لطالما حلمت أن أدرس التّرجمة في جامعة القديس يوسف. ولمّا صرت في المدرسة الثّانويّة حوّلت هذا الحلم إلى قرارٍ وهدفٍ، فصرتُ أبني دراستي وقراراتي على الأُسُسِ الّتي تساعدني على الوصول إلى هذا الهدف. لم تكن الطّريق إلى مدرسةِ التّرجمة سهلةٌ أبدًا. لكنّ ما ساعدَني في التّغلب على العثراتِ هما الإصرار والإرادة. فها أنا اليوم، بفضلهما، أقدّمُ آخر امتحاناتِ الفصل الأخير الّذي يقودُ إلى التّخرُج.
قد يظنُّ البعضُ أنّ القصّةَ تنتهي هنا، أي إنّني وعند نيلي الإجازة في التّرجمة أكونُ قد حققتُ هدفي، لكن ما يجهلهُ الكثير هو أنّ هذا الهدف ليس سوى خطوة للوصول إلى هدفي الأكبر ألا وهو أن أتخصّص في التّرجمة الاقتصاديّة والقانونيّة.
في هذه المادّة، وطيلة هذا الفصل، زارَنا الكثير من خرّيجي وخرّيجات مدرسةِ التّرجمة الّذين يعملون في مختلف المجالات ليخبرونا عن تجاربهم في سوق العمل وليقدموا لكلّ منَّا النّصائح اللّازمة ليتّخذ القرار المناسب المتعلّق بالماجستير، وبالتّالي بمهنته المستقبليّة. وفي كلّ زيارةٍ كنتُ أُدوّنُ ملاحظاتٍ مهمّة جدًّا، لكنّ المرّة الّتي امتلأ فيها دفتر ملاحظاتي هي عندما زارتنا الآنسة سنا نعمة، وهي متخصّصة في التّرجمةِ القانونيّة. فأثناءَ تكلُّمها عن تجربتِها قالت: "لكي ينجح الانسان بمهنته عليه أن يُحبّها، فحبّه لعمله هو الّذي سيدفعه إلى النّجاح وإلى كسب المال." وبعدَ تلك الزّيارة، رحتُ أُفكّرُ في نفسي ما الّذي أحبُّهُ حقًّا... وتبيَّن لي أنّني أحبُّ حقًّا التّرجمة القانونيّة والاقتصاديّة لأنّني في كلّ مرّةٍ أترجمُ فيها نصًّا اقتصاديًّا أو قانونيًّا لا أشعرُ أنّني أعمل، بل أنّني ألعبُ لعبةَ تحدّ لا يهمُّني كم تستغرقُ منَ الوقتِ والجُهدِ والتّعبِ لإنهائها، بل يهمّني الفوزُ بها بجدارة.
واليوم، وأنا في طريقي إلى تحقيق هدفي الأكبر، تبقى ملاحظة السّيدة إليان غانم مرافقتي الدّائمة. هذه الملاحظة الّتي طالما كرّرتها في كلّ الصّفوف في الجامعة وأعتبرها الأهمّ والمفتاح الرّئيسي للنّجاح والّتي أختمُ بها لعلّها تساعدُ شخصًا آخرًا إن قرأها على هذه الورقة يومًا: "للنّجاح، ليس في المهنة فقط بل في الحياة كلّها، يجب ألّا نبقى في أماكننا منتظرين الفرص لأنّ الفرص لا تأتي هكذا، بل يجب أن نسعى نحن، بأنفسنا وجهدنا، لخلقها."
Sally El Charbaji
M1- Domaine des banques et des affaires