أجرت وكالة الأنباء المركزية مقابلة مع رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ حول تحديّات المرحلة الحالية من اقتصاديّة واجتماعيّة، وتقييم لتجربة التعليم عن بُعد وغيرها من الموضوعات الساخنة. هنا نصها:
المركزية- رفعت "جامعة القديس يوسف" USJ لواء التحدّي ولن تتراجع... هذا ما أعلنه رئيسها الأب البروفسور سليم دكاش الذي أكد المضي في رسالة الجامعة التي طالما قامت بها بأفضل أداء.
لكن الأب دكاش وضع الإصبع على الجرح الاجتماعي والاقتصادي النازف، إذ لفت في حديث لـ"المركزية"، إلى أن "المرحلة الراهنة هي لبذل التضحيات، إن في مجال المال أو الجهد أو الوقت... وصولاً إلى التواصل مع الطلاب وذويهم، في سبيل تحقيق أقصى التضامن مع بعضنا البعض في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد".
ولم يغفل الإشارة إلى الصعوبات التي تمرّ بها الجامعة، "لا سيما صعوبة إنهاء السنة الجامعية من الناحية المالية، من دون خسائر"، وقدّر "إذا لم نستطع التغيير نسبياً أو إن لم نتلقَ بعض المساعدات ولم نتمكّن من رفع بعض الشيء معدّل الأقساط، فقد نستطيع الصمود سنيتن فقط إذا بقيت الأوضاع على ما هي عليه".
وقال: كنا توصّلنا مع الطلاب إلى قواسم مشتركة، إذ أننا لن نعمد إلى أي تغيير في الفصل الأول من العام الدراسي، إنما في الفصل الثاني.. ونأمل من الآن وحتى ذلك الحين أن تكون الأوضاع السياسية في البلاد قد تحسّنت وتشكّلت حكومة تحمل تصوّراً اقتصادياً ومالياً واضحاً، كي نبني على الشيء مقتضاه ونستند بالتالي على أسس مضمونة. لأنه في حال قررنا تحريك أي مشروع أو القيام بخطوة ما، لا يمكننا ذلك على أسس ثابتة، وأبرزها الدولار الأميركي الذي أصبح مفقوداً من الأسواق...إلخ.
التعلّم عن بُعد: وفي المقلب الآخر، لفت دكاش إلى أن "التعلّم عن بُعد ليس قاعدة إنما "التعليم الحضوري"، وذلك ليس فقط بهدف التعليم إنما لغاية أساسية هي خلق بيئة جامعية يتواصل فيها الطلاب في ما بينهم ضمن الأحرام الجامعية، كي يتفاعلوا مع بعضهم البعض خصوصاً في الجامعة اليسوعية حيث طلابها من كل المشارب والمذاهب والتيارات السياسية...
وفي معرض تقييمه لتجربة "التعلّم عن بُعد" وعما إذا كان مكوّناً أساسياً يعطي الطالب المهارات المنشودة والكفاءات اللازمة، فأكد دكاش الأمر، وحدّد النتيجة بنسبة 70 إلى 80 في المئة، لكنه لفت إلى أنه "حتى في ظل انتشار جائحة "كورونا" هناك طلاب لا يزالوا يقصدون الجامعة، فهناك 30 في المئة من التعليم يتم حضورياً، لأن هؤلاء الطلاب مضطرون إلى استخدام المختبرات في إطار الدورات التدريبية أو الاختبارية.. كما أن بعض الامتحانات تتطلب الحضور إلى الجامعة لاستحالة إجرائها "أونلاين"، مشدداً في هذا الإطار على التزام الحضور التباعد الاجتماعي ووضع الكمّامات وكل الشروط السلامية الوقائية المطلوبة تجنّباً لأي إصابة.
وليس بعيداً، لفت إلى أن "بعض الطلاب تابعوا دروسهم "عن بُعد" وهم في بلاد الاغتراب، حتى أن هناك طلاباً مُسجّلين في الجامعية اليسوعية يحملون جنسيات أجنبية كان من المقرّر أن يقصدوا بيروت في إطار المبادلات بين الجامعات الأوروبية وجامعتنا، لكن بسبب الظروف القائمة يقومون بذلك "أونلاين" من أوروبا... وبعضهم تمكّن من المجيء لضرورات تعليمية".
وخلص الأب دكاش إلى القول "نحاول جاهدين إلى إيجاد الحلول للظروف الصعبة التي نعيشها، كي لا يفقد الشباب أملهم بالمستقبل ولا يخسروا قدرتهم على مواجهة سوق العمل الصعب جداً في الوقت الراهن، ونعمل على أن نؤمِّن لهم الخيارات الأصحّ ليستطيعوا أن يُكملوا المسيرة...".