نظّم حرم لبنان الشمالي في جامعة القدّيس يوسف في بيروت لقاءً حواريًا في التاسع من نيسان مع الرئيس نجيب ميقاتي وكان في استقباله رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعي والعمداء فادي جعارة وجوزف الجميل وريشار مارون وفريق العمل في حرم الشمال.
علم
مديرة فرع الشمال الدكتوة فاديا رحّبت في كلمتها بالرئيس ميقاتي شريك جامعة القدّيس يوسف من خلال المنح الطلاّبية التي يقدّمها. وقالت: "عندما سألوني عن سبب هذه الزيارة، قلت لهم إن الرئيس ميقاتي آتٍ ليعطينا درسًا في النجاح. أهلاً وسهلاً بكم دولة الرئيس". وتابعت تقول:
"باسم الطلاّب الذين علمتهم ولا تزال تعلمهم، آمل منك الإستمرار في هذه المسيرة. أنتم شركاء للجامعة اليسوعية، ونحن نفتخر بهذه الشراكة بما فيه خير شبابنا والعلم عمومًا".
دكّاش
بدوره رحّب رئيس الجامعة البروفسور دكّاش بالرئيس ميقاتي وقال: "ومنذ سنوات تعرفت إليه ورأيت فيه صفات رجل الدولة. لن أطيل الكلام، سأكتفي بثلاث صفات: فهو رجل دولة في المواقف السياسية، لأننا في مواقفه رأينا فيه دومًا السياسي الذي يريد خير البلد قبل كل شيء وقبل المصالح الشخصية. رأينا فيه الرجل الذي يريد خير الوطن العربي، كل الوطن العربي بقضاياه جميعًا. وإني أتوقف عند نقطة معينة عشتها على مستوى إدارة مدرسة سيدة الجمهور التي كان لي شرف إدارتها لثماني عشرة سنة، عندما أطلقنا حركة "معًا حول مريم العذراء" إذا برجل الدولة الأستاذ نجيب ميقاتي يتصل بالمدرسة وبي شخصيًا ليقول هذا العمل عمل عظيم، وأنا أود أن أكون معكم معنويًا وعمليًا وماديًا في هذا اللقاء. وهكذا استطاع اللقاء أن يستمرّ لسنوات وسنوات حتى اليوم بفضلك يا دولة الرئيس نجيب ميقاتي".
وتابع دكّاش: : "إيمانكم بالشباب هو أيضًا إيمانكم بالتربية، ولذلك أسستم المدرسة، المعهد والجامعة، لكي تعطوا التربية في لبنان من خلال دعمكم لها وتوظيفكم بها، حقها. لأن التربية في لبنان هي المميزة، وهي التي تميّز أيضًا شبيبة لبنان، لأنها تربي الرأسمال المثقف والواعي، ولأنها تفتح طريق المستقبل للنمو الاقتصادي والاجتماعي. وهي أيضًا الطريق الصحيح إلى المواطنية والمواطنة. ونحن بحاجة قبل أي شيء آخر أن نعمل بكل قلبنا وطاقاتنا لإعلاء شأن المواطنة اللبنانية لأننا كلنا للبنان وكلنا من لبنان وكلنا في سبيل لبنان. معكم دولة الرئيس رجل الدولة في هذه القيم والمبادئ نحن سائرون. معكم بروح الشراكة والعطف على هذا الحرم، حرم الجامعة اليسوعية في شمال لبنان، الذي هو في خدمة هذه المنطقة على قلوبنا جميعاً. شكرًا لكم دومًا، عشتم وعاش لبنان".
ميقاتي
شكر ميقاتي جامعة القدّيس يوسف ، مؤكداً أهميتها في تاريخ لبنان وتنشئة الشباب. ثم أجاب على أسئلة الطلاب ودارت حول موضوعات متنوعة: تطور طرابلس، والأزمة الاقتصادية، والبطالة، وهجرة الشباب، والانتخابات الفرعية في طرابلس، ومسيرته الشخصية، وثروته، ....
وفي هذا اللقاء الحواري أجاب الرئيس ميقاتي على أسئلة الطلاّب وتناولت ملفات آنية وساخنة.
فسئل الرئيس ميقاتي عن التحالف والتقارب مع رئيس الحكومة سعد الحريري رغم العداوة الشرسة في الانتخابات النيابية الأخيرة فقال: لا عداوة في السياسة بل خصومة ومصالح، فبعد الإنتخابات النيابية العامة التي حددت الأوزان السياسية في البلد، والخارطة السياسية التي كانت تؤشر إلى إعادة تكليف الرئيس الحريري برئاسة الحكومة والهجمة التي طالت يومها مقام رئاسة مجلس الوزراء، قمنا، الرئيس الحريري وأنا، بخطوات للتقارب على قاعدة دعم وتحصين مقام رئاسة مجلس الوزراء ومصلحة طرابلس، لأن استمرار الخصومة كان سينعكس سلبًا على حقوق طرابلس ويدخلنا في مناكفات لا طائل منها. وقال: كلانا يعمل من أجل مصلحة طرابلس وخدمتها والمحافظة على مقام رئاسة مجلس الوزراء.
وعن إمكان توفير فرص عمل للشباب اللبناني لا سيما أبناء طرابلس قال: لقد تسبب التطور التكنولوجي بنقص في فرص العمل وفي الحاجة إلى اليد العاملة، ولكن هذا النقص يمكن توفيره بقطاعات أخرى ومنها قطاع المعلوماتية، وفي طرابلس شارف مشروع القرية التكنولوجية الإلكترونية على الإنجاز على قسم من أرض معرض رشيد كرامي الدولي، كجزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة، وهو سيوفر الكثير من فرص العمل الجديدة.
وعن منطقة عكار المحرومة قال: عكار تحتاج إلى الكثير من المشاريع ولكن الأساس في تنشيط الدورة الإقتصادية فيها هو تحريك مشروع مطار الشهيد رينيه معوض في القليعات وتخصيصه للشحن الجوي وللطيران العارض في آن معًا. الشحن الجوي يفيد عكار في تسويق المنتجات الزراعية شرط تطويرها لتواكب المواصفات العالمية. وفي أيام حكومتي طلبنا من شركة أميركية إجراء دراسة مفصلة عن مطار القليعات، وبدأنا البحث مع السلطات السورية في موضوع التنسيق الجوي نظراً للحاجة إلى أخذ موافقة السلطات الجوية السورية في موضوع الهبوط والإقلاع شرقاً، حسب ما تنص عليه قوانين منظمة الطيران المدني الدولي، لكن البحث توقف بسبب بدء الأحداث في سوريا.
وعن ملف مؤتمر سيدر وموقفه من الاقتراح الرامي إلى رفع نسبة الضريبة على القيمة المضافة إلى ١٤ في المئة قال: مؤتمر سيدر هو عبارة عن إصلاحات كنت أتمنى لو قمنا نحن بها بمعزل عن أي رغبة خارجية. أنا لا أحبّذ رفع الضرائب قبل وقف أبواب الهدر والفساد، كي نستطيع إقناع المواطن بأن يتحمل جزءًا من كلفة الإنقاذ. أنا لا أستطيع إقناع نفسي بجدوى رفع الضريبة على القيمة المضافة قبل إجراء الإصلاحات المطلوبة، وبالتأكيد سأكون ضد رفعها عند طرح الموضوع.
وعن ملف الكهرباء وتعطيل ملف شركة "نور الفيحاء" قال: إن المشروع الذي أقرته الحكومة بالأمس يتطابق في جوانب عديدة منه مع مشروع "نور الفيحاء"، ولذلك سنتحدث مع رئيس الحكومة في موضوع تقصير المدة المحددة بالعام ٢٠٢٣، والتي أخّرت تنفيذ معمل الحريشة. الأساس عندنا هو تأمين الكهرباء لطرابلس كائنًا من كان منفذ المشروع.
وبعد أسئلة عدة تتعلّق بالحياة السياسيّة، كشف ميقاتي أن "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" قدّمت لطلاّب الجامعة اليسوعيّة في فرعي بيروت والشمال ٤٨٠ منحة جامعيّة لطلاّب أغلبيتهم الساحقة من طرابلس والشمال.
وتطرّق "الى العلاقة الوثيقة التي تربطه بالجامعة اليسوعيّة لا سيما عندما ألقى خطاب حفل التخرّج في العام ٢٠٠٠، والذي لقي يومها ردود فعل قوية".
ورداً على سؤال عن آفة المخدرات التي تجتاح الشباب اللبناني قال: أدعو شباب لبنان الى التنبه والابتعاد عن هذه الآفات المضرّة، والتي لا يمكن مكافحتها فقط بالعقوبة بل بالتوعية والمعالجة السليمة وعدم التشهير. نصيحتي للطلاّب ولجيل الشباب عمومًا ألّا تكونوا أسرى أي شيء في الحياة بل حددوا خياراتكم بطريقة صحيحة وواقعية. وانطلاقًا من وعيي لأهمية معالجة هذه الآفة بدأنا البحث في إنشاء مركز للمعالجة من المخدرات في طرابلس والشمال.
في الختام قدّم له رئيس الجامعة كتاب جامعة القدّيس يوسف وهدية رمزية.