ظهرت دراسة ميدانية جامعية ان 13 في المئة من النساء اللبنانيات تزوجن قبل سن الـ 18 سنة، و23 في المئة من اللاجئات السوريات في لبنان تزوجن قبل بلوغهن الـ 18. نظم معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف ندوة في حرم العلوم الاجتماعية – هوفلان عرض خلالها لنتائج دراسة احصائية ممولة من السفارة الكندية في بيروت عن الزواج المبكر. وقد تم الاستحصال على قاعدة البيانات من اللوائح الانتخابية للمواطنين اللبنانيين، ومن قاعدة المعلومات التابعة لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في ما خص اللاجئين السوريين، اضافة الى احصاء ميداني قام به طلاب معهد العلوم السياسية في مناطق الشمال والبقاع وجبل لبنان وبيروت والجنوب. افتتحت الندوة الدكتورة فاديا كيوان، فشددت على اهمية الموضوع وضرورة معالجته من الناحية العلمية. ومن ثم عرضت الاستاذة في المعهد الدكتورة هلا عيتاني نتائج البحث من خلال تحليل الارقام التي تم الحصول عليها. فقد بينت الدراسة ان 13% من النسوة في لبنان تزوجن قبل سن الـ18 اذ سجلت الطائفة العلوية اعلى نسبة (16% من المتزوجات دون الـ18) تليها الطائفة السنية (13%) ومن ثم الشيعة (12%)، الدروز (10%)، بينما بلغت النسبة لدى الموارنة والروم الارثوذكس 7% ولدى الروم الكاثوليك وبقية الطوائف المسيحية 6%. والى جانب الاختلافات الطائفية، أظهرت الدراسة تباينات بين المناطق، اذ بلغت النسبة الاعلى في منطقة الهرمل بحدود 16% بينما تبعتها مناطق المنية الضنية، صور، حاصبيا، طرابلس وعكار بنسبة تتراوح بين 14% و15%. وسجلت مناطق البترون، جزين، المتن، بعبدا، كسروان جبيل والشوف ادنى النتائج بنسب تراوح بين 5% و7%. اما بيروت فبلغت النسبة فيها 8%. وفي ما يتعلق باللاجئين السوريين، فقد أظهرت المعلومات التي تم الحصول عليها من مفوضية اللاجئين ان 23% من السوريات في لبنان تزوجن قبل بلوغهن الـ18. ولم يكن للاختلافات بين المناطق من تأثير مهم على النتائج. اما بخصوص الشباب السوري، فقد تبين ان 4454 فتاة سورية في لبنان اليوم تراوح اعمارهن بين 12 و17 سنة من اصل 70269 فتاة تزوجن دون سن الـ18، ما يعادل نسبة 6,3% في مقابل 0,2 للفتيان. ووفق الدراسة، ان الفارق الواضح بين نسب اللبنانيين والسوريين اللاجئين يطرح تساؤلات عن التفاعل بين اللبنانيين والسوريين في الوقت الحاضر وفي المستقبل. وقد اشارت مديرة معهد العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية الدكتورة كارول الشرباتي والتي شاركت في اعداد الدراسة الى ان عددا من المشايخ ادلوا بشهاداتهم في ما يتعلق بالزواج المبكر، لكن ذلك لم يتم رصده في الاحصاء. اضافت: "هناك حالة من العرض والطلب التي تثير القلق. فالبعض تكلم عن زواج فتيات سوريات مع لبنانيين بالغين مقابل مبلغ ثلاثة ملايين ليرة لاهل الفتاة. وعرضت الدكتورة هلال عيتاني لتحليل سببي يظهر اهيمة العوامل الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما التربية والدخل ومستوى الاهل التعليمي، علاوة على العامل الثقافي، كالانتماء القبلي. ومن النتائج التي خلصت اليها الدراسة التحليلية ان مستوى الأم التعليمي له تاثير أكبر من مستوى الاب في الحد من هذه الظاهرة، ما يطرح مشكلة تعليم الفتيات والنسوة في المناطق النائية وذات المدخول المحدود، خصوصا ضمن السوريين. وقد عقبت الدكتورة الشرباتي على ذلك قائلة ان 20% فقط من الاولاد السوريين في لبنان يذهبون الى المدرسة" ما يثير القلق. وقد انتهت الندوة بعرض فيلم قصير من اعداد الطلاب.