في إطار التعاون مع الجيش اللبنانيّ في عملية مسح الأضرار الناتجة عن الانفجار في مرفأ بيروت (4 آب 2020) استضاف المعهد العالي للهندسة في بيروت (كليّة الهندسة) في جامعة القدّيس يوسف Esib المهندس والخبير الفرنسي -السويسري إيمانويل دوران الذي قدّم عرضًا لآلة مسح متطوّرة تعمل بتقنية اللايزر تمّ استخدامها في عملية التفتيش عن أحياء في مبنى مار مخايل، حيث شارك دوران مع فريق تألّف من 16 طالب متطوّع من الكليّة (في حرم الابتكار والرياضة)، بحضور رئيس غرفة طوارئ بيروت المتقدّمة العميد سامي الحويك مع وفد من الضباط، ورئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ الذي شكر المؤسسة العسكرية على التضحيات والجهود الإنقاذيّة المبذولة معتبرًا أن "هناك أمل لأن التضامن موجود بتكاتفنا ووقوفنا إلى جانب بعضنا البعض".
أما عميد كليّة الهندسة (المنظّمة والداعية إلى هذا اللقاء) البروفسور وسيم رافايل فرحّب بالحضور وفي مقدمهم المهندس والخبير إيمانويل دوران الذي لم يتردد في الحضور إلى لبنان برغم المخاطر والتحديّات ليقدّم خبرته الى الطلاّب من خلال هاذ التدريب المهم. ثم توجّه بالكلام إلى العميد سامي الحويك وشكره على كل مساعدة قدّمها، وعلى كلّ ردّ إيجابيّ خلال العمل، كما حرص على توجيه الشكر إلى جميع الضباط على الأرض الذين رافقوا عمل الفريق، وأمّنوا كل المساعدة المطلوبة في أحلك الظروف وأصعبها. بعد ذلك شكر الطلاّب وهم جديرون بالفخر لما قدموه من جهود والتزام وانضباط وعطاء.
ردّ العميد الحويك على كلمات الترحيب بالشكر وتوجه إلى الحضور بالقول: "ما تقومون به مهم جدًا" وأشار إلى أن "عامل الوقت ضاغط جدًا في مثل هذه الظروف"، وشكر الطلاّب بالقول "الشباب بفرّحوا القلب!".
إيمانويل دوران
قدّم المهندس إيمانويل دوران عرضًا متكاملاً شمل خلفيته العلمية والعملية، خصوصًا أن لديه روابط عاطفية مع لبنان وقد تأثّر بما حصل، ويعمل على آلة المسح الثلاثيّة الأبعاد التي تقيس المسافات والحرارة وكثافة الضوء، وترصد الحركة، وتأخذ صورًا ثلاثيّة الأبعاد وبالأشعة ما تحت الحمراء وتعمل وفق برامج حاسوبيّة خاصّة، ودوران متخصّص أيضًا في تشييد الإهراءات، حيث قدّم عرضًا للتقنيات الحديثة المعتمدة اليوم في بنائها.
شرح دوران لكيفيّة استخدام هذه الآلة 3D Laser Scanner خصوصًا في مبنى مار مخايل، وعرض صورًا من داخل المبنى خصوصًا ان هذا الجهاز يمكّن من القيام بمسح كامل المبنى من دون الدخول إليه، او تعريض أي عامل إنقاذ أو مهندس للخطر، إذ يمكن أخذ كل القياسات من خلال الصور وبرامج الكمبيوتر، كما عرض صورًا لقصر ومتحف سرسق وغيرهما من المباني الأثرية المهدّدة في بيروت، وأعطى مثالاً على فعالية الجهاز حيث استخدم في ترميم سقف كاتدرائية نوتردام في باريس بعد تعرضها للحريق.
كما تحدّث عن الفوائد التي يجنيها الطلاّب من التدرّب على هذا الجهاز، والإفادة في تسريع عمليات المسح خصوصًا للمباني الأثرية وإمكانية نشر الوثائق الدقيقة حول وضع كل مبنى. وتوقّف دوران على شكل الجهاز وخفّة وزنه وحجمه الصغير والعملي إذ يحتاج إلى فتحة بقطر 10 سنتيمترات فقط ليدخل منها، ما يمنحه مرونة كبيرة، كما يثّبت على حامل ثلاثي القوائم ويعمل لساعات.
كما هنّأ الجامعة على مستوى أداء الطلاّب العالي وقال: لا بدّ أن تكونوا فخورين بطلاّبكم".
وفي الختام شكر رافايل دوران والعميد الحويك والطلاّب على مساهاتهم القيّمة.