أعزائي أبناء إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا،
بما أنّنا نحتفل بميلاد المسيح، أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأتوجه إليكم بطريقة خاصة. لقد كنتم ولا تزالون حاضرين بعمق في صلواتي وأفكاري.
إن الأحداث التي تتكشف في منطقتكم - لا سيّما في فلسطين-إسرائيل، ولبنان، وأخيرًا في سوريا - تؤثر فيّ بعمق. من ناحية أولى، إن دوامة الحرب التي لا تهدأ، وتصاعد العنف، ومشاعر الكراهية والانتقام، تزداد سوءًا يومًا بعد يوم. ومن ناحية أخرى، وفي خضم العديد من المخاوف والشكوك، يبدو أن هناك أملًا متجددًا في انبعاث ربيع جديد.
في مواجهة هذه التحديّات، أنتم تتابعون رسالتكم من أجل العدالة والسلام والمصالحة بتفانٍ لا يتزعزع. إنكم تعملون بلا كلل للتخفيف من معاناة الشعب واستقبال النازحين والحفاظ على المؤسّسات وإطلاق مبادرات جديدة ومواجهة التحديّات التي أمامكم.
لنتذكر أن ”العلامة“ التي أُعطيت لنا في عيد الميلاد هي علامة طفل هشّ وضعيف، وُلد في مهده المتواضع، بعيدًا عن مسقط رأسه. لقد وُلد في منطقتكم، في سياق مشابه لسياقكم. وفي خضم هذه الهشاشة والعوز نحن مدعوون للاعتراف بأن الطفل المولود الجديد هو أمير السلام، عمانوئيل، الإله معنا، المخلّص.
رفاقي الأعزاء، كما تعلمون بلا شك، أخطّط لزيارة عدة بلدان في مقاطعتكم في شهر مارس/آذار 2025. آمل بشدة أن تكون هذه الزيارات ممكنة. لكن قبل كلّ شيء، أريد أن أؤكّد لكم دعمي الشخصيّ ودعم الرهبانيّة اليسوعيّة. يمكنكم الاعتماد على تضامني والتزامي الكامل.
عيد ميلاد مجيد، وعسى أن يحلّ سلام المسيح في قلوبنا ويحيي رجاءنا.
أرتورو سوسا اليسوعيّ