طوّرت جامعة القدّيس يوسف في بيروت مجموعة من مبادرات الممارسة المستدامة في من أجل تنفيذ مخططات عملية للحفاظ على المناخ. تركز هذه الممارسات على خفض استهلاك الطاقة وتقليل غازات المساهمة في الاحتباس الحراري، وهي تشمل أيضًا مسائل أخرى مثل إدارة النفايات والتي يمكن أن يكون لها تأثير على تغيّر المناخ.
السيارات الكهربائية، والدراجات الهوائيّة والمشاركة في السيارات
وأطلقت كليّة الطبّ في الجامعة طرائق طرق استدامة عملية ومبتكرة ورائدة بالتعاون مع كرسي التربية على المواطنة البيئيّة والتنمية المستدامة-مؤسّسة ديان.
يشرح البروفسور فادي جعارة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإداريّة المبادرة الأولى بالقول: "حظر السيارات في حرم العُلوم الطبية (CSM) في طريق الشام- بيروت، وتقديم بديل للتنقّل، خصوصًا لكبار السن وذوي القدرة المحدودة على الحركة، ممن يحضرون بانتظام إلى الحرم الجامعيّ لإجراء الفحوصات الطبيّة، إذ تمّ تأمين سيارة كهربائية من مواقف السيارات، الموجودة في أسفل المبنى الجديد لكليّة الطبّ، إلى مختلف مختبرات الحرم".
المبادرة الثانية لـكليّة الطبّ هي شراء الدراجات الهوائيّة ووضعها في تصرّف الطلاّب، بحيث يمكنهم التنقّل بين الكليّة ومستشفى أوتيل ديو دو فرانس، وتوفير كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في كلّ كيلومتر يقطعونه.
أما المبادرة الثالثة، وهي على مستوى كلّ الجامعات، فتمثّلت في تشجيع الاستخدام المشترك للسيّارات. ففي لبنان النقل العام غير منتظم، ما يدفع الطلاّب إلى اقتناء سيارات خاصة، لذا شجعت الجامعة، من خلال الإدارات والنوادي، على استخدام سيارة واحدة، من قبل عدة سائقين، مداورةً باستخدام سيارة واحدة للوصول إلى المكان نفسه.
فعالية الطاقة
عند إطلاق أي مشروع جديد في الجامعة ، يقول نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية: "يتمّ إجراء دراسة لكفاية الطاقة بواسطة الخلايا الكهروضوئية: وبالتالي زوّدنا مباني المحاكاة في كليّة الطبّ، أي كليّة الطبّ في المبنى الجديد، ومبنى رئاسة الجامعة الذي تمّ تجديده، وحرم الابتكار والرياضة، بألواح ذات خلايا شمسيّة"، والتي ستوفر كمية كبيرة ومطلوبة من احتياجات الكهرباء السنوية للجامعة. يقول جعارة: "طوال الصيف، لم يُستخدم مِرجَل المازوت (CHAUDIERE) لتسخين بركة السباحة في النادي التابع للجامعة، ما قلّل بشكل كبير من انبعاثات الغازات المضرة والمؤثرة في الاحتباس الحراري".
إدارة النفايات و"اليسوعيّة جامعة خضراء"
أطلق كرسي التربية على المواطنة البيئيّة والتنمية المستدامة-مؤسّسة ديان منذ تأسيسه في العام 2015، مشروع "اليسوعيّة جامعة خضراء".
يهدف هذا المشروع إلى توعية مجتمع الجامعة – من الطلاّب والمعلمين وموظفي الدوائر العامّة-على مبادئ وتحدّيات المواطنة البيئيّة والتنمية المستدامة، من أجل نشر الممارسات البيئيّة السليمة داخل مؤسّسات الجامعة المختلفة، وتنفيذ إجراءات مستدامة، والعمل من أجل بنية تحتيّة صديقة للبيئة في قلب الحرم الجامعيّ: تعزيز التنوّع البيولوجيّ، وفرز النفايات وإعادة تدويرها، وزيادة معدل الزراعة، إلخ، كما تمّ تشكيل لجنة "اليسوعيّة جامعة الخضراء" من قبل مجلس الجامعة للتفكير بعمق في هذه القضايا. أما فيما يتعلق بإدارة النفايات، فقام الكرسي بتجهيز جميع أحرام الجامعة بصناديق لفرز القُمامة (ورق وكرتون نظيف، ومعادن وزجاج نظيف، ونفايات عضوية ونفايات غير قابلة لإعادة التدوير).
يقوم الكرسي أيضًا بجمع النفايات المفروزة والتأكّد من نقلها إلى المصانع المعنية. كما طوّر العديد من أدوات التوعية منها مثلاً: فيديوهات، ومشاريع بحثيّة، وملصقات، ومداخلات في خلال الصفوف الدراسيّة، وحملات توعية تفاعليّة عبر الشبكات التواصل الاجتماعيّ إلخ.