منذ انطلاقة أزمة جائحة كوفيد-19 وجامعة القدّيس يوسف في حال تأهب ومواجهة.
تأهب سمح لها باتّخاذ التدابير الوقائيّة اللازمة بالسرعة الملائمة.
ومواجهة توزّعت على مختلف دوائر وأقسام الجامعة، كلّ بحسب اختصاصه وإمكاناته. فالجامعة منذ ولادتها في العام 1875وهي ترصد حاجات المجتمع اللبناني وتعمل على تلبيتها من خلال تأمين الدراسات والاختصاصات والشهادات التي تُعدُّ الكوادر القادرة على تأمين المطلوب، وهي من خلال أنشطتها تعيش قيم رسالتها المنفتحة والمتوجهة إلى كل فئات المجمتع وأطيافه.
انطلاق أزمة فيروس كورونا
في بداية أزمة كوفيد -19 ومع تراكم الأزمات السابقة وارتفاع صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، بادرت الجامعة إلى تحويل الأقساط التعليميّة إلى الليرة اللبنانية وبسعر الصرف الرسمي (1515 للدولار الواحد) بعيدًا عن مضاربات سعر الصرف في السوق، وكانت من أوائل المؤسسات التعليمية التي استجابت إلى قرار إيقاف الدروس داخل الأحرام. والتزمت التعبئة العامة للطلاّب والموظفين وجميع العاملين فيها، وقد شدّدت ولا تزال تشدّد على احترام مسافة التباعد الاجتماعي في حال الاضطرار إلى عقد اجتماعات أو لقاءات لا يمكن القيام بها عن بعد أو عبر الإنترنت.
حملة تعقيم مباني جامعة القدّيس يوسف
في الثامن من آذار أعلن عن إصابة أحد الرهبان اليسوعيين من المقيمين في دير مار يوسف- (الأشرفية-هوفلان) بفيروس كورونا، حينها بادرت الجامعة إلى القيام بحملة تعقيم واسعة شملت جميع مباني أحرامها في بيروت، حرصًا على صحة الجميع.
حملة توعية حول الفيروس وسبل الوقاية منه في ملصقات
في الثاني من آذار أطلقت الجامعة حملة توعية في مختلف أحرامها والمؤسسات التابعة لها، ووزعت الملصقات المتعلقة بكيفية غسل اليدين وغيرها من سبل الوقاية، كما علّقت العمل بآلة التوقيت الخاصة بالموظفين والمحتجاة إلى استخدام بصمات اليد، للوقاية من انتشار الفيروس.
التعليم عن بُعد 500 صفّ يوميًا
بادرت جامعة القدّيس يوسف ومن خلال وحدة التعليم التكنولوجي الحديث UNTE إلى مباشرة التعليم عن بُعد، وإلى تنظيم دورات تدريبية للأساتذة متعلقة بهذا النوع من التعليم أو ببرامج الحاسوب، كما نظّمت دورات تدريبية للموظفين ليتمكنوا من متابعة أعمالهم من المنزل.
وها هي اليوم تقدّم ما يزيد على خمسمائة صف تعليميّ في اليوم، كلّ ذلك بمساندة ودعم دائرة تكنولوجيا المعلومات التي أمّنت الدعم التقني الضروري لإنجاح هذه المهمة.
مستشفى أوتيل ديو الجامعيّ ومختبرات رودولف ميريو حاضران بأعلى معايير الرعاية
منذ تأسيسه في العام 1923 ومستشفى أوتيل ديو يؤمن الطبابة للعاصمة بيروت ولجميع اللبنانيين الذين يقصدونه من مختلف المناطق اللبنانية، ويحرص على تأمين أفضل أنواع الرعاية الطبيّة، والكادر الطبّي المتخصص بالتعاون مع كليّة الطبّ في الجامعة، كما يطبّق وفق أعلى المعايير الدولية.
في خلال أزمة كورونا لم يتغيّر دور هذا المستشفى بل على العكس كان من أوائل المستشفيات التي نسّقت مع وزارة الصحّة وسارعت إلى تجهيز قسم خاص بكورونا، وجنّدت خيرة أطبائها وهي تستمرّ في استقبال المصابين وتؤمن لهم الفحوص اللازمة، فأجرى 682 فحص كورونا منذ مطلع شهر آذار ولغاية 16 نيسان، تبين أن هناك 78 حالة موجبة، وعالج عددّا كبيرًا من الحالات فمن ضمن تلك الفحوص ، وبحسب تقرير المستشفى هناك 26 حالة شفيت تمامًا بعد إجراء فحصين سالبين، وهناك 11 حالة شفيت سريريًا، أي أجري لها فحص واحد سالب وتنتظر الفحص الإضافي لتثبيته.
أما مختبرات رودولف ميريو فكانت بأتمّ الجهوزية لاستقبال الفحوصات الخاصة بكورونا، وإعطاء النتائج الدقيقة وغير المكشوك بحصتها، ولّبت الحاجة التي كانت في تزايد مستمر إلى المزيد من الفحوصات والاختبارات في وقت لم تكن قد سمحت وزارة الصحة سوى لمختبرات معدودوة جدًا بإجراء هذه الفحوصات.
يستمرّ "اوتيل ديو" ومختبرات ميريو بالقيام بواجباتهما مثبتين كفاءة وتفانٍ جميع العاملين فيهما.
المبادرة إلى نشر أول مقالة طبيّة لبنانية حول كورونا في مجلة علمية عالميّة
في 8 نيسان 2020 صدرت مجلة "فيوتشر أنكولوجي" التابعة لمجلة "فيوتشر مديسين" الطبيّة البريطانية، وفيها مقالة للجمعية اللبنانية للأورام حول فيروس كورونا، أعدّها كلّ من الأطباء نزار بيطار؛ جوزف قطّان؛ هامبيغ رافايل كوري؛ ديبورا موخرجي؛ وناجي الصغير، تضمنت توصيات عامة لجمعيات الأاورام المحليّة مصحوبة باستراتيجيات للتواصل السريع للبيانات الجديدة لضمان رعاية أفضل للمرضى الذين يعانون من السرطان خلال جائحة كوفيد-19.
الجدير بالذكر أن الأطباء المشاركين في هذا العمل هم من مستشفى أوتيل ديو دو فرانس ومستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.
موقع إلكتروني متخصص بكل ما له علاقة بكوفيد- 19
في الأول من نيسان أطلقت الجامعة موقعًا إلكترونيًا متخصصًا بأخبار كورونا ومستجداته، وهو يرصد كل نشاطات الجامعة المتعلقة بمواجهة هذه الجائحة، خصوصًا أنها (الجامعة) حددت أولويتها بضمان استمرارية الخدمات الإدارية والأكاديمية على الرغم من تعليق الدروس داخل الأحرام. ودعا رئيس الجامعة إلى دعم الآخر، والامتناع عن نشر الأخبار ما لم يتمّ التأكّد من صحتها، وعدم نشر الذعرو القلق، واعتبر أنه "من خلال تنفيذ هذه التدابير الاستثنائية، نتحمل مسؤوليتنا كمؤسسة أكاديمية بهدف المساهمة في إبطاء انتشار الفيروس، والسماح لنظامنا الصحي بإدارة الرعاية المقدمة للمرضى، وحماية الأشخاص الضعفاء. وذلك بهدف ضمان استمرار رحلة كل طالب في أفضل الظروف الممكنة".
ويمكن زيارة الموقع من خلال رابط https://www.usj.edu.lb/coronavirus/ .
كتيّب إرشادي حول السلوكيات الفضلى لمواجهة كورونا والأغذية السليمة
أصدر قسم التغذية في كليّة الصيدلة في الجامعة كتيّبًا إرشاديًا حول الأغذية المفيدة والضرورية التي تساعد على مواجهة كوفيد-19 من خلال التغذية السليمة الكفيلة بتقوية المناعة والحفاظ على غذاء سليم ومتوازن في ظلّ ضغوطات انتشار الوباء والحجر الصحي القسري، وكذلك السلوكيات المطلوبة من وقاية ونظافة وممارسة التمارين الرياضية.
(https://www.usj.edu.lb/news.php?id=8955)
خلية إصغاء ومرافقة نفسية للطلاّب والأساتذة والموظفين
في أواخر شهر نيسان، وبناءً على اقتراح من رئيس الجامعة، أنشأت رئيسة قسم علم النفس في كليّة الآداب والعلوم الإنسانية، الدكتورة ميرنا غناجة، خليّة إصغاء ومرافقة نفسيّة موجهة إلى الطلاّب والأساتذة والموظفين، لمساعدتهم على مواجهة وباء كورونا والآثار النفسيّة التي يتركها في الأفراد، ولمعالجة مفاعيل الحجر الصحي القسري.
عملية اليوم السابع خليّة نحل لمواجهة كورونا وتوزيع مساعدات عينية
في العام 2006 انطلقت عملية اليوم السابع في جامعة القدّيس يوسف لمساعدة اللبنانيين الذين هُجِّروا من منازلهم نتيجة العداون الإسرائيلي، و التحرّك الذي ولد عفويًا حينذاك، أخذ على عاتقه تأمين الأعمال التطوعية وترجمت قيم الجامعة في خدمة المجتمع، من خلال لجنة دائمة وخلايا طلاّبيّة.
وخلال أزمة كورونا الحالية لم تألُ الخلية جهدًا، إذ باشرت إلى توزيع المساعدات الغذائيّة والأدوية، للعائلات المحتاجة في مناطق: برج حمود، الدورة، سن الفيل، الأشرفية والعقيبة.
وما تزال تتابع مهمتها في مختلف المناطق لتلبية الحاجات حيثما سجلت.
عدة نجاة الحياة الطلابيّة خلال أزمة كوفيد 19
دائرة الحياة الطلابية أطلقت خلال الأزمة عدة نجاة الحياة الطلابيّة لمواجهة كوفيد -19 وتضمنت حملتين "كتفي بكتفك" (التي أطلقها النادي العلماني في كل من الجامعتين اليسوعية والأميركية) من أجل جمع التبرعات وتأمين حصص غذائية للعائلات الأشد حاجة، وقام الطلاب بأنفسهم بجمع التبرعات، وتجهيز الصناديق وتوزيعها في ممختلف المانطق اللبنانيّة، وانضم إليهم لاحقًا متطوعون من موظفي الجامعة الذين أبدوا رغبة في القيام بأعمال تطوعية لمواجهة الجائحة خصوصًا بعد أن أرخت الأزمة الاقتصادية بثقلها على مختلف طبقات المجتمع، وتوقف عدد كبيرمن المؤسسات عن دفع الرواتب، إضافة إلى العائلات التي تعتاش من مهن ذات دخل يومي، توقف كليًا بطبيعة الحال، نتيجة الحجر. استطاعت هذه الحملة من تأمين مئات الحصص الغذائية وتوصيلها إلى مختلف المناطق اللبنانية.
أما الحملة الثانية فحملت عنوان "الجار قبل الدار" وكان الهدف منها القيام بأعمال تطوعية داخل المجتمع المحلي لكل طالب، خصوصًا خلال فترة الحجر الصحي والتعبئة العامة.
ولا ننسى النشاطات التي قامت بها النوادي والروابط الطلابيّة من خلال البثّ الحي عبر الانترنت وحققت نجاحًا كبيرًا.
جهاز تنفس اصطناعي لبنانيّ مائة بالمائة
بعيد منتصف شهر ىذار أعلنت جامعة القديس يوسف ومستشفى أوتيل ديو عن تبني تصنيع جهاز تنفس اصطناعي لبناني مائة بالمئة. جاء ذلك في ظلّ تفشي الوباء وعدم القدرة على احتوائه، في ذلك الوقت، ومع التحذيرات المستمرة من عدم قدرة المستشفيات على تأمين العدد الكافي من اجهزة التنفس الاصطناعي، مع أزمة المستلزمات الطبيّة التي تعاني منها المستشفيات نتيجة أزمة الدولار.
في ظلّ هذا الوضع المتأزم تبنت الجامعة بالشراكة مع المستشفى الجامعي "أوتيل ديو دو فرانس" مبادرة قدّمها المهندس كسرى صقر من خلال شركته آي نتورك أوتوميشن.
النموذج المقدّم هو جهاز تحكّم بالتنفّس الاصطناعي يستخدم لإنعاش المرضى في غرف العناية المركّزة. التقنية معروفة عالميًا ومنتشرة غير أن الجديد في هذا الجهاز أنه مصنوع من قطع أساسيّة غير متوفّرة بالسوق حاليًا، استطاعت شركة آي نتورك أوتوميشن بسبب طبيعة عملها في أتمتة وصناعة روبوتات صناعيّة، تأمين قطع موازية، وصنّعت النموذج بفكر وهندسة وإبداع لبناني مائة بالمائة.
وتمّ عرض الجهاز على وزارتي الصحة والاقتصاد والتقيّد بالمعايير العالمية، وما زال العمل مستمرًا على تحسين الجهاز، والاجتماعات تتوالى بين المهندس صقر والأطباء الاختصاصيين في "أوتيل ديو" لتأمين جهاز بمعايير دقيقة وعالمية.
دائرة المنشورات والاتصالات حاضرة
رافقت دائرة الاتصالات والمنشورات مختلف المبادرات والأنشطة من خلال التغطية الإعلامية عبر مختلف وسائل إعلام الجامعة لا سيّما الإعلام الرقميّ بكل أدواته، كما ساهمت في تجسيد العديد من الأفكار من خلال فريق المصممين الذين ابتكروا ملصقات مختلف الحملات وإعلانات التوعية، كما بادرت الدائرة إلى تنفيذ حملات خاصّة بها منها على سبيل المثال لا الحصر الجامعة من البيت USJ from Home حيث سجّل مسؤولو الجامعة من خلال فيديوهات قصيرة كيف يواجهون الحجر الصحي.
في الختام من الصعب حصر كل نشاطات الجامعة ومبادرتها في صفحات قليلة، خصوصًا أنها مستمرة ولم تتوقف يومًا، وهي تستعدّ حاليًا لمرحلة ما بعد الحجر من خلال سلسلة من المبادرات ستعلن في حينه.