نظّمت كليّة إدارة الأعمال والعلم الإداري في جامعة "القدّيس يوسف"، بالتعاون مع معهد العلوم السياسيّة، محاضرة حول "استراتيجيات الإغراء والتدمير خلال الحملات الانتخابيّة"، ألقاها الباحث السياسي والكاتب البروفيسور فريديريك دوسكيه مسؤول قسم التسويق في الـ"ESC Pau" (المدرسة العليا للتجارة في "بو")، وصاحب مؤلفات عديدة من بينها "التسويق والتواصل السياسي". حضر اللقاء حشد من العمداء والأساتذة والطلاّب والمهتمين. وتبع الندوة نقاش أداره كلّ من البروفسور باسكال مونان مسؤول ماستر التسويق والتواصل السياسي في معهد العلوم السياسيّة والبروفسور وليد أبو خليل منسق برنامج الـ"MBAIP" في كليّة إدارة الأعمال والعلوم الإداريّة. وانطلاقًا من نتائج أبحاث في العلوم الإجتماعيّة اعتبر فريديريك دوسكيه في مستهل المحاضرة أنّ "القوى الناخبة غير متورطة في الرهانات السياسيّة، لذلك هي معرّضة للتأثر باستراتيجيات التلاعب من قبل اختصاصيين هدفهم إغراء الناخب وتدمير الخصم". وبحسب دوسكيه "فإنّ الناخب يفكّر ويحلّل لكن اعتمادًا على مصادر محدودة. لذلك يستعمل المعلومات المتوفرة لحظة الاختيار لكي يتخذ قرارات معقدة. لذلك اعتمدت قوانين تحدّد موعد انتهاء الحملات الانتخابية ومنع نشر الإحصاءات. إن الحصول على معلومة في آخر لحظة يعزز فرص التلاعب غير الأخلاقي، كما حدث في آخر مواجهة متلفزة بين إيمانويل ماكرون ومارين لوبان، حين تحدثت هذه الأخيرة عن حسابات مصرفية لمرشحها المنافس في الباهاماس، واعتبر دوسكيه انه لو علقت هذه المعلومة غير الصحيحة في ذهن الناخبين لكان من الصعب على ماكرون تكذيبها في آخر ساعات الحملة الانتخابية". ويتابع دوسكيه: "كما يعتمد الناخب، على العواطف لكي يحدّد خياراته. فالمشاعر التي يحركها المرشح تستخدم لتقييمه بغض النظر عن أفكاره وتوجهاته السياسيّة. لذلك يتم استعمال الصور العائليّة وحضور الحيوانات، إلخ". ويعدّد دوسكيه في محاضرته أساليب الإغراء والتدمير، ويشدّد على أنّ "الاختصاصي الذي يستعملها يحرص على ألا تلفت الانظار، بل أن تؤثّر في طرق إنتاج القرارات، ليس عبر التأثير الإعلامي المباشر، بل عبر استغلال ثغرات هذه الطرق. فلكي يغري الناخب يستعمل الاختصاصي الذي يعمل لدى المرشح البلاغة الخطابية، ويخبر القصص... إلخ". البروفسور باسكال مونان وخلال النقاش الذي تبع المحاضرة شدّد على أنّ "هذه الإستراتيجيات هي بحاجة، لكي تطبق، إلى مجتمع تجرى فيه الانتخابات بشكل دوري وطبيعي، وهذا ما ليس متوفّرًا في لبنان في الوقت الحاضر". وأضاف: "لكنّ أملنا كبير في أن يستطيع العهد الجديد أن يعيد الممارسة الديمقراطيّة إلى مسارها الصحيح في لبنان وخصوصاً على صعيد الانتخابات، مما يتيح التنافس الحضاري والسعي للحصول على عقول وقلوب الناخبين".