تواجه شركة Facebook التي تمتلك 2.7 مليار مشترك عاصفة قانونية بعد أن قامت 48 ولاية أمريكية من مدعيها العاميين مع مقاطعة كواومبيا و غوام, و من ممثلي أكبر حزبين سياسين من الجمهورين و الديمقراطين و كذلك لجنة التجارة الفدرالية برفع قضية رفع الثقة على الشركة أمام المحاكم. هذه الدعاوي ستأخذ من القوة محاولة لتفكيك الشركة بسبب احتكارها دون منافسة و خصوصا بعد استحواذها على WhatsApp و Instagram اللتان سببتا مضار اقتصادية لن تعالج الا بالتدخل الحكومي. سمحت لجنة التجارة الفدرالية قبل عدة سنوات بعملية الاستحواذ على الأخيريتين بوعود الحفاظ على خصوصية البيانات و عدم التأثير على أسلوب حياة المستخدمين بتتبع سلوكهم و توجيها الى منتجات أو أسواق أو التأثير على فكرهم سياسيا و اجتماعيا و ما الى ذلك, و لكن شي من هذا لم ينفذ.
وطالب المدعوون أيضا بالغاء المادة 230 من قانون آداب الاتصالات المعني بالمحتوى في الولايات المتحدة الأمريكية الذي وفر الغطاء القانوني لمنصات التواصل الاجتماعي وحماهم من المسؤولية عن المحتوى, وكذلك ادعوا بأنهم مشاركين في نشر الايدلوجيات و التمييز و الكراهية بسبب ما ينشر من باب سياسة حرية التعبير بمفهوم المنصات دون حدود منطقية تصل لحد الزيف و التلاعب بمشاعر و قرارات المجتمع و المواطنين على حد سواء ا .
وبنيت أدلة الاحتكار غير القانوني عبر اقصاء المنافسين بشرائهم الشركات الصغيرة الحجم قبل أن يصبحوا منافسين حقيقين في السوق. أدلة جمعت من مجموعة مخاطبات داخلية بين زوكربرغ و أشخاص داخل الشركة عندما قال " الاستحواذ على المنافسين أفضل من منافستهم " في عام 2008 , , ايضا عندما قال في عام 2011أن Facebook متأخرة عن Instagram في خاصية نشر الصور في الهواتف الذكية", "و اذا استمر الحال على هذا المنوال ستخسر Facebook السوق ان لم نقم بتحركاتنا الان سننتهي بدفع مبالغ كبيرة انه لأمر مخيف حقا " ما تم تدوينه فبراير 2012. و كذلك الرسالة التي ارسالها الخاصة التي أرسلها لأحد زملائه في الشركة بعد الاستحواذ عام 2012 و قال " "أتذكر مشاركتك الداخلية حول كيف كان Instagram يمثل تهديدًا لنا وليس Google+. لقد كنت محقًا بشكل أساسي. هناك شيء واحد بخصوص الشركات الناشئة هو أنك يمكن في كثير من الأحيان الحصول عليها".
بعدها بمدة كان الدور على تطبيق WhatsApp الذي بدأ في التوسع بشكل كبير جدأ و اذا لم تتحرك Facebook عنده ستخسر الشركة قاعدة مشتركين ضخمة من شأنه أن يزحزح الشركة و كان لا بد من الاستحواذ عليها و فعلا تم شراء واتس اب بقيمة 19 مليار دولار.
ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذه الأدلة من رسائل البريد الالكتروني المسربة ضد زوكربرغ و بني الادعاء انه ما قام به هو لبسط الهيمنة بعيد عن المنافسة.هذه القضية مشابهة للقاضايا السابقة التي رفعتها الحكومة ضد مايكروسفت و جوجل بسبب الاحتكار و عدم المنافسة و لكن هذه المرة الاختلاف انه فيس بوك اشترت منافسيها في مرحلة مبكرة من ظهورها في السوق لعدم المنافسة لاحقا و التي قد يعطي التبرير للمحاكم للموافقة على أمر التفكيك !