يتميّز مستشفى أوتيل ديو دو فرانس بتعدّد المراكز المتخصّصة فيه ومنها المركز التثقيفي للسكري الذي تمّ افتتاحه في حزيران 2014.
يتمحور عمل هذا المركز حول هدفين أساسيين: أوّلهما الوقاية من خلال الاهتمام بالأشخاص المعرّضين للإصابة بمرض السكري، وثانيهما التثقيف لتجنّب مضاعفاته عند مرضى السكري من النوع الأوّل أوّ الثاني.
يقدّر الاتحاد الدولي للسكري عدد الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض في جميع أنحاء العالم بحوالي 425 مليون، وهذا العدد يشهد نمواً كبيراً بسبب الانتشار المتزايد للبدانة نتيجة اعتماد نمط حياة بعيد عن ممارسة الرياضة واتّباع نظام غذائي غنيّ بالسعرات الحرارية.
في لبنان، يعاني حوالى 14% من السكان الذين بلغوا الثلاثين من عمرهم من مرض السكري. ونظراً لزيادة المخاطر الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، أصبح مرض السكري اليوم مشكلة صحية شائعة وخطيرة عالمياً.
تشمل أعراض انخفاض السكر في الدم ما يلي: التعرق، الارتجاف، الصداع، الاضطراب والدوخة، النعاس، الجوع، وسرعة ضربات القلب. أمّا أعراض ارتفاع السكر في الدم فهي: فقدان الوزن، فقدان التركيز، الإرهاق، زيادة العطش، كثرة التبول، والصداع.
يُعتبر إذاً تثقيف مريض السكري حول طبيعة هذا المرض وكل تعقيداته جزءاً لا غنى عنه لمنع تفاقم المرض في مراحله الأوّلية. ولهذه الغاية، يقدّم هذا المركز برنامجاَ تثقيفيّاً يناسب حالة كل مريض ويساعده في متابعة حياته اليومية بشكل طبيعي وتعلّم كيفية إدارة هذا المرض المزمن.
يتخلّل البرنامج دورات مفصّلة عن مرض السكري يقدّمها فريق طبّي مختصّ يتألّف من أطبّاء وممرّضات وأخصائيات تغذية. وتساعد هذه الحلقات المريض على إدارة حياته اليومية من خلال إعطائه كلّ المعلومات اللازمة عن مرض السكري ككيفية الإهتمام بالدواء والعناية بالقدمين والمراقبة الذاتية ونوعية الأكل السليم.
تتعدّد فوائد هذا البرنامج فهو، لا يعلّم المريض كيفيّة التعايش مع المرض وحسب، بل يخفّف من مضاعفاته المزمنة أيضاً. كما يمكنه أن يفيد المريض والمجتمع على حدّ سواء بحيث يمكن للوقاية أن تخفّف من تكاليف علاج هذا المرض.
يستقبل هذا المركز مرضى السكري من كلّ أنحاء لبنان، مرضى السكّري في المستشفى وأهلهم، الأشخاص المعرّضين لمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية (دسليبيدميا وارتفاع ضغط الدم)، الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الوزن الزائد الراغبين في الانضمام إلى البرنامج، والأشخاص المعرّضين وراثياً لمرض السكري.
وبمناسبة اليوم العالمي للسكري الواقع في 14 تشرين الثاني 2019، يعيد مركز تثقيف السكري تسليط الضوء على أهمية الوقاية من هذا المرض وضرورة مراقبته بانتظام، والتشديد على دور نوعية النظام الغذائي وممارسة نشاط بدني في الحدّ من تفاقم السكري. فهذا مرض مزمن لا يمكن الشفاء منه، لكنّ التحكّم به أمر ممكن.