الاحتفال بالأب دالوليو وتكريمه بانتظار عودته يومًا!

كرّمت الجامعة اليسوعيّة ومؤسَّسة برونو بووزي الأب باولو دالوليو المفقود في الرقّة منذ خمس سنوات، والمجهول المصير حتى يومنا هذا.
روى رئيس الجامعة البروفسور دكّاش من خلال كلمته حكاية الراهب اليسوعيّ الرافض للظلم، فقال:
"قبل خمس سنوات وأكثر، في 29 تمّوز (يوليو) 2013، كان رفيقنا اليسوعيّ متّجهًا إلى الحيّ العامّ حيث مقرّ الدولة الإسلاميّة في الرقّة في سوريا، أرضه بالتبنّي، للدفاع عن القضيّة والمطالبة بالإفراج عن الصحفيين الذين وقعوا رهائن بين أيدي الجماعة الجهاديّة. منذ ذلك الحين لم يره أحد قطّ" قال البروفسور دكّاش في كلمته خلال حفل التكريم. وهو حفل جمع أصدقاء للراهب اليسوعيّ من لبنان وإيطاليا والأردن حلّ فيها الراهب اليسوعيّ المؤمن بالحوار وبمحبّة الآخر حتى التضحية بذاته!".  
وفي وصفه للأب الإيطالي "المستفز" بالنسبة الى البعض، قال: "كان باولو دالوليو صوتًا يدوي، صوتًا جهورًا كان يزعجنا أحيانًا، مثل صوت بعض الأنبياء الذين كان مصيرهم أن يتكلّموا، ويرفعوا أصواتهم، ويصرخوا ضدّ الظلم ومن أجل الخير. إنّه صوتٌ يدعو إلى تحويل القلوب والعقول، ويعلن عن دنوّ الأزمنة الجديدة لأنّ الكلمة الإلهيّة اقتربت وستولد في قلوب الكثيرين. في نهاية الأمر، كان صوته مخيفًا ولم يعد مقبولًا لأنّه كان يُعيد النظر في السلوكيّات والممارسات الظالمة. من منّا لا يتذكّر ذلك الصوت ذات النبرة العميقة الذي كان ينهال على سامعيه بالكلمات النافذة، سواء باللّغة الغربيّة أو باللّغة العربيّة التي كانت بالنسبة إلى الأب باولو موضع تقدير ومستحبّة كثيرًا، لأنّها كلمة الآخر المختلف. إنّه صوتٌ جذريّ لا يقبل الحلول الواهنة. أليس هو من قال:"لا أريد أن أعيش حياةً تكون مختلفة عن كونها عطاءً جذريًّا لمدى الحياة، وحتّى الموت". 
أما الرئيس الإقليمي للرهبنة اليسوعيّة الأب داني يونس فتذكّر دالوليو من خلال مقاربة الأخ والراهب والصديق، فقال: "أودّ أن أكرّم باولو اليسوعيّ، أخي في الرهبنة الّتي تجمعنا، وأُعرب عن تقديري له لأنّ الكلمات القليلة التي تبادلها معي، قبل ثماني سنوات، لا تزال تستدعي فيّ الرغبة في الصداقة حيث تجد الرهبنة اليسوعيّة ذروة دعوتها. الصداقة عطيّة من الله، ولكن بالنسبة إلى المؤمنين تصبح أيضًا عطاءً ذاتيًّا متبادلاً.  لذلك، على الرغم من الانتظار المروّع الذي نعيشه مع توقّع الحصول على أخبار عن باولو، وعلى الرغم من أنّه جذبنا معه جميعًا إلى صميم الصراع، حيث عنف البشر يصرخ ملتمسًا رحمة الله، يمكننا الاحتفال معًا بصداقتنا ونكرّم معًا باولو".
المزيد من التفاصيل حول احتفال التكريم انقر على الرابط التالي