استكمالاً لمشروع "برلمان جامعة القدّيس يوسف" الذي أطلقته رئاسة الجامعة ودائرة الحياة الطلاّبية بهدف تدريب الطلاّب على الممارسة الديموقراطية، وبعد بلوغ المشروع مرحلته الرابعة المتمثلة باجتماع الهيئة العامّة لإقرار القوانين التي تمّت مناقشتها في اللجان الفرعية المشكّلة من الطلاّب، اجتمع ما يقارب المائة طالب في قاعة محاضرات المجلس النيابي اللبناني، لإنتخاب رئيس لبرلمان جامعة القدّيس يوسف ونائباً له وأمين سر للبرلمان، وللتصويت على مشاريع القوانين المطروحة وهي: قانون الانتخابات، قانون الوظيفة العامّة، قانون السير، وقانون الزواج المدنيّ، بحضور رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ ومدير دائرة الحياة الطلابيّة الدكتور ادمون شدياق ومديرة معهد العلوم السياسيّة كارول الشرباتي وأمين عامّ الجامعة المهندس فؤاد مارون والمدير العامّ-المستشار في مجلس النواب سيمون معوض.
استهلّ اللقاء في القاعة العامّة بكلمة للبروفسور دكاّش حيا فيها رئيس المجلس النيابيّ اللبنانيّ الأستاذ نبيه بري لموافقته على اجتماع طلاّب من جامعة القدّيس يوسف في المجلس لكي يختبروا الحياة البرلمانيّة وشكر موظفي المجلس الذين سهّلوا دخول الطلاّب ورافقوهم خلال نهارهم البرلمانيّ وكلّ من ساهم بإنجاحه.
وتحدّث دكّاش الى الطلاّب قائلاً :" اجتماع نواب الأمة للتشريع والانتخاب هو ما يؤمّن للوطن مقومات الحياة. عمر المجلس من عمر لبنان منه نستلهم الروح الوطنيّة برغم الاختلافات. روح نعيشها في الجامعة بجديّة شديدة تجعلنا نفتخر بلبنان برغم كل شيء".
وأضاف: إنَّ الطوائف في لبنان تقف مع بعضها البعض متكاتفة بإرادتها، فلبنان لا يتكوّن من عصبيّة معينة، بل من إرادة اجتماع كقوّة واحدة. لذلك علينا أن لا نعود الى الوراء، وأن نعبر إلى المستقبل بتصرفاتنا العاقلة ووضوح رؤيتنا وعلمنا. قبّة هذه القاعة المفتوحة نحو السماء هي بركة علينا أن نقدّرها وهي تدعونا لأن نكون حيثما وجدنا ممثلين نموذجيّين لروح الميثاق الوطني".
وتابع :"أنتم تمثلون الحيويّة والحياة. منكم رجال ونساء يمكن أن يجدوا لهم مكانًا هنا في المستقبل. أنتم تحملون مسؤولية وطنيّة ومسؤولية اخلاقيّة تريد الخير للآخر. رسالتكم للنواب هي أن يعملوا هم أيضًا بمسؤولية وطنيّة وأخلاقيّة. فالديموقراطيّة ليست غيمة صيف تمر، فالديمقراطيّة تعني الاستمراريّة برغم الاختلافات ولا يجوز أن تؤدي الى عنف كلاميّ أو جسديّ. نحن أبناء المؤسّسات اللبنانيّة المتنوّعة وداعمين لها، فلولاها لسقط الوطن. لذلك أشدّد على أهميّة الوظيفة العامّة وأن يكون لكم دور حقيقيّ فيها".
وختم دكّاش بالقول:"140 سنة من حياة الجامعة مهداة الى لبنان والوطن العربيّ وبلدان الإنتشار. كلّ هذه السنين هي أنتم والقدامى من كلّ الاختصاصات. ونحن مستمرين بالجهود العلميّة والبحثيّة ونقدّمها بإسمكم للوطن. وأتمنّى أن يكون نهاركم فرصةً للحوار والإصغاء إلى الآخر والنقاش والعمل الجماعي المُغني. وأعلن أن برلمان اليسوعيّة سيصبح محطّةً سنويّة للتدرُّب على العمل الديموقراطيّ".
من جهته قدّم سيمون معوض لمحة تاريخيّة عن المجلس النيابيّ قبل أن ينتقل الطلاّب إلى قاعة المحاضرات في الطابق الثالث، وينتخبوا بالاقتراع السرّي جول باخوس رئيسًا لمجلسهم، والياس كرم نائبًا للرئيس، وتانيا سرحان أمينة عامّة. من ثم توالى رؤساء اللجان على عرض مشاريع القوانين المُعدّة للتصويت فأُقرّ قانون السير وعرضت عشر توصيات لضمان تطبيقه. وبعد نقاش وجدل لم يُقرّ قانون قانون الانتخابات الذي أعدّه النواب – الطلاّب على أن يكون لبنان دائرة انتخابيّة واحدة على أساس النسبية وأعيد إلى اللجان مرّة ثانية، كذلك اأمر بالنسبة إلى قانون الوظيفة العامّة الذي رُدَّ بدوره إلى اللجان، في ما أُقرّ قانون الزواج المدني بموافقة الأغلبيّة.
واختتم اليوم البرلمانيّ الطويل على أن يحمل معه الطلاّب الممارسات الديموقراطيّة إلى داخل حرم كليّاتهم وفي حياتهم اليوميّة كمواطنين.