حلَّ يوم الجمعة الواقع فيه 21 شباط 2020 مناسبةً ثقافيّةً وفكريّةً بامتياز. فقد فتح قصرُ شهاب الأثريّ، مقرّ السفارة الاسبانيّة في بيروت، أبوابَه لأشخاصٍ عشقوا اللّغات فمُنحوا فرصةَ المشاركةِ وحضورِ لقاءٍ أُقيمَ بمناسبة اليوم العالميّ للّغة الأمّ. حضرَ الحفل فريقُ بحث "مرصد اللّغات – العربيّة وأخواتها" وطلّابٌ من جامعة القدّيس يوسف وشركاءُ المرصد: مؤسّسة رفيق الحريري، والنادي الثقافي العربي، والسّفارة الإسبانيّة عينها. واحتفلَفإسبانيّة عينهاأعرير ّقاء بنسخةٍ عن التقرير لفتت بطباعته الأنيقة وإخراجه الجميل. الحاضرون كلٌّ على طريقته ولغته أكانت اللّغة الأمّ أم اللغة الحبّ أم اللغة الحلم ما جعلَ المؤتمر إذًا باقةً من زهورٍ أربع هي: العربيّة والفرنسيّة والانكليزيّة والاسبانيّة.
لقد دار اللّقاء على حلقتين إثنين. افتتح كلّاً منهما عاشقُ الموسيقى الدكتور "سامي فواص" بمعزوفةٍ أطربتْنا بها اناملُه المحترفة.
في الحلقة الأولى، ابتدأ الكلامَ مديرُ المرصدِ ورئيسُ الحلقةِ البروفيسور "هنري عويس" فعرّف عن المشروع وأعطى لمحةً عن اكتمال البحث حول العربية في بيروت من عام 2014 إلى 2017. واليوم، تُوّج نجاح العملِ كتابًا أو تقريرًا بعنوان "بالعربيّة في شوارع بيروت" يحتوي على "المقدمة" و"الثبت" و"الآليّة" و"التساؤلات".
أمّا في الحلقة الثانيّة، فقد تمّ الانتقالُ من العموميّات والتركيزُ أكثر على آليّة العمل والمشاكل التي تعرّض إليها المترجمون أثناء ترجمتهم للكتاب. فأدلى مديرُ المعهد العالي لإعداد الدكتوراه/علوم الانسان والمجتمع البروفسور "جرجورة حردان" بشهادته في ما خصّ الأعمال والنشاطات التي تمّت في إطار دعم اللّغة العربيّة في الجامعة خلال الخمسين سنة الأخيرة. ثمّ أعطى الكلمةَ للآنسة " لما الحسيني" التي تكلّمت بالعربيّة ودارت بها في شوارع بيروت منتقلةً من مجالٍ إلى آخر: فتوقّفت مرّةً عند دور السينما وأخرى عند دور النشر وما فيها من رواياتٍ ثمّ ركنت العربيّة عند محطّات الاعلام وبرامجها لتستقلّها مجدداً وتسيرُ فيها بشوارع وسائل التواصل الاجتماعي. كان مشوارًا شرحت من خلاله الآنسة " لما" أقسامَ الكتاب بالتفصيل وكيف استخرج فريق العمل منه ما أرادَ وغربلَ ما استطاعَ. ثمّ جاءت السيّدة "السا يزبك شرباتي" وترجمت التقرير إلى الفرنسيّة، اللّغة الأحبّ على قلبها فيما كانت الآنسة "ماريلين فغالي" تقوم بعمليّة الترجمة إلى الانكليزيّة وكانت السيّدة "نورا السيّد رودريغيز" تترجم إلى الاسبانيّة، لغتّها الأمّ إلى جانب العربيّة. نعم، لقد تُرجم الكتاب ولأربع لغات إنّما ليس بهذه البساطة. فقبلَ أنْ تُلقى كلّ مترجمةٍ نظرةً على الصفحةِ الأولى منه، لاقت مشكلةً في ترجمةِ عنوانِه: بالعربيّة في شوارع بيروت! والعربيّة هنا هي اللّغة والسيّارة في الوقتِ عينه. ففي غيابِ كلمةٍ ذات المعنييْن في اللغات الهدف، يُمكن القولُ إنّ المترجمَ في حضرةِ مشكلةٍ! ولكنْ، أليس لكلّ مشكلةٍ حلّ؟ فقد توصّلت كلٌّ منهنّ إلى حلٍّ يُبقي المعنى ويصلح في اللّغة الهدف.
أخيرًا، وبعدَ الانتهاء من الحلقة الثانية، زُوّد المشاركون بنسخةٍ عن التقرير لُفتت بطباعته الأنيقة وإخراجه الجميل.