احتفل المعهد العالي للهندسة المعماريّة ÉSAR في جامعة القدّيس يوسف في بيروت بفوز طلاّبه بالجائزة الثالثة في مسابقة "مدينة السينما" للهندسة المعماريّة التي تنظّمها وزارة السياحة. جرى الحفل بحضور البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت، ووزير الإعلام المهندس المعماريّ زياد مكاري، والبروفسور وسيم رافاييل عميد كليّة الهندسة والعمارة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت، والبروفسور أنطوان فشفش، مدير المعهد العالي للهندسة المعماريّة، وأعضاء الهيئة التعليميّة وطلاّب الجامعة.
في كلمته الترحيبيّة أشار البروفسور رافاييل إلى أن هذا اللقاء السنوي أصبح تقليدًا للاحتفال بأعمال الطلاّب وإظهار أنه على الرغم من الصعوبات، يواصل المعهد العالي للهندسة المعماريّة التألق من خلال إبراز الجانب التقنيّ والفنيّ الراقي للمهنة. وتابع يقول: "في العام الماضي، قمنا بافتتاح مبنى المعهد العالي وتدشينه رسميًا. وهذا العام، يشرّفنا أن نستقبل الوزير والمهندس المعماري زياد مكاري للاحتفال بإنجازات طلاّبنا. وشَكَرَ رافاييل رئيس الجامعة على دعمه المستمر،ّ وذكّر الحضور بأن الهندسة المعمارية ليست جديدة على الجامعة. فـ"للجامعة اليسوعيّة تاريخ طويل في تدريب المهندسين المعماريين الذين ساهموا في بناء لبنان والمنطقة والعالم. واليوم، أعادت جامعة القدّيس يوسف في بيروت إطلاق تخصّص الهندسة المعمارية بشكل جديد. وسيكون الاحتفال المقبل بتخريج الدفعة الأولى التي واجهت العديد من الصعوبات منذ بدء الدورة في أيلول 2019، وتمكنت من التغلب عليها بجهد وتفانٍ كبيرين."
من جهته وبعد أن شكر وزير الإعلام على حضوره ودعمه، قال البروفسور دكّاش: "كان المعهد العالي للهندسة المعماريّة حلمًا سعيتُ إلى تحقيقه مع عميد كليّة الهندسة السابق البروفسور فادي جعاره حتى أصبح حقيقة واقعة. وهذا الأمر يثلج صدورنا جميعًا ويشجعنا على المضي قدمًا في تطوير برامجنا وتقديم كلّ ما هو جديد للمساعدة في بناء الوطن والمنطقة من خلال كوادر رائدة في الهندسة وغيرها من المجالات". كما شكر أعضاء الهيئة التعليميّة على عملهم وإسهاماتهم المهنيّة والفنيّة التي يحتاجها لبنان. وهنّأ الطلاّب على أعمالهم وهي مصدر فخر لكلّ من اطّلع عليها، وشجعهم على مواصلة مسيرتهم ليبقى لبنان بلد الأمل والتميّز والتناغم والعطاء على كافة المستويات.
ثم تحدّث الوزير زياد مكاري مؤكّدا أن هذه المهنة تغطي جزءًا كبيرًا من حياة الناس سواء من ناحية الإسكان أو تخطيط المدن. وقال إنه أراد أن يصالح الجيل الجديد مع فكرة الدولة التي لا غنى عنها برغم كلّ شيء، من خلال دعوة الشباب ليكونوا جزءًا لا يتجزّأ من مؤسّسات الدولة، على عكس الأجيال السابقة التي فشلت في حمايتها. وأضاف: "مهمتي كوزير ومهندس معماريّ هي حماية التراث المعماريّ اللبناني الجميل والفريد من نوعه في الشرق الأوسط. وأنا أطلب من الطلاّب والجامعة أن يتولوا مسؤولية هذه الحماية من خلال دورات تركّز على العمارة اللبنانية ومقاييسها وأشكالها، كي لا نشارك في ضياع تاريخنا لصالح الاستثمار التجاري".
كما أعلن وزير الإعلام أنه يخطط أيضًا لإقامة معرض للصور الفوتوغرافيّة عن فنّ العمارة اللبنانيّة استنادًا إلى 40 ألف صورة فوتوغرافيّة التقطها مهندس يوناني زار لبنان في الخمسينيّات من القرن الماضي، فضلاً عن إصدار كتاب يضمّ هذه الصور كمرجع لإظهار مدى جمال لبنان وأن من واجبنا الحفاظ عليه. وأخيرًا، شجّع الطلاّب المغتربين على العودة إلى لبنان، مشيرًا إلى أن الذين يغادرون من دون العودة يحرمون البلد من العلم والمواهب.
من جهته، عبّر البروفسور أنطوان فشفش عن فخره واعتزازه بالجائزة الثالثة التي فاز بها الطلاّب، برغم أنها المشاركة الأولى لهم، ما يدلّ على الانطلاقة المميزة التي حققها المعهد العالي، وقال فشفش: "إن هذا المشروع مهم للبنان ليأخذ مكانته في صناعة السينما، بما يملكه من ممثلين ومخرجين وتقنيين سينمائيين موهوبين". وأشار إلى أن الأرض جاهزة للبناء حالما يتمّ اختيار المشروع المعماري المناسب وتأمين التمويل. وأضاف مدير المعهد العالي: "عمِلَ طلاّبنا في السنة الثالثة وطالب من سنة الدبلوم على مدار فصل دراسي كامل على هذا المشروع. لقد كان تحدّيًا كبيرًا بسبب صعوبة التضاريس في المنطقة، لكن طلاّبنا كانوا على مستوى التحدّي وفازوا بالمركز الثالث."
وقالت ريما خيرالله: "على الرغم من تواضع هذا الإنجاز، إلاّ أنه في غاية الأهمية بالنسبة لنا. إنها المرّة الأولى التي يتمّ فيها الاعتراف بمعهدنا الفتيّ بهذه الطريقة. فاليسوعيّة جامعة ذات تاريخ حافل بالازدهار والنجاح، ونحن فخورون بأن نضيف إلى هذا الإرث في المعهد العالي للهندسة المعماريّة. إن تفاني طلاّبنا ومثابرتهم هما أساس هذا النجاح. فقد أثبتوا بالطاقة والإصرار أن الإنجازات المميزة لا تعتمد على عدد السنوات، فهنيئًا لجميع طلاّبنا، ونشجعكم على مواصلة طريق النجاح والإنجاز".
وأشارت ريما خيرلله إلى أن المشروع عبارة عن مجمّع كبير يضم أنواعًا مختلفة من مرافق التصوير التلفزيوني والاستوديوهات الكبيرة والكبيرة جدًا والمسارح والمختبرات والإنتاجات ودور السينما، بالإضافة إلى منطقة خارجية ضخمة لاستيعاب جميع المعدات. وتتميّز التضاريس، وهي عبارة عن منطقة شديدة الانحدار تطلّ على القلعة وعلى مدينة جبيل القديمة، بطابع خاص جدًا، ما يمثّل تحدّيًا لدمج مثل هذا المشروع في مثل هذا الموقع مع الحفاظ على البيئة الطبيعيّة.
وقدّم الفائزان جو معتوق وجورج كفوري والمشاركان بيار بوخليل ونور عطاالله مشروعهم بشغف وفخر. كما كانت فرصة لتوجيه الشكر لمرشدي الفائزين، السيدة ريما خير الله، والدكتورة نسرين مزهر، والسيد جان ماري توتل، والدكتور ريشار متري.
بعد ذلك قام الجميع بجولة في مبنى المعهد العالي، حيث أتيحت الفرصة للجميع لاكتشاف البنية التحتية الحديثة والملهمة لهذه المدرسة العريقة، إضافة إلى أعمال جميع الطلاّب (النماذج واللوحات وغيرها).
انتهى اللقاء بـ"بوفيه"، بينما استمتع الضيوف بالألحان التي عزفها الطلاّب.