ضمن إطار نشاطاتها السنويّة، عَمِلَت اللجنة الطلّابيّة في كليّة العلوم الدّينيّة والمعهد العالي للعلوم الدينيّة ومعهد الدراسات الإسلاميّة والمسيحيّة، على تنظيم رحلتها السنويّة التي جمعت كافة أعضائها من أساتذة وموظّفين وطلّاب من كافة المعاهد ضمنها. فكان اللقاء في الأول من أيار صباحًا واتّجهنا إلى منطقة الشوف، من نيحا إلى مقام النّبي أيوب فالخرَيبة وصولًا إلى دير القمر ختامًا.
لم يكن هدف رحلتنا زيارة المناطق فقط، فقد زوّدنا دليل سياحيّ وبيئي مختصّ، ليس فقط بتاريخ المناطق، إنّما بمعلومات عن الامتيازات البيئيّة الخاصّة بها كاللزاب والأرز والسنديان وحيوان الطبسون.
فمن نيحا المطلّة على مرج بسري وموطن الصّافي وحامية فخر الدّين في قلعتها الشبه طبيعيّة وقصص الأمير فخر الدّين الثاني والعبقريّة الهندسيّة في البناء وإمدادات قنوات المياه من نبع الباروك، توجّهنا إلى مقام النّبي أيوب المشرف على سهل تظهر فيه طبقات التكتونيّة نتيجة زلزال قديم.
ولأن رحلتنا تندرج ضمن إطار السّياحة المسؤولة، تعرّفنا على السّيد سليم الأشقر الّذي حوّل دارته في منطقة الخريبة إلى منزل ضيافة، يستقبل فيه كلّ من يسلك طريق درب الجبل، هذا الدّرب الذي يمتد من أقصى شمال لبنان إلى جنوبه. وكما حافظ على الهندسة التّقليديّة لمنزله، تميّز الغذاء الذي أعدّه وقدّمه بأطباق تقليديّة لبنانيّة و"خريبيّة". ثمّ ختمنا يومنا في دير القمر في ساحته ومحاله التاريخيّة والسّياحيّة.
ختامًا، يبقى الهدف الأكبر لكلّ نشاطاتنا تعزيز العلاقات بين كافة أعضاء كلّيتنا بمختلف انتماءاتهم الدينيّة والمذهبيّة والجنسيّة. فلم تعد كلّية العلوم الدّينيّة مركزًا للتعليم وللبحوث فقط، بل فسحة لقاء بين إنسان وآخر، تجمع بينهما خبرات تنبع من غنى اختلافهما وصداقاتهما واحتفالهما أبدًا بالحياة.