لطالما شكلّ دور المرأة في المجتمع ورسالتها في الكنيسة موضوع نقاش، دفعتها للمطالبة بحقّها في المعرفة والتخطيط والتدبير. فهي قادرة على تحمل المسؤوليات في المجتمع كما في بيتها. وقد ساندت الكنيسة هذا الحقّ، خصّوصًا بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، حيث سُلط الضوء على أهمية دور العلمانيّين ومن ضمنهم المرأة. وقد أعلن البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني في رسالته الرسوليّة "كرامة المرأة" (§ 1) " أن الوقت قد أوشك بل حان لتؤدّي المرأة رسالتها كاملة. فقد أصبح لها في المجتمع نفوذ وإشعاع وسلطة لم تَرْق في يوم من الأيام إلى المستوى الذي بلغته اليوم. لذلك نرى، في هذا الزمن الذي عرفت فيه البشرية تحوّلات عميقة، أن النساء المتأئّرات بروح الإنجيل يستطعن الإضطلاع بدور كبير في مساعدة البشرية على وقف تدهورها ".
لذا، وإنطلاقًا من أهمية دور المرأة ومن دعوتها الرسولية التي أوكلتها إليها الكنيسة، نظمت لجنة راعوية المرأة في المجلس الرسولي العلماني، المنبثق من اللجنة الأسقفية لرسالة العلمانيين في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، بالشراكة مع المعهد العالي للعلوم الدينية – كليّة العلوم الدينيّة في جامعة القديس يوسف في بيروت، برنامجًا للتنشئة المستدامة مخصصًا للمرأة بهدف تنمية قدراتها لتضطلع بدورها الحيويّ ضمن رسالة العلمانيّين. يهدف هذا البرنامج إلى تأمين تنشئة لاهوتيّة وراعوية للمرأة المؤمنة والملتزمة في العمل الراعوي مما يتيح لها تلبية متطلِّبات دعوتها الإيمانيّة والحياتيّة، وذلك عبر لقاءات شهرية دوّرية.
صيغت هذه الدورات، بالشكل والمضمون، حسب الحاجات الراعويّة، لتطال أكبر عدد من الملتزمات في الخدمة. فقد بدأت في العام 2015 في زوق مصبح (مركز مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في زوق مصبح)، ونتيجة الإقبال الذي لاقته الدورات توسعت البقعة الجغرافية لتطال الشمال في طرابلس (جامعة القديس يوسف – حرم لبنان الشمالي) والجنوب في صيدا (جامعة القديس يوسف – حرم لبنان الجنوبي) ، كما تابعت خريجات المستوى الأول برنامجًا أُعدّ خصيصًا للمستوى الثاني.
في هذا الإطار، نظّمت لجنة المرأة حفل توزيع إفادات الحضور لثمانية وستين سيّدة يوم السبت الواقع فيه 6 نيسان 2019، بحضور السفير البابوي في لبنان، المونسنيور جوزف سبيتيري ومدير المعهد العالي للعلوم الدينيّة الأب إدغار الهيبي وأمين عام المجلس الرسولي العلماني السيد فراس وهبه.