/ة، ففي موضوع كالصيرفة الإسلاميّة لا بدّ من معرفة بالمفاهيم الإقتصاديّة الأساسيّة وبمبادئ الشريعة الإسلاميّة أيضًا! أيّ تباين يجب على الترجمان/ة والمترجم/ة الإحاطة به!
ما قصّة الشارطة والتاء المربوطة؟
لم تخل الحلقة من الحديث في مواضيع هامّة، أبرزها "اللغة الشاملة" أي التعبير اللغوي الذي يشمل صيغ المذكّر والمؤنّث في نفس الوقت، فاللغة إذ تشكّل وعاءً للفكر، هي أيضا نتاج إناسي (أنثروبولوجي). فالكلّ يعلم أن الهيمنة الذكوريّة تمتدّ إلى اللغة أيضًا، ولكن هل لذلك أن يستمرّ بالرغم من أكثريّة النساء في مجال الترجمة؟ أعتقد أنّ الموضوع بحاجة إلى حلقة دراسيّة متخصّصة أخرى، ولما هو أكثر!
Mussaab Bachir
M3- Interprétation