تحدّث رئيس الجامعة البروفسور دكّاش عن جملة موضوعات دقيقة تناولت قطاع التعليم العالي وأبرز ما يعانيه من مشكلات وتحديات، وهنا نص المقابلة كاملاً:
بالنسبة إلى الإحصاءات وأعداد الطلاّب الذين يتركون البلد، يمكنني أن أتحدّث عن طلاّبنا، وهنا أعود إلى دراسة أجراها مرصد الواقع الاجتماعيّ والاقتصاديّ في جامعتنا OURSE حول "مصير متخرّجي جامعة القدّيس يوسف، 2009-2013"، وهي دراسة ميدانيّة نشرت في كتاب صدر عن منشورات الجامعة، وبيّنت نتيجتها أن ربع الطلاّب المتخرّجين يعيشون خارج لبنان وهم يتوزعون كالتالي:
34% من الطلاّب يسافرون لمتابعة دروسهم، و48% للعمل، و29% لأسباب عائليّة، و11% بداعي الهجرة. كما بيّنت الدراسة أيضًا أن 14% منهم يرغبون في العودة إلى وطنهم، و31% مترددون في قرار العودة، و30% لا يريدون العودة. وفي الدراسة أيضًا أن 89% من متخرجي جامعتنا يعملون بعد ثلاثة أشهر من تخرجهم كحدّ أقصى، و15% منهم يتابعون دراسات عليا.
إذا توقفنا قليلاً عند هذه الأرقام نرى أن طلاّبنا لا يعانون من مشكلة توظيف لأن سوق العمل يتلقفهم فهم يحملون شهادة تخولهم دخول سوق العمل نظرًا إلى مصداقيتها العالية، ونتيجة محافظة الجامعة على إرثها الأكاديميّ ومستواها العالي ورفضها كل أنواع المسايرة أو تلبية الحال مهما كانت الظروف، فنحن في أصعب الظروف وتحت القذائف والضغوطات الأمنيّة لم نتهاون بالمستوى التعليميّ.
أما الطلاب المتخرجين من الجامعات الأخرى الذين يتوظفون فلا أملك أرقامًا دقيقة عنهم، لكن الوضع العام في البلد يؤكّد مدى عمق الأزمة الاقتصادية والتخبّط الذي نعيش فيه وهذا أمر لا يخفى على أحد وينعكس على سوق العمل والمتخرجين يشكلون جزءًا منه.
نحن ومن خلال فلسفتنا التربوية نوجّه الطالب بحسب إمكاناته ومواهبه، ولا نسعى إلى استقطاب الأعداد بغضّ النظر عن الحاجة أو قدرة الطالب. فكل طالب يسعى إلى دخول جامعة القدّيس يوسف يخضع لامتحان دخول، على الأقلّ باللغة الفرنسيّة أو الإنكليزية، وتتنوّع الاختبارات بحسب الاختصاصات، فامتحان دخول كليّة الهندسة في الجامعة اليسوعية ليس بالسهل، أو كليّة الطبّ وطبّ الأسنان وغيرها. كما أننا ومن خلال دائرة توجيه الطلاّب التي تقوم بزيارات دورية إلى المدارس لاطلاع الطلاّب في المرحلة الثانوية على الاختصاصات الجديدة المتوفرة، تساهم في مساعدتهم على اختيار مساراتهم المهنية المتوافقة مع حاجات سوق العمل ومع تطلعاتهم الشخصيّة وإمكاناتهم الفكرية.
أرى من الضروري أن تضع وزارة التربية رؤية شاملة وطويلة الأمدّ لقطاع التعليم العالي وأن تعمل على استصدار التشريعات اللازمة لضمان مستقبله، وأن تستلهم من المعايير العالمية المطلوبة وشروط الاعتماد الدولية لضمان جودة هذا القطاع، لأنه يمثّل رأسمال اللبناني الحقيقيّ، وهو رأسمال مكوّن من الذكاء والكفاية وهو ما سيبني فخر لبنانفي الداخل والخارج.
كما يمكن الاطلاع على كلّ الشهادات والاختصاصات المتوفّرة في جامعة القدّيس يوسف من خلال الموقع الإلكتروني الرسميّ، وهو www.usj.edu.lb/formations .