انه عيد الربيع في "مركز الاحسان للتربية" الذي تتولى جمعية "إغاثة ومصالحة من أجل سوريا" تموليه في سهل عكار. فقد قامت مجموعة من الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان بجملة من الأنشطة، شملت التمثيل المسرحي والاداء الموسيقي، بإشراف متطوعين في جمعية "Decostamine" السورية، إضافة إلى ألعاب تربوية وترفيهية أقامها طلاب من جامعة القديس يوسف. وسيتم بيع الأعمال الحرفية في معرض يقام في جبيل شهر أيار المقبل.
وقد تطوع ما يقارب الخمسة عشر طالبا من "معهد العلوم السياسية" في جامعة القديس يوسف بغية المساهمة خلال الحفل في هذه الألعاب. وانشأوا كذلك مكتبة صغيرة تحوي نحو 500 كتاب، تبرع بها الطلاب أو أصدقاء لهم، فضلا عن كتب تقدمت بها جمعية "إغاثة ومصالحة" كي يستفيد منها الأولاد في المركز التربوي.
وأشارت مديرة "معهد العلوم السياسية" الدكتورة كارول الشرباتي بأنها "تعول على الشبيبة كي ينشطون ويساهمون في بناء الوطن. فتعاوننا مع جمعية "إغاثة ومصالحة" سيستمر في المستقبل، وهذه المكتبة الصغيرة سوف تتوسع لتشمل كتبا إضافية".
مركز الاحسان
انشىء "مركز الاحسان التربوي" منذ سنتين، ويؤمن حصصا تعليمية خلال النهار لما يقارب 350 تلميذا تتراوح أعمارهم بين الخامسة والخامسة عشر، بينما تخصص فترة ما بعد الظهر لورش يشارك فيها المراهقون والشباب. ويتولى التدريس أساتذة متطوعون لبنانيون، سوريون وأجانب.
وأوضح مدير الفرع الدولي لجمعية "إغاثة ومصالحة" التي أستحدثت هذا المركز فريديرك بوكرن انها "تتألف من متطوعين ينتمون إلى مختلف دول العالم، ويشعرون بأنهم معنيون بما يحدث في سوريا ولبنان. ومهمتنا هي المساعدة الانسانية المقرونة مع العمل من أجل السلام. لذلك نحن نقوم بتوحيد كافة الجماعات في المناطق التي تعاني أوضاعا صعبة، حول غاية واحدة هي مستقبل الجيل الشاب. لذلك يرتكز عملنا اليومي حول التربية". ويعقب بوكرن بأن "الوضع طارئ للغاية، كون أكثر من ثلاثة أرباع الأطفال السوريين اللاجئين في لبنان لم يلتحقوا بمدرسة بعد. ونحن اذا لم نتحرك اليوم ونقدم لهؤلاء الأطفال فسحة أمل من أجل المستقبل، قد نواجه مشاكل ستدفع بهم إلى التطرف في السنين المقبلة".
اطفال وألعاب
تقوم الطالبة الأجنبية "تيريزا" بالتجول بين الأولاد، وتستعين بصافرة كي تدعوهم للتحلق حولها من أجل تزويدهم بالتوجيهات الضرورية. وتشير "بأن الأولاد يتفاعلون بتلقائية مع الألعاب التي أحرزت نجاحا كبيرا، لا سيما العلب التي تحوي مفاجأة، ولعبة الصيد، وتزيين الوجوه بالألوان والرسومات". وأكدت تيريزا أن ا"لأولاد يشاركون في الألعاب كفريق واحد، وتمكنوا من التأقلم مع اللعبة حتى لو لم تكن تناسبهم بالأصل".
وأشار مدير المركز الشيخ عبدو بأنهم "قاموا بالتحضير لهذه الحفلة خلال خمسة عشر يوما، من أجل البرهان للجميع بأن الأطفال السوريين يمكنهم أن يتألقوا في كل الظروف. فنحن نقوم باستبدال الدموع بابتسامة".
وتخلل الحفل أنشطة متنوعة كالغناء والرقص وتأدية عرض مسرحي،في أجواء من التصفيق وإعجاب الطلاب والمتطوعين المشاركين. فألقت هيام قصيدة أهدتها الى والدها الذي فقدته خلال معارك القصير ما أثار مشاعر الجميع. وكانت هيام من أوائل الذين استضافهم المركز في برنامجه التربوي، بعد أن أجريت لها وبمساعدة جمعية "إغاثة ومصالحة"، عملية جراحية لذراعها التي أصيبت بقذيفة.
وقالت غابريالا، طالبة علوم سياسية في السنة الثالثة، "أنها لن تنسى هذه التجربة المؤثرة التي ساعدتها على تغيير وجهة نظرها السابقة بما يتعلق باللاجئين السوريين في لبنان". وأشار علي، وهو أيضا طالب في العلوم السياسية، الى أننا "أمضينا وقتا جميلا مع الأطفال، ونشعر بالفخر كوننا تمكنا من إسعادهم وقدمنا لهم هذه المكتبة".
وانتهى النهار بتوزيع وجبات خفيفة جلبت من بيروت، مع شكر جميع الذين ساهموا في هذه الحفلة. وقطع الطلاب وعدا بالعودة مجددا لزيارة الاطفال اللاجئين في عكار.