لتكنْ أيامُكم الآتية مشرقةً بنجاحات وإنجازات

بمناسبة حفل توزيع شهادات الماجيستر في الترجمة، دبي، في 26 حزيران
Juin 2024

     

يملأني الفرح ويغمرني الاعتزاز والفخر كلّما تحلّقنا حول طلابنا، نسلّمهم شهادات هي ثمرةُ جهدهم وكدّهم ومكافأةُ تعبٍ بذلناه معاً على مدى أشهر طوال.

ولعل  أَلَقَ المناسبة يزداد هذه السنة ألقاً بفعل احتفالاتٍ ثلاثة : أوّلها احتفال جامعتنا سان جوزيف بمئة وخمسين عاماً على نشوئها، تستمدّ اليومَ من جذورها الضاربة في العراقة الأكاديمية رؤيةً لمستقبل زاهر بفضل حوكمةٍ رشيدةٍ ونظرةٍ صائبةٍ تميَّزَ بهما رئيسها الحالي، البروفسور سليم دكاش، فتابع قيادتها لتكونَ منارةً لأجيال تزرع الأرض لحصاد وافر ومتميّز؛ وثانيها احتفال حرم جامعتنا في دبيّ بميلاده الخامس عشر وقد أثبت، بفضل كلِّ من تعاقب على الإشراف عليه أكاديمياً وإدارياً، قدرته على الاستمرار ورفع التحديات فأضحى امتداداً للجامعة الأم نفتخر به؛ وثالثُها احتفال مدرسة الترجمة بمرور خمسٍ وأربعين سنةً على تأسيسها، وزّعت خلالها على أقطار العالم أجمع مترجمين كفؤ، اضطلعوا بدور الوسيط اللغوي بمهارة عالية واحترافية قصوى، فمدّوا جسور التفاهم والحوار والتعاطف والتعاون بين شعوب العالم وساهموا مع حكّام الأرض في سعيهم من أجل كوكبٍ أكثر استدامةً وإنسانيةٍ أفضل. وأما الاحتفال الرابع فهو بحصول الماجستير الذي تعدّ له مدرسة الترجمة، في السادس من حزيران/يونيو 2024، على تجديدٍ لأربع سنواتٍ أخرى للاعتماد الذي تمنحه المفوّضية الأوروبية لأفضل برامج الترجمة في أوروبا، فإذا بمدرستنا تغدو الوحيدة خارج أوروبا التي تحوز علامة التميّز هذه بفضل معايير أربعة : أولاً جودة الإعداد؛ ثانياً الالتزام بإطار الكفاءات الأكاديمية والمهنية التي تحدّدها المفوّضية الأوروبية للمترجمين؛ ثالثاً مواكبة التقدّم التكنولوجي بتدريب الطلاب على تطويع الذكاء الاصطناعي واستثمار أدواته خدمةً للترجمة وعوناً للمترجمين في سوق عمل بات في تطوّر مستمر وفي عصر يشهد على ثورة تكنولوجية لا سابق لها.

وسوف يحصل الطلاب المتخرجون اليوم، إضافةً إلى شهادة الماجيستير في الترجمة، شهادة اعتراف بأن هذا الماستر حائز علامة التميّز ، المعروفة بـ EMT  - European Master’s in Translation من المفوضية الأوروبية.

نلفُّ شملَنا اليوم في ربوع دبيّ المتألقة علماً وثقافةً وتحضّراً حول براعمَ أيعنت وأزهرت وأدارت وجهها للشمس وللمدى الأزرق البعيد، فسكن الحلم عيونها واستوطنت العزيمة أفئدتها. نلفُّ شملَنا حول شابات وشبان زرعوا بنجاحهم الزهّو في قلوب أهاليهم، فقرّت لحينٍ العيونُ التي سهرت عليهم واستراحت الأيدي التي مسحت تعب جباههم. أيها الشابات والشبان، هنيئاً لكم بهذا النجاح الذي استحققتموه بجدّكم وكدّكم، وهنيئاً لأهلكم وعائلاتكم بحصاد ما زرعوا بمحبةٍ وعناية.

وصيتي لكم وأنتم تقطفون هذا النجاح أن تبقَوا بصيرةً ترى وقلباً يخفق ويداً تمتد لتساعد. فالأرض تواجه اليومَ تحدياتٍ غيرَ مسبوقةٍ وهي بحاجة إلى أفكار نيّرة وعقول راجحة وقلوب طيبة وأخلاق رفيعة. عظيمةٌ هي التحديات وعظيمٌ إيماننا بكم بأن تحوّلوها إلى فرص. في زمن الذكاء الاصطناعي الجاف، كونوا الإنسانية المضيئة. كونوا الإنسان الذي خلقه الله ليغدوَ جميلاً وصالحاً ومحباً وخيّراً.

هكذا كونوا، علامةً مضيئةً وشعلةً نيّرة ! نعلّق على صدوركم أوسمة الفخر ونلفّ أكتافكم بأوشحة المسؤولية ونكلّل هاماتِكم بغار النجاح، فانطلقوا إلى ساحات الغد. انطلقوا وحقّقوا لكم ولنا الحلم بغدٍ أفضل يليق بكم وبأولادكم .

مرةً بعدُ، هنيئاً لكم ولكل من سهر عليكم بهذا النجاح ولتكنْ أيامُكم الآتية مشرقةً بنجاحات وإنجازات.       

  جينا أبو فاضل سعد