أقامت جامعة القدّيس يوسف في بيروت حفل التخرّج الأول للعام الجامعي 2023-2024 في حرم العلوم الطبّية، طريق الشام، يوم الجمعة 28 حزيران/يونيو 2024، وشكّل حدثًا بارزًا لخرّيجي كليّة الطبّ البالغ عددهم 388 خرّيجًا وخريجة, وكليّة القبالة، ومعهد العلاج الفيزيائيّ، ومعهد التأهيل النفس حركيّ، والمعهد العالي لتقويم النطق، ومعهد العلاج الانشغالي، والمعهد العالي للصحّة العامة، وقد جسّد شعار الحفل "في الطريق نحو 150... أنتم حرّاس تراثنا وبناة مستقبلنا"، روح الحدث بشكل مثالي.
وألقى رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ، كلمة مؤثرة ذكّر فيها بأهمية هذا اليوم، وهنّأ الخرّيجين على مثابرتهم وتفانيهم. وسلّط الضوء على الطريق الشاقّ الذي قطعه الطلاّب، والذي اتّسم بالتحدّيات الأكاديميّة والشخصيّة، بما في ذلك جائحة كوفيد-19، والأزمة الاقتصادية والمالية وانفجار مرفأ بيروت. وسلّط رئيس الجامعة الضوء على رسالة التعليم اليسوعيّ في تكوين رجال ونساء من أجل الآخرين، مدركين لمسؤولياتهم تجاه المجتمع والعالم. وحثّ الخرّيجين والخرّيجات على استخدام مهاراتهم لتقديم مساهمة إيجابيّة للمجتمع، مذكّرًا بأهمية الالتزام الاجتماعي وخدمة الآخرين.
كما أثنى دكّاش في كلمته على مستشفى أوتيل ديو دو فرانس لدوره الحاسم في تدريب الطلاّب، ودعاهم إلى أن يكونوا ممتنين دائمًا. وشجّع الخرّيجين على تبنّي التغيير واغتنام الفرص ومواصلة التعلّم طوال حياتهم المهنيّة. وشدّد على أهمية التحلّي بالجرأة والعزيمة، مع مراعاة قيم جامعة القدّيس يوسف المتمثلة في التفوّق الأكاديمي والالتزام الاجتماعي.
"من السنة 149 لتأسيس جامعتكم الأم"، قال رئيس الجامعة: "أنتم تفتحون الباب على مصراعيه للسنة الـ 150 لتأسيس جامعتكم الأم. أنا لا أقول إننا سنحتفل في هذه الأوقات الحزينة والصعبة، بل أقول فقط إننا سنتذكر 150 عامًا من تأسيس الجامعة مع الأصدقاء والخرّيجين ومجتمعنا بأكمله. لن نفسد هذه الذكرى، وهذا اليوبيل بالطريقة نفسها التي أفسدت بها مئوية لبنان الكبير. لقد حلمنا بلبنان الكبير وحقّقناه وسيبقى دائمًا لبنان الكبير الذي نريده والذي نحقّقه كلّ يوم والذي نحبه".
وحلّت نائبة رئيس مؤسّسة الوليد للإنسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده ضيفة شرف على الحفل. وقد رحّب بها البروفسور دكّاش وأعضاء الهيئتين التدريسيّة والإداريّة وأهالي الخرّيجين، وأعربت السيدة الصلح حماده عن اعتزازها لاختيارها لإلقاء كلمة في هذا الحفل. وتحدّثت عن أهمية التعليم والتاريخ، وذكّرت بالدور الحاسم الذي لعبه والدها رئيس وزراء لبنان المستقل رياض الصلح، في الحفاظ على التعليم الفرنسيّ برغم الاستقلال.
وقالت: " في هذه الجامعة بالذات، دخل رياض الصلح آمنًا كليّة حقوقها، غانمًا بثقافة يسوعيّتها فأثمرت عنده فكرًا ميثاقيًا أسّس في ما بعد لدولة التعايش والمساواة. أقف بينكم، أمشي حياء فكيف لي أن أوجّه رجال الغد وأنا أقف على أطلال وطن. لا أريد تغيير العالم ولا قلب النظام لأنني لا أملك الحلول ولا حتى أملك هذا الحقّ بفرضها، فقط أقول حقيقة الأمور، إننا اليوم نستخدم عقولنا للتدمير أكثر مما نستخدمها للبناء، لانتهاك الحياة بدلاً من الدفاع عنها. نمعن يوميًا في انتهاك حقوق الإنسان، انتماؤنا دائمًا، مع الأسف، إلى الطائفة وحتى إلى المذهب لا إلى الوطن. لبنان اليوم ممرّ لكلّ محتل، مقرّ لكلّ طافر وأخشى أن يكون مستقرًّا لكلّ نازح سوري، مخيمات غدت معسكرات".
وتوجّهت إلى الخرّيجين بالقول: "أيها الشاب، الوطن يتطلّب أن يعطي أبناؤه باستمرار فإذا توقفتم عن العطاء توقف هو عن البقاء، تمسكوا بتراب الوطن مهما قست الأيام ولا تهجروا البلد".
وتميّز الحفل أيضًا بتقديم البروفسور دكّاش ميدالية الذكرى الـ150 لتأسيس جامعة القدّيس يوسف إلى السيّدة الصلح تقديرًا لإسهاماتها الاستثنائية.
بدوره توجّه الدكتور فادي فرّان، ممثل اتّحاد جمعيات خريجي جامعة القدّيس يوسف في بيروت، بالتهنئة إلى خرّيجي دفعة 2024، مذكّرًا بالتحدّيات التي تغلّبوا عليها والمهارات التي اكتسبوها من أجل مستقبلهم المهني الطبّي. وشدّد على أهمية النزعة الإنسانية في ممارسة الطبّ، مشجعًا الأطبّاء الجدد على معاملة مرضاهم بكرامة ورحمة.
وألقى الدكتور نديم يونس، الطالب المتفوّق في دفعة كليّة الطبّ، كلمة مؤثرة استذكر فيها اللحظات التي عاشها في قاعات المحاضرات والمكتبة وممرات المستشفى. وأعرب عن امتنانه لزملائه ومعلميه وأولياء أموره، مؤكّدًا على أهمية الروابط التي نشأت والخبرات التي تشاركوها معًا. وشجّع زملاءه الطلاّب على تحقيق أحلامهم وإحداث تغيير إيجابيّ في العالم.
واختُتم الحفل بأداء قسم أبقراط من قبل الدكتور ميشال أبو خليل، الثاني على دفعة كليّة الطبّ، والقَسَم الطبّي للنزاهة العلميّة من قبل الدكتورة سارة ميخائيل خرّيجة الدكتوراه في العلوم البيولوجية والطبّية.
وكان حفل التخرّج مناسبة عاطفية مؤثرة، حيث كان بمثابة نهاية فصل وبداية فصل جديد في حياة الخرّيجين.
كلمة ضيفة الشرف: نائبة رئيس مؤسّسة الوليد للإنسانية الوزيرة السابقة ليلى الصلح حماده