اليسوعية تخرّج طلاّب العلوم الإنسانيّة

FdLT, l’ETIB, FSR, l’ISSR, de l’IEIC, FLSH, l’ILO, l’ELFS وl’IESAV-2024
الجمعة 12 تموز 2024
Campus des sciences médicales

نظّمت جامعة القدّيس يوسف في بيروت حفل تخرّج لطلاّب كليّة اللغات والترجمة، ومدرسة الترجمة بيروت، وكليّة العلوم الدينيّة والمعاهد التابعة لها: المعهد العالي للعلوم الدينيّة، ومعهد الدراسات الإسلامية - المسيحية، وكليّة الآداب والعلوم الإنسانية وأقسامها، ومعهد الآداب الشرقيّة، والمدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعيّ، ومعهد الدراسات المسرحية والسمعية والمرئية والسينمائية.

أقيم الحفل، الذي سلط الضوء على تنوّع وثراء الاختصاصات التي تقدّمها الجامعة من خلال هذه الكليّات والمعاهد، في حرم العلوم الطبيّة يوم الجمعة 12 يوليو 2024 في بيروت -طريق الشام، تحت شعار ملهم: "على طريق 150 عامًا... أنتم حرّاس تراثنا وبناة مستقبلنا".

افتتح الحفل رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، معبّرًا عن سعادته وفخره بالترحيب بضيف الشرف، النائب نجاة عون صليبا، "الشريكة المخلصة لقضايا الشعب اللبناني والصوت الفكري الحامل لرسائل إنسانية ورؤيوية"، والسيدة فريال قصعا الداعمة الدائمة "لقضايا طلاّب الجامعة ومستشفى أوتيل ديو دو فرانس وتعزيز رسالتيهما".

تابع رئيس الجامعة كلامه وقال: "صحيح أننا نعيش في لبنان المضطرب حيث تهدّدنا الحرب وفي شرق أوسط دموي. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأتوجّه بأحرّ التحيّات إلى اللبنانيين واللبنانيات في جنوب لبنان الذين يعانون من صعوبات كبيرة وحرب".

وذكّر دكّاش بالتحدّيات التي تغلّب عليها الطلاّب، بما في ذلك الجائحة والأزمة الاقتصادية والانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت. وشدّد على أهمية المثابرة والتصميم، وشجّع الخريجين على السعي وراء مُثُلهم بشجاعة وجرأة. كما شدّد على أهمية التعليم اليسوعيّ الذي يكوّن أفرادًا واعين لمسؤولياتهم الاجتماعية. وأضاف قائلاً: "لقد درّبت جامعة القدّيس يوسف أجيالاً من القادة الذين ساهموا في تطوير بلدنا وتأثيره في العالم. أدعوكم لمواصلة هذا التقليد من خلال التزامكم قبل كلّ شيء بلبنان المواطنة، لبنان العيش المشترك والعدالة، لبنان الخالي من الفساد والكيديّة السياسيّة".

وتوجّه إلى الطلاّب بالقول: "كونوا ممتنين لأولئك الذين ساهموا في تعليمكم، ولا تنسَوا أبدًا أهمية ردّ الجميل للمجتمع الذي دعمكم". كما سلّط الضوء على أهمية شبكات الخرّيجين وشجعهم على الحفاظ على روابط قوّية مع زملائهم ومع جامعتهم الأمّ.

وتابع رئيس الجامعة كلامه مخاطبًا الخرّيجين: ""من السنة 149 لتأسيس جامعتكم الأم"، قال رئيس الجامعة: "أنتم تفتحون الباب على مصراعيه للسنة الـ 150 لتأسيس جامعتكم الأم. أنا لا أقول إننا سنحتفل في هذه الأوقات الحزينة والصعبة، بل أقول فقط إننا سنتذكر 150 عامًا من تأسيس الجامعة مع الأصدقاء والخرّيجين ومجتمعنا بأكمله. لن نفسد هذه الذكرى، وهذا اليوبيل بالطريقة نفسها التي أفسدت بها مئوية لبنان الكبير. لقد حلمنا بلبنان الكبير وحقّقناه وسيبقى دائمًا لبنان الكبير الذي نريده والذي نحقّقه كلّ يوم والذي نحبّه".

وفي كلمتها، هنّأت النائب في البرلمان اللبنانيّ الدكتورة عون صليبا جميع الخرّيجين قائلةً: "لم أكن أعرف ما هي القضية التي سأتبناها وأدافع عنها في عقلي وقلبي عندما كنت في مثل سنكم. ولكنني اليوم، وبعد سنوات عديدة، تعلّمت أن كلّ عمل صغير قمت به، وكلّ شخص قابلته وكلّ حدث مرّرت به، كانت خطوات متصلة تمامًا لتساعدني على اكتشاف نفسي. كلّ مرحلة من مراحل حياتنا هي إعداد للمرحلة التالية. هكذا نجمع تجاربنا ونبني نجاحاتنا. بعبارة أخرى، كلّ دقيقة من حياتنا مهمة".

وتابعت صليبا بالقول: "الأهمّ من ذلك أننا ونحن نعيش هذه اللحظة يجب أن نكون مستعدين لتقدير قيمتها واستخدامها بالطريقة الصحيحة. النجاح هو تراكم من الخبرة والمعرفة التي تحتاج إلى خبرة، وأنتم اليوم خبراء. إنها ليست وجاهة بل مسؤولية".

صليبا هي خبيرة في التغيّر المناخي ومكافحة التلوث، وتحمل درجة الدكتوراه في العلوم الفيزيائية من جامعة جنوب كاليفورنيا، وأستاذة في الجامعة الأميركية في بيروت منذ أكثر من 20 عامًا، ولها أكثر من 150 منشورًا باسمها. وهي عضو في المجلس العلمي للبرنامج الدولي للعلوم الأساسية في اليونسكو، وتترأس مجموعة استشارية فنية في المنصة العالمية لجودة الهواء والصحّة في منظمة الصحّة العالمية. حصلت أيضًا على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة لوريال اليونسكو الدولية للمرأة في العلوم، ووسام الأرز الوطني من رئيس الجمهورية اللبنانية، ووسام بول هاريس للزمالة من نادي الروتاري في بيروت وغيرها من الجوائز التقديرية. وفي العام 2019، اختارتها هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) ضمن أكثر 100 امرأة مؤثرة.

بعد تقديم ميدالية الذكرى السنوية الـ150 للدكتورة عون صليبا، اعتلت المنصّة السيّدة فريال قصعه التي أعربت عن امتنانها لدعوتها للتحدّث باسم اتّحاد جمعيات قدامى جامعة القدّيس يوسف في بيروت، مشدّدة على أهمية الحفاظ على صلة قوية مع المؤسّسة التي رعت طلاّبها وأكّدت على ضرورة الاستمرار في تحسين معارف الفرد ومهاراته في عالم معقد ومعادٍ في كثير من الأحيان. كما تحدّثت قصعة عن التحدّيات التي تواجه الخرّيجين: "ستفهمون أن لا شيء من هذا سيجلب لكم السعادة: لا جسدكم الذي مزقه المرض والحرب والفجيعة والاقتلاع؛ ولا قلبكم الذي مزقته الخيانة والفراق والغياب والوحدة؛ ولا مدخراتكم التي جرفتها الأزمة المالية والفساد وإساءة استخدام السلطة والمحسوبية؛ ولا بيئتكم التي أفسدها التلوث والزيادة السكانية والاحتباس الحراري وعدم المساواة بين النساء والرجال. فقط تمييزكم الذي صقلتموه خلال مسيرتكم الجامعية هذا ما سيمنحكم الحرية الداخلية".

ومستشهدةً بويليام شكسبير لإيضاح فكرة قوّة التحرّر من عبودية الارتباطات المادية والعاطفية، حثّت قصعه الخرّيجين على ردّ الجميل لجامعتهم الأمّ، وكلّ ما تلقوه منها: "لأنّ الحبّ لا يمكن أن يكون طريقًا باتجاه واحد. هي التي أحبّتكم كثيرًا، وهي الآن تمرّ بأعظم "عبور صحراوي" في تاريخها: هل ستمرّون في طريقكم كما فعل اللاوي، أم ستنظرون إليها بعين الرأفة كما فعل السامري؟". وشجّعتهم على اختيار الطريق الذي يمليه عليهم ضميرهم، وذكّرتهم بأهمية النزاهة والصدق مع النفس. كما دعتهم إلى الانخراط بفعالية في اتّحاد جمعيات قدامى جامعة القدّيس يوسف في بيروت الذي وصفته بالعائلة الجديدة المستعدة لدعمهم وتوجيههم.

وفي الختام، تمنت قصعه للخرّيجين الجدد ما هو أكثر من مجرد المعرفة أو الحكمة، بل العطاء الكامل للذات من خلال المحبّة وخدمة الآخرين. وخلصت إلى القول: "وإذا شعرتم في غسق وجودكم أنكم لم تشبعوا بما فيه الكفاية، ارفعوا أعينكم إلى النجوم وتأملوا في فكرة القديس إغناطيوس دو لويولا هذه: "كم تبدو لي الأرض حقيرة عندما أنظر إلى السماء!".

جدير بالذكر أن قصعه هي فرد من عائلة جامعة القدّيس يوسف في بيروت منذ سنوات عديدة. درست فيها لمدة 20 عامًا وحصلت على تسع شهادات من كلياتها ومعاهدها المختلفة، بما في ذلك شهادة الدراسات العليا في العلوم الإنسانية والاجتماعية وشهادة الدراسات العليا في العلوم الدينية. وبالإضافة إلى دراستها في الجامعة والشهادات العديدة التي حصلت عليها فيها، أظهرت قصعه سخاءً كبيرًا تجاه الجامعة على مدى سنوات عديدة، حيث أنشأت صندوقين للمنح الدراسية باسم والديها الراحلين السيّدة جاكلين قصير والأستاذ متري قصعة، ودعمت مستشفى أوتيل ديو دو فرانس ومرضاه، من خلال تسمية قاعة الاستقبال على اسم شقيقها الراحل خليل متري قصعه.

من جانبها، احتفلت الخرّيجة لين شكرون، نيابةً عن طلاّب كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بنهاية الرحلة الأكاديمية وبداية مغامرة جديدة مليئة بالفرص والتحديات للطلاّب. واستذكرت بتأثر أيامهم الأولى في الجامعة، مؤكدةً كيف ساهمت التجربة في تشكيلهم من خلال المشاريع الجماعية وإثراء المناقشات وتبادل الخبرات. كما أعربت عن امتنانها للتدريس الصارم والعاطفي للأساتذة في الجامعة، وكذلك للتوجيهات المحبّبة والصبورة التي ساعدت الطلاّب على التغلب على محدوديتهم.

كما شكرت شكرون زملاءها الطلاّب على اللحظات التي شاركوها والدعم المتبادل والمناقشات والوجبات والضحك في استراحة الطلاّب. وأكّدت على الشعور بالانتماء إلى جامعة ديناميكيّة تقدّم العديد من الفرص للتعبير عن الذات والتطوّر. وباعتبارها خريجة علوم إنسانية وعمل اجتماعي، تحدّثت عن أهمية هذه المهن التي تركّز على الإنسان والاقتناع بالقدرة على العمل من أجل التغيير، على الرغم من سياق الأزمات المعقدة.

وأكّدت على الأثر الدائم لجامعة القدّيس يوسف في بيروت التي دعمت الطلاّب لتحقيق أحلامهم وألهمتهم على السعي إلى التميّز وتبنّي التنوّع وشجّعتهم على الابتكار. وشكرت المسؤولين في الجامعة على دعمهم، واختتمت كلمتها متمنيةً للخريجين مستقبلاً مليئًا بالنجاح والفرح والإنجاز من أجل سلام واستقرار لبنان.

بعد ذلك تلت لين شكرون قسم المدرسة اللبنانية للتدريب الاجتماعيّ، تلتها نادرة فهد التي تحمل شهادة الدكتوراه في الترجمة فتلت قسم الدكتوراه في النزاهة العلمية، واختتم الحفل بتقديم الشهادات.

 

ألبوم الصور

كلمة السيّدة فريال قصعه باسم اتّحاد جمعيات قدامى جامعة القديس يوسف في بيروت