تخريج طلاّب الماستر في إدارة السلامة المرورية

الأربعاء 14 تشرين الثاني 2024
Campus des sciences et technologies

أقامت جامعة القدّيس يوسف في بيروت ولمناسبة اليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث الطرق حفل تسليم شهادات لطلاّب الماستر في إدارة السلامة المروريّة دورة 2023 - 2024 في حرم كليّة العلوم والتكنولوجيا - مار روكز (المكلس)، بحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، رئيس الجامعة البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، العميد جوزف مسلّم ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للطرق والمباني في وزارة الأشغال طانيوس بولس، عميد كليّة الهندسة والعمارة في الجامعة البروفسور وسيم رافايل، وضيفي الشرف الفنان جورج خباز وملكة جمال لبنان السابقة رهف عبدالله، وحشد من الطلاّب والأساتذة والمهتمين بشؤون السلامة المروريّة.

بدأ الاحتفال بدقيقة صمت عن أرواح الضحايا، ثم النشيد الوطنيّ اللبنانيّ وبعده نشيد الجامعة.

 

رافايل

وكانت كلمة لرافايل قال فيها: "بينما نحيي ذكرى ضحايا حوادث الطرق، تتفاقم آلام مجتمعنا بسبب الصعوبات التي تفرضها الحرب التي تجتاح لبنان حاليًا. إن الخسائر البشرية، سواء بسبب ويلات هذه الحرب أو مخاطر الطريق، هي جراح عميقة، لكنها تكشف أيضًا عن قوة شعب يرفض الاستسلام. ومن خلال الجمع بين العقول المستنيرة والقلوب الملتزمة  نؤكّد أن مقاومتنا متجذّرة في المعرفة، وأننا من خلال التعليم والمثابرة الفكرية والمشاركة المدنية سنبني مستقبلًا أكثر أمانًا".

وتحدّث عن حوادث الطرق وقال: "في لبنان عام 2019 بلغ معدل الوفيات حوالى 27.9 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة، وفي عام 2024، سيرتفع هذا المعدل أكثر.  وبحسب البنك الدولي، فإن وضع المرور والطرق في لبنان أصبح الآن من بين الأسوأ في العالم، وقد أصبح أكثر خطورة من ذي قبل منذ بداية الأزمة الاقتصادية في عام 2019. وهذه الأرقام مثيرة للقلق، بسبب الافتقار إلى البنية التحتية عالية الجودة  والنمو القوي في عدد المركبات".

أضاف: "واصلت جامعتنا المساهمة بنشاط في هذه المهمة النبيلة، من خلال إنشاء كرسي ودرجة الماستر في إدارة السلامة على الطرق. وقد تمّ إثراء هذا البرنامج في السنوات الأخيرة من خلال التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي، عند تطبيقه على السلامة على الطرق، سيساهم في الحدّ من حوادث الطرق وتحسين حركة المرور عمومًا، بالإضافة إلى المشاريع التي تمّ تنفيذها في السنوات الماضية من تنظيم مؤتمرات دولية، وتطوير تقاطع الطرق عند مدخل الحرم الجامعي، بالاضافة الى أمور أخرى".

وقال: "نرحب بيننا اليوم، وللعام الثاني على التوالي، بوزير الإعلام زياد المكاري، ويمكن أن تكون وزارة الإعلام ركيزة أساسية في هذه المعركة، ودافعًا للتوعية والوقاية. إن المعلومات، عندما تستخدم بشكل جيد، تشكل أداة للتغيير الاجتماعي، وفي المعركة من أجل السلامة على الطرق، يتمثّل دور الإعلام في تذكير الجميع بمسؤولياتهم. ونحن نعوّل عليك سيدي الوزير لمساعدتنا في هذه المهمّة النبيلة، من خلال الحملة التي نعدّها مع سفرائنا الأعزاء، لتشجيع مجتمعنا على الوعي للمخاطر وتبنّي سلوكيّات أكثر أمانًا في هذا المجال".

 

دكاش

أما دكّاش فقال: "نجتمع اليوم في سياق مؤلم، لا يتميّز فقط بإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، بل أيضًا بمعاناة ضحايا الحرب المشتعلة ضدّ بلدنا نتيجة الاعتداءات الإسرائيليّة. إن هذا العبء المزدوج من الخسارة، سواء بسبب الطرق أو الحرب، لا يؤدي إلاّ إلى تعزيز عزمنا على مواصلة مهمتنا المتمثلة في الصمود والمقاومة. ومن الواضح أن القلق الذي يعيشه اللبنانيون هو سبب تعدّد الحوادث على الطرق العامة. إن هذا الحفل، بعيدًا من كونه مجرّد تخرّج، هو عمل إيمان بمستقبل بلدنا، ومستقبل جامعتنا، وبخاصة أننا نحتفل بتأسيس جامعتنا قبل 150 عامًا. إنه تكريم أود أن أقدّمه بقوّة لمدرسينا وطلاّبنا الذين  لم يتردّدوا في العودة إلى الفصول الدراسيّة لإنقاذ مستقبلهم الأكاديميّ والمهنيّ. بكل فخر وعاطفة صادقة أرحب بكم في هذا الاحتفال، وهي المناسبة التي نحتفل فيها بالنجاح الأكاديميّ لطلاّبنا، ولكن أيضًا بالتزام الجامعة العميق تجاه المجتمع. علاوة على ذلك، فإن درجة الماستر هذه هي بمثابة التزام تجاه مجتمعنا. وبهذا المعنى، اسمحوا لي أن أرحّب، بحضور معالي السيّد زياد مكاري، وزير الإعلام، الذي يعتبر دوره أساسيًا في رفع مستوى الوعي العام بقضايا الأمن".

أضاف: "إن السلامة على الطرق قضية أساسية في لبنان والعالم. وعلى الرغم من التقدّم الذي تمّ إحرازه، وبخاصة في البلدان المتقدّمة، فإن الوضع لا يزال مثيرًا للقلق في العديد من المناطق، وبخاصة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي لبنان، لا تزال الطرق تتسبّب بخسائر فادحة، حيث يسقط الآلاف من القتلى والجرحى كل عام. وتؤكّد هذه الأرقام المأسوية الحاجة الملحّة إلى تعزيز جهودنا الوقائيّة والتوعية لحماية كلّ حياة على الطريق. هذه الأرقام شجعتنا وتشجعنا اليوم على مواصلة برنامج الماستر الخاص بنا. واليوم، بينما نكرّم دفعة الماستر لعام 2023-2024، فإننا نفعل ذلك بروح المسؤولية الجماعيّة. في هذه الفترة التي نحتفل فيها باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق، نحن جميعًا مدعوون إلى التفكير في دورنا في حماية الحياة البشرية والطريقة التي يمكن لمؤسّستنا أن تساهم بها في إحداث تغيير دائم لصالح الأمن البشري".

تابع: "في كلمتي التي ألقيتها يوم 20 مارس 2023، لمناسبة عيد القدّيس يوسف، أشرت إلى أن الجامعة بطبيعتها تحمل رسالة ثالثة، وهي خدمة المجتمع، وهي رسالة مكمّلة للرسالة الأولى، التدريس والبحث. وتعتبر هذه المهمّة اليوم الركيزة الثالثة للجامعة الحديثة في بلدنا،  وفي هذا السياق، انخرطت جامعة القدّيس يوسف، من خلال كليّاتها وبرامجها، منذ عقود في مهمة تتجاوز مجرد نقل المعرفة الأكاديميّة. ستبقى الجامعة في قلب المجتمع وستواصل تدريب المواطنين المسؤولين، الذين يدركون التحديّات التي تهدّد مجتمعنا ومصمّمون على أن يصبحوا عوامل تغيير".

ختم: "في الواقع، في بلد لا تزال الطرق فيه تحصد الكثير من الضحايا، فإن خرّيجينا في مجال السلامة على الطرق يجلبون الأمل، وهو الأمل في الحدّ من المآسي اليوميّة التي تتمثّل في حوادث الطرق، أو حتى القضاء عليها. تأخذ مشاركتنا المدنيّة أيضًا بُعدًا متزايدًا بفضل دعم القادة والشخصيات الملهمة، مثل السيّدة رهف عبد الله والسيّد جورج خبّاز.  ومن خلال موافقتهم على أن يكونوا سفراء لهذه القضية، فإنهم يوسعون رسالتنا خارج جدران هذه المؤسّسة. وبفضل حضورهم ومساهمتهم في الحملة التوعوية التي تنظّمها جامعتنا، فإنهم يمنحون هذه المعركة وجهًا إنسانيًا ويصلون إلى جماهير لم نتمكّن من الوصول إليها بمفردنا".

 

المكاري

وقال الوزير المكاري: "مشكورة الجامعة اليسوعيّة على هذه الرسالة الأساسيّة التي تقوم بها، فلبنان مستمرّ والجامعة مستمرّة وجامعة القدّيس يوسف تعطينا الأمل بلبنان أفضل وبمستقبل أفضل".

وأشار إلى مشاهدته وثائقيًا عن كوبنهاغن والعمل على عدم وجود سيارات في المدينة في العام 2030، وكذلك العمل على مكافحة التلوث والمحافظة على الطاقة والإنسان والشجر. وقال: "نحن متأخرون على هذا الصعيد، فلبنان مرّ بظروف صعبة جدًا ولم يتحمّل بلد في العالم ما تحمله بلدنا. إنما عندما يكون لدينا شبان وشابات مثلكم يمكننا أن نصل إلى خطوات مماثلة".

واعتبر أن "المتخرّجين يقومون بحماية الإنسان وحماية أولادنا لكن الناس في بلدنا لا تعرف قانون السير ولا تعرف الطرق وكيفيّة السير عليها". وأشار إلى أنه منذ استلامه وزارة الإعلام رغب في أن تكون الوزارة أكثر "إنسانيّة وقريبة من الناس ومن همومها ومن المشاريع التي تهمها".

 وقال: "على  الحكومة  أن تكون شريكة الأجيال مثلكم، فلا يمكننا أن نستمرّ لوحدنا، وكلي أمل أنه عندما تنتهي هذه الحرب، نرجو أن تكون الأخيرة، فلدينا الكثير من العمل والتنظيم والحماية لمجتمعنا وهذا لا يتمّ الاّ بمشاركة الجامعات مثل الجامعة اليسوعيّة".

 

عبدالله

أما عبدالله فحيّت "كل شخص يقوم بجهود في لبنان، هذا البلد الذي نحب ونتمسك به وسنتمكن من أن يعبر من الموت الى الحياة".

وقالت: "في ما يخصّ حوادث السير، المطلوب أن تكون لدينا ثقافة السلامة العامة في لبنان، وعندها يصبح كل إنسان مسؤول بتصرف بشكل صحيح. ولبنان منذ زمن يعيش حربا على طرقاته تخطف أرواح الأبرياء، وللأسف فإن فئة الشباب هي الأكثر تضررا من هذا الأمر".

وحيّت "الجامعة اليسوعية على ماستر السلامة العامة الذي باشرت به منذ 12 عاما فمن خلال العلم والفكر والتوعية سيتمكن الشباب من الوصول إلى ثقافة السلامة العامة وخصوصا السلامة المرورية". وتمنّت أن تلقى هذه الحملة "النتائج المطلوبة في المستقبل من أجل توعية أكبر قدر ممكن من الشباب".

 

خبّاز

وأعرب خبّاز بدوره عن سعادته  لكونه "جزءًا من هذه الحملة والرسالة". وقال:

"أود أن اهدي مشاركتي في هذه الحملة إلى روح أصدقائي الكثر الذين غادرونا بسبب حوادث السير، وعسى أن نوفر من خلالها على البلد وفيات وإعاقات، لأن من لا يموت يصاب بإعاقة دائمة بسبب حوادث السير، ومشاكل الطرق والقيادة وعدم المسؤولية".

أضاف: "أنا في هذه الحملة لأني أثق بالجامعة اليسوعيّة وبقراراتها وبرسالتها، وهي لا تزال تعطي وتعطي توازنًا لحبّ الحياة ولثقافة الحياة. أوجه تحية إلى فناني لبنان، لقد مرّ جيلنا بظروف أصعب من الحالية لكنه قاوم وصمد وبقي بفضل الفنّ والثقافة وبفضل فناني لبنان".

وأهدى خبّاز قصيدته:" بلدي لما خلقت فنك بيحكيلي" إلى الفنانين الكبار مثل فيروز، وصباح، ووديع الصافي، وفيلمون وهبي، وزكي ناصيف، ونصري شمس الدين، وملحم بركات وغيرهم من الفنانين  الذين رسموا لبنان مثلما أرادوه أن يكون".

 تخلّل الحفل عرض فيديو بعنوان "أنقذوا حياة الأولاد".

بعد ذلك قدّم البروفسور دكّاش والوزير المكاري والعميد رافايل درعين تكريميتين لكلّ من رهف عبدالله وجورج خبّاز.

ثم عرض فيديو من أعداد الطلاّب استذكروا فيه زميلتهم في الجامعة اليسوعيّة فرع الشمال نورهان جنيد التي سقطت ضحية حادث سير، تلاها شهادة للمتخرّج أسعد عقل الذي أصيب معها أيضًا في الحادث نفسه.

 ووزعت الشهادات بعد ذلك على المتخرّجين:  نضال باشا، والنقيب هادي سلمان، وتريزا شلهوب، وفانيسا مقدسي وياسمينا مصري.

وألقت المتخرّجة مقدسي كلمة باسم الطلاّب، وختامًا صورة تذكارية بالمناسبة.

ألبوم الصور