احتفلت جامعة القدّيس يوسف في بيروت، يوم الخميس في 11 تموز 2024، بتخريج طلاّب الماستر والدكتوراه. أقيم الاحتفال تحت شعار "على الطريق نحو الـ 150 عامًا... أنتم حرّاس تراثنا وبناة مستقبلنا".
وحلّ بالسيد ظافر شاوي كضيف شرف في هذا الحفل المرموق، وهو القنصل الفخري العام لفنلندا في لبنان، وهو شخصية بارزة في مجال زراعة الكروم وهو رئيس قصر كسارة والمعهد الوطني للكروم والخمور. وهو عضو في مجلس إدارة البنك اللبناني الفرنسي منذ العام 1991، كما يرأس مجلس إدارة شركة أومنيفارما.
ويُعرف السيد شاوي على نطاق واسع بدعمه الثابت لطلاّب جامعة القديس يوسف من خلال صندوق المنح الدراسية "تونيا وظافر شاوي". وهو معروف بسخائه وإنسانيته، ويرأس واحة الحياة، وهي دار للراحة أسّستها جمعية الروم الكاثوليك في بيروت. كان التزامه بالتعليم وتفانيه في خدمة المجتمع مصدر إلهام للخرّيجين الحاضرين في الحفل.
افتتح الحفل رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ بكلمة ملهمة. وأعرب عن فرحه وفخره بالترحيب بالأستاذ ظافر شاوي، قبل أن يخاطب الخرّيجين مباشرة في يوم "هو انتصار العلم والخيال، انتصار لبنان على الجهل والظلام، لبنان السلام والعيش المشترك والسيادة والحرّية". وذكّر دكّاش بالتحدّيات التي تغلّب عليها الطلاّب، بما في ذلك الجائحة والأزمة الاقتصادية والانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت. وشدّد على أهمية المثابرة والتصميم، وشجّع الخرّيجين على السعي وراء مُثُلهم بشجاعة وجرأة. كما أكّد على أهمية التعليم اليسوعيّ في تشكيل أفراد واعين لمسؤولياتهم الاجتماعية.
ونصح قائلاً: "كونوا ممتنين لأولئك الذين ساهموا في تعليمكم، ولا تنسَوا أبدًا أهمية ردّ الجميل للمجتمع الذي دعمكم". كما سلّط الضوء على أهمية شبكات الخرّيجين وشجعهم على الحفاظ على روابط قوّية مع زملائهم ومع جامعتهم الأمّ.
وتابع رئيس الجامعة مخاطبًا الخرّيجين: ""من السنة 149 لتأسيس جامعتكم الأم"، قال رئيس الجامعة: "أنتم تفتحون الباب على مصراعيه للسنة الـ 150 لتأسيس جامعتكم الأم. أنا لا أقول إننا سنحتفل في هذه الأوقات الحزينة والصعبة، بل أقول فقط إننا سنتذكر 150 عامًا من تأسيس الجامعة مع الأصدقاء والخرّيجين ومجتمعنا بأكمله. لن نفسد هذه الذكرى، وهذا اليوبيل بالطريقة نفسها التي أفسدت بها مئوية لبنان الكبير. لقد حلمنا بلبنان الكبير وحقّقناه وسيبقى دائمًا لبنان الكبير الذي نريده والذي نحقّقه كلّ يوم والذي نحبّه".
استذكر ضيف الشرف ظافر شاوي في كلمته مسيرته المهنية في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، حيث تخرّج حاملاً شهادة في العلوم الاقتصادية في العام 1972. وأكّد على الأثر الكبير الذي تركته جامعة القدّيس يوسف على حياته المهنيّة والشخصيّة، مشيرًا إلى أن الجامعة لعبت دورًا رئيسيًا في نجاحه. كما أشار إلى بحثه في كليّة العلوم، التي تأسّست في العام 1977، والتي تقدّم فرصًا متنوّعة للخرّيجين الشباب، بدءًا من العلوم الأساسية إلى العمل مع الشركات الصناعية والتجارية.
وشدّد السيد شاوي على أهمية التعاون المتنوّع بين كليّة العلوم ومؤسّسات مثل المركز الوطني للبحوث العلمية وبلدية بيروت وجامعة ليون. كما تحدّث عن أهمية مجالات مثل الصحّة الغذائيّة التي تعتبر ضرورية للصحّة العامّة والصادرات اللبنانية. وإذ شجّع الخريجين على تقدير الجوانب الإيجابية في لبنان، شدّد على ضرورة التزامهم بتحسين نوعية الحياة واغتنام الفرص المتاحة على الرغم من التحدّيات التي تواجهها البلاد.
وأخيراً، حثّ السيد شاوي الخرّيجين على البقاء في لبنان والمساهمة في تطويره. وتحدّث عن تجربته الشخصية، مشدّدًا على أهمية الإنتاجية والاستفادة من الوقت. وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهته، شجع الخريجين الشباب على الاستفادة من الظروف الفريدة التي يتمتع بها لبنان، مثل مناخه ومتع الحياة التي يتمتع بها شعبه. واختتم كلامه قائلاً: "هذا البلد يحبّكم ونحن نحبّكم“، وحثّ الشباب على البقاء وبناء مستقبل أفضل لبلدهم.
وبعد تقديم ميدالية الذكرى الـ150 لتأسيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت للسيد شاوي، أعربت مارتين أبي خليل، رئيسة جمعية الخرّيجين عن فخرها بتمثيل خرّيجي الجامعة في الحفل. وشدّدت على الأهمية التاريخية للجامعة التي ستحتفل قريبًا بالذكرى الـ150 لتأسيسها. مشيرةً إلى أن 90% من خرّيجي الجامعة يجدون فرص عمل في غضون ستة إلى سبعة أشهر من تخرّجهم، وأكّدت على أهمية وجودة التعليم الذي تلقوه في الجامعة حتى في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة.
وذكّرت الخرّيجين بأهمية قيم التعليم الإغناطي الذي يكوّن أفرادًا يجمعون بين الأبعاد الجسدية والعاطفية والفكرية والروحية. وفي عالم تتزايد فيه المنافسة من الذكاء الاصطناعي، شدّدت على أن مسؤولي التوظيف يبحثون عن شخصيات فريدة من نوعها وليس فقط عن المهارات التقنية. وشجعت الخرّيجين على إقناع أصحاب العمل بقيمتهم من خلال ثقتهم بأنفسهم وشغفهم بعملهم.
واختتمت السيّدة أبي خليل حديثها بمشاركة ثلاث نصائح أساسية للنجاح: حبّ الذات، وحبّ العمل، وحبّ الآخرين. وشدّدت على أهمية الثقة بالنفس والشغف بالعمل واحترام الآخرين. كما شجعت الخرّيجين على التحلي بالمرونة في مواجهة التحدّيات، والفخر بإنجازاتهم والمطالبة بأفضل ما لديهم. كما رحبت بالخريجين الجدد في عائلة خريجي الجامعة الكبيرة ودعتهم إلى حمل قيم الجامعة بفخر في مستقبلهم المهني والشخصي.
أعرب جان بول إبراهيم، خريج الكيمياء، عن سعادته وشرفه بإلقاء كلمة نيابة عن زملائه الطلاّب. وأكّد على المرونة المطلوبة لإجراء الدراسات العلمية، لا سيّما في سياق الأزمات المتعدّدة مثل جائحة كوفيد-19 والأزمة المالية والتوترات الجيوسياسية. وأثنى على رسالة الجامعة اليسوعيّة وعلى أولئك الذين التزموا بدعمها وتمكين الطلاّب من التغلّب على هذه التحدّيات وتحقيق النجاح.
وسلّط الضوء على أهمية الجامعة التي تحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الـ 149 لتأسيسها باعتبارها رائدة في التقدُّم والتميّز التعليمي. وقد أصبحت كليّة العلوم، على وجه الخصوص، معيارًا للأبحاث والمعرفة، وموطنًا للتقنيات المتطورة والشخصيات الرمزية. وتحدّث عن الشخصيات العلمية العظيمة مثل نيوتن ولافوازييه الذين ألهموا أجيالاً من الطلاّب، وقال "إن الجامعة تضمن نجاح طلاّبها بفضل مواردها وتوجيهاتها". وقد أعرب السيد إبراهيم عن امتنانه للمعلمين والموظفين الإداريين في جامعة القدّيس يوسف على تفانيهم ودعمهم. كما شكر أولياء أمور الخريجين على استثمارهم ودعمهم غير المشروط. وفي حديثه إلى رفاقه الخرّيجين، استذكر الأوقات الصعبة والتحدّيات التي تغلّبوا عليها، وشجعهم على مواصلة السعي إلى تحقيق أهدافهم العالية والحفاظ على مرونتهم وتقديرهم لأصولهم. واختتم كلمته بتشجيع رفاقه على اغتنام الفرص المستقبلية بشجاعة وتصميم، مع البقاء فخورين بخلفيتهم وجذورهم اللبنانية.
وقبل اختتام الحفل بتسليم الشهادات، أدّى القسم متفوقي الإختصاصات في شهادة الماستر، كما أدّى طلاّب الدكتوراه قسم النزاهة العلمية.
كلمة خريجي دفعة كلية العلوم ألقاها الأستاذ جان بول إبراهيم (الكيمياء)