إختتم حرم لبنان الجنوبيّ في صيدا، ومعهد الدراسات الإسلاميَّة والمسيحيَّة في جامعة القديس يوسف
برنامج الحلقات في العيش الإسلامي المسيحي، الذي نظّم هذه السنة بالتعاون بين أبرشيَّة صيدا ودير القمر للروم الملكيّين الكاثوليك. وحملت الحلقة الثالثة والأخيرة عنوان: "الأمثلة في الإنجيل والقرآن"، وأقيمت في مركز الأبرشيَّة في صيدا.
بدأ اللقاء بترحيب من أمين السرّ في أبرشيّة صيدا الأب سليمان وهبي، باسم سيادة المطران ايلي حدّاد، شاكرًا القيّمين على اللقاء ومثمنًا الجهود التي تقوم بها إدارة حرم الجامعة في الجنوب من جهة ومعهد الدراسات الإسلاميّة والمسيحيّة من جهة أخرى، للمضيّ قُدمًا في مجال الحوار الإسلاميّ المسيحيّ.
ثم قدّم الأب ميخائيل حدّاد المُخلّصيّ ورقته حول الأمثلة في الإنجيل المقدّس. وقد قسّمها إلى محاور عدّة أبرزها: الأمثلة التي ترتبط بالرسالة وطرق نشرها، ثم تلك التي تدور حول الخلاص وغفران الخطايا، والطرق التي عومل بها المسيح، ثم الشراكة مع الله والصلاة، فالشهادة والتلمذة، بعدها انتقل إلى للحديث على العلاقات مع الآخرين، ومجيء المسيح الثاني وأخيرًا محور الدينونة. وارتكز في دراسته على 52 مثلًا وردت في الأناجيل الأربع.
بعدها عرض رئيس محكمة صيدا الشرعيّة السنيّة، سماحة الشيخ محمّد أبي زيد ورقته، وقد أظهر كيف أن منهجيّة دراسة الأمثلة في القرآن الكريم، يمكن أن يتمّ تطبيقها على منهجية دراسة الأمثلة في الإنجيل. فمثلًا من مقاصد الأمثلة الواردة في القرآن، تجميل ما هو حسن وترغيب الإنسان بفعله، وهذا ما يظهر من خلال استعمال الأمثلة في الإنجيل أيضًا. وقد إستند في مقاربته إلى مقارنات بين أمثلة من القرآن الكريم وأخرى من الإنجيل المقدّس.
ثمّ اختتمت الحلقة بنقاشٌ مع الحضور.
تجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج، هو استكمالٌ لتعاون بين المنظّمين الثلاثة، وكان بدأ منذ ما يزيد على عشر سنوات، حين انطلق برنامج التنشئة على الحوار الإسلاميّ المسيحيّ في الجنوب، والذي لا يزال حتى اليوم يستقطب عشرات الطلّاب كلّ سنة.
لقد أظهر برنامج الحلقات هذه، مدى اهتمام أبناء الجنوب بالبعد الإسلاميّ المسيحيّ، إذ ضمّت اللقاءات الثلاثة، مشاركين بخلفيّات دينيّة وثقافيّة متنوّعة. ولا عجب في ذلك، إذ يتميّز الجنوب بتنوّع وغنى ثقافي فهو جسر تواصل ثقافيّ ودينيّ بين الشرق والغرب، ويؤكّد على ذلك، عدد الطلبات التي تلقّتها مديرة حرم الجنوب، د. دينا صيداني، من مرجعيّات دينيّة جنوبيّة أخرى، تأمل فيها التعاون في المرحلة المقبلة، لتنظيم برامج مماثلة تُعنى بالحوار الإسلاميّ المسيحيّ. وما ذلك إلاّ الدليل على مدى الانفتاح الثقافيّ والدينيّ في هذه المنطقة من لبنان.