تخرّج طلاّب كليّة إدارة الأعمال ومعهد العلم الإداريّ في اليسوعيّة

الإثنين 15 تموز 2024
Campus des sciences médicales

في 15 تموز 2024، أقامت كليّة إدارة الأعمال والعلم الإداريّ ومعهد العلم الإداريّ الأعمال في جامعة القدّيس يوسف في بيروت حفل تخريج طلاّب الإجازة والماستر والدكتوراه. وأقيم الحفل في حرم العلوم الطبيّة في طريق الشام، بيروت، وكان تحت شعار "على الطريق نحو الـ 150 عامًا... أنتم حرّاس تراثنا وبناة مستقبلنا".

استهل الحفل بكلمة لرئيس جامعة القدّيس يوسف البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ الذي عبّر عن سعادته وفخره بالترحيب بضيف الشرف السيد رامي بيتية، معرّفًا عنه أنه "لبناني طرابلسيّ الأصل، معروف كرجل أعمال في إدارة المتاجر الكبرى في فرنسا والمملكة المتحدة، لم ينسَ لبنان وعائلته وقبل كلّ شيء القيم الإنسانية والاجتماعية الجوهرية"، قبل أن يخاطب الخرّيجين في هذا اليوم "الذي هو يوم انتصار لبنان على الجهل والظلام، لبنان السلام والعيش المشترك والسيادة والحريات". وذكّر دكّاش بالتحدّيات التي تغلّب عليها الطلاّب، بما في ذلك الجائحة والأزمة الاقتصادية والانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت. وشدّد على أهمية المثابرة والتصميم، وشجّع الخرّيجين على السعي وراء مُثُلهم بشجاعة وجرأة. كما أكّد على أهمية التعليم اليسوعيّ في تشكيل أفراد واعين لمسؤولياتهم الاجتماعية.

وقال دكّاش: "أنتم الآن مسلحون بقوّة المعرفة، بما في ذلك أحدث التقنيات الجديدة. في مواجهة هذه التحدّيات، عليكم أن تكونوا مرنين وقادرين على التكيّف، وقادرين على التدريب المستمرّ لإتقان أدوات جديدة وأساليب إدارة جديدة. كما ستحتاجون أيضًا إلى امتلاك الذكاء العاطفي لتوحيد فرق العمل المتنوّعة والمتباعدة جغرافيًا وثقافيًا بشكل متزايد، مع تعزيز رفاهية وتحفيز كلّ فرد. ستصبح إدارة البيانات مسألة حاسمة تتطلّب مهارات في التحليل والتفسير لاتّخاذ قرارات مستنيرة. تحتاجون أيضًا إلى أن تكونوا قادرين على إدارة المخاطر المرتبطة بالأمن السيبراني وحماية البيانات الشخصية. يجب أن تكون قادرين على التوفيق بين الأداء الاقتصادي واحترام القيم، مع المساهمة في مستقبل أشدّ استدامة وإنصافًا".

"وتابع بالقول: "كونوا ممتنين لأولئك الذين ساهموا في تعليمكم، ولا تنسَوا أبدًا أهمية ردّ الجميل للمجتمع الذي دعمكم". كما سلّط الضوء على أهمية شبكات الخرّيجين وشجعهم على الحفاظ على روابط قوّية مع زملائهم ومع جامعتهم الأمّ.

وأضاف رئيس الجامعة مخاطبًا الخرّيجين: "من السنة 149 لتأسيس جامعتكم الأم، أنتم تفتحون الباب على مصراعيه للسنة الـ 150 لتأسيس جامعتكم الأم. أنا لا أقول إننا سنحتفل في هذه الأوقات الحزينة والصعبة، بل أقول فقط إننا سنتذكر 150 عامًا من تأسيس الجامعة مع الأصدقاء والخرّيجين ومجتمعنا بأكمله. لن نفسد هذه الذكرى، وهذا اليوبيل بالطريقة نفسها التي أفسدت بها مئوية لبنان الكبير. لقد حلمنا بلبنان الكبير وحقّقناه وسيبقى دائمًا لبنان الكبير الذي نريده والذي نحقّقه كلّ يوم والذي نحبّه".

وأعرب ضيف الشرف السيّد رامي بيتية عن فخره لمشاركته بهذه اللحظة المحوريّة في حياة الخريجين. وتحدّث عن قصته الشخصيّة مستذكرًا طفولته في لبنان التي اتّسمت بالحرب التي عطلّت دراسته وأجبرته على تغيير مدرسته بشكل متكرّر. وعلى الرغم من الصعوبات، فقد تعلّم دروسًا قيّمة حول الصمود وأهمية التركيز على ما يمكن التحكم فيه". وفي سرده لقصّته، أكد السيّد بيتية على أهمية المثابرة والثقة بالنفس. عندما وصل إلى فرنسا، كان خائفًا من الفشل وفقدان منحته الدراسية، لكن هذا الخوف دفعه إلى العمل بلا كلل أو ملل، ما مكّنه من النجاح ببراعة. كما شارك تجربته المهنية في كارفور، حيث ابتكر خوارزمية حسّنت إنتاجية الشركة بشكل كبير. علّمته هذه التجربة أن يثق في نفسه وأن يسعى إلى تحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه.

وأخيراً، قدّم السيد بيتية عددًا من النصائح للخرّيجين، وحثّهم على عدم التوقّف عن التعلم والسعي للتميّز وتبني ثقافة الأداء العالي والامتنان لمن حولهم. وشدّد على أهمية معاملة كلّ عميل وكلّ زميل كأفراد مميزين، وشجّع الخرّيجين على بناء بيئة مواتية للنموّ من خلال التحلّي بالصدق والاهتمام. وفي الختام، تمنّى لهم كلّ التوفيق في المستقبل.

بيتيه شخصية رائدة في قطاع البيع بالتجزئة. وهو خرّيج المدرسة العليا للتجارة في "كومبيان"، وجامعة كيبيك في مونتريال-كندا، وكليّة هارفارد للأعمال، من بين جامعات أخرى، وهو يتمتّع بخلفية أكاديميّة صلبة كانت بمثابة نقطة انطلاق لمسيرته المهنيّة الرائعة. انضم إلى كارفور في العام 1995 وسرعان ما ترقّى في المناصب بفضل قيادته الاستثنائية ورؤيته الإستراتيجية. وقد قادته مسيرته المهنية إلى مناصب إدارية في العديد من البلدان، بما في ذلك فرنسا والأرجنتين وبولندا وتايوان وإسبانيا. وطوال مسيرته المهنية، اعتمد نهجًا يركّز فيه على الأفراد، وأيضًا على قدرته على تعبئة فرقه ما يعدّه من العوامل الرئيسية لنجاحه.

من جهته أعرب رئيس اتّحاد جمعيّات خرّيجي جامعة القد  يس يوسف في بيروت الدكتور كريستيان مكاري، عن سعادته وفخره للترحيب بالخرّيجين الجدد في مجتمع خرّيجي جامعة القديس يوسف في بيروت. وشدّد على أهمية هذا الإنجاز الأكاديميّ الذي يشهد على العمل الجاد والمثابرة والشغف الذي أبداه الطلاّب. وقال الدكتور مكاري "إن الخرّيجين الجدد ينضمون عند حصولهم على شهاداتهم إلى شبكة ديناميكيّة تضمّ أكثر من 100 ألف خرّيج في 91 بلدًا، ما يوفر لهم فرصًا للدعم والتوجيه طوال حياتهم المهنية". وشجّع الدكتور مكاري الخرّيجين على البقاء على اتّصال مع الجامعة وأقرانهم، والانضمام إلى رابطة الخرّيجين. وسلّط الضوء على المنصّة الرقميّة الجديدة، alumniusj.org، المصمّمة لتسهيل التواصل والتشبيك وإقامة الروابط. تقدّم هذه المنصة مزايا متنوّعة مثل فرص التعليم المستمرّ وعروض العمل وبرامج التوجيه، ما يتيح للخرّيجين البقاء على اتّصال والاستفادة من دعم أقرانهم ومرشديهم.

وفي الختام، ذكّر الدكتور مكاري الخرّيجين بأنهم يمثلون جامعة لطالما تكيّفت وازدادت قوّة في مواجهة التحدّيات، مع بقائها وفيّة لمبادئها. وشجّعهم على استخدام مواهبهم ومعرفتهم لخدمة الوطن، وأن يصبحوا عوامل للتغيير ويحملوا رسالة وحدة وأمل للبنان. كما هنّأ الخرّيجين الجدد باسم اتّحاد جمعيات خرّيجي جامعة القدّيس يوسف في بيروت، وحثّهم على جعل جامعتهم فخورة بإنجازاتهم.

 

من جهتها أعربت المتخرّجة آية زيتون عن فخرها الكبير بتمثيلها لدفعة 2024 واحتفالها بسنوات من العمل الشاق والسهر والجهد الدؤوب. وشدّدت على أن هذا الحفل لا يمثل نهاية رحلة، بل بداية فصل جديد. وقالت: "بعد أن وصل الطلاّب إلى الجامعة كغرباء قبل ثلاث سنوات، أصبحوا الآن مجتمعًا توحده التجارب المشتركة والذكريات التي لا تُنسى".

كما شدّدت زيتون على أهمية الصداقات التي تشكّلت خارج الفصول الدراسية، معتبرةً هذه العلاقات بمثابة عائلة ثانية. وأشارت إلى اللحظات التي لا تُنسى، بدءًا من المناقشات الحيّة إلى المشاريع الجماعية، التي شحذت عقولهم وعزّزت تضامنهم. كما شجعت زملائها الطلاّب على مواصلة الالتزام بالتعلّم مدى الحياة والتمسك بقيم النزاهة والتعاطف والأخلاقيات والشمولية التي غرستها الجامعة في نفوسهم.

تميّز حفل التخرّج بلحظة قوية ومؤثرة. فقد شارك الطالب حسن طالب سردًا مؤثرًا لقصته الرائعة ومساره غير النمطي في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، ملهمًا زملاءه الطلاّب والضيوف الحاضرين. وأدّت الطالبة إيمانويل دعبول، وهي طالبة في معهد العلم الإداري، القسم مع جميع الخريجين. ومن اللحظات المهيبة بشكل خاص قسم الدكتوراه في النزاهة العلمية الذي أدّته أنيتا الحاج، الحاملة لشهادة الدكتوراه التنفيذية في إدارة الأعمال.

ألبوم الصور

كلمة المتخرّجة آية زيتون