اختتم معهد الدراسات الإسلاميّة والمسيحيّة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت سلسلة ندوات "وجوه حواريّة" لهذا العام بلقاء حمل عنوان "الشيخ حسن خالد.. مفتي التوازنات الوطنيّة والعيش الواحد"، تخلّلته كلمات وشهادات حول فكر مفتي الجمهوريّة الأسبق الشيخ حسن خالد (1921 – 1989)، احتفاءً بإسهاماته في الحوار الإسلاميّ-المسيحيّ والتلاقي والوحدة الوطنيّة اللبنانيّة.
حضر اللقاء الذي أقيم برعاية مفتي الجمهورية اللبنانيّة الشيخ عبد اللطيف دريان، ممثله مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ حسن دلي، وممثلين عن المرجعيات الروحيّة ونواب بيروت وشخصيات دينيّة وقضاة وفاعليات اجتماعيّة وعائلة المفتي خالد.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، تحدثت مديرة معهد الدراسات الإسلاميّة والمسيحيّة البروفسورة رولا تلحوق فقالت : "نكرّم اليوم رجلا لعب دورًا وطنيًا كبيرًا. فكان رجل التوازنات الوطنية ومفتي الإصلاح ونقطة الارتكاز في أيّ لقاءٍ وطنيّ، وفي أيّ اجتماع داخل وخارج لبنان، يبحث في بقاء اللبنانيين في إخاءٍ وتعاون".
ثم تحدّث رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت الأب البروفسور سليم دكّاش اليسوعي فلفت إلى أن المفتي خالد "علم أجمع اللبنانيون على أنّه كان داعيّة للسلم ونبذ الحرب"، مضيفًا إن "المسلمين، كما اللبنانيّين، يحفظون اسم المفتي حسن خالد الذي قام بمبادرات واتخذ مواقف لم تعجب البعض، واستطاع بناء جسور اللقاء بين اللبنانيّين من خلال بيانات قمة عرمون ووثيقة الثوابت العشرة التي نصّت على أنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وكان داعية للوحدة فعُرف كرمز للتعايش بين المسلمين والمسيحيّين".
بعدها جرى عرض فيلم توثيقي عن سلسلة "وجوه حواريّة" التي بدأت منذ سنة 2011، ونظّمت هذا العام لقاء حول "نهج العلّامة السيّد محمد حسين فضل الله"، ثم حول "التجديد اللاهوتي في فكر المطران جورج خضرط، ثم حول كتاب "مغامرة الحوار. سيرة القاضي عبّاس الحلبي الحواريّة".
بعد ذلك أقيمت الندوة، فتحدث بداية الوزير السابق القاضي الدكتور خالد قباني عن"المفتي حسن خالد ودوره الوطني في تقرير العيش المشترك" فذكّر بأنّ "المفتي خالد هو شهيد الوحدة الوطنية والعيش المشترك الذي لم يرَ للبنان صنواً ولا ارتضى عنه وطناً بديلاً، لبنان السيد الحر المستقل".
وتحدثت الدكتورة ليلى شمس الدين عن "المفتي حسن خالد رجل التوافق والوفاق في فكر الإمام شمس الدين"، فذكّرت أنهما "كانا دعاة حوار وتلاق في زمن الحرب والانقسامات الكثيرة والكبيرة"، مضيفة "أنّهما كانا قائدين بما تحمله الكلمة من معنى، وتشاركا وعملا معًا على مدّ سُبل الشراكة الوطنية".
وتحدثت الأخت الدكتورة تيدولا عبدو عن "المفتي حسن خالد والاعتدال في ظل المطالب الإسلاميّة"، فأشارت إلى أنّ "الاعتدال عند المفتي ليس كوسطيّة، بل كتموضعٍ ديناميّ في السياسة، يوائم فيه بين قناعاته الإسلاميّة والواقع اللبناني التعدّديّ".
واختتمت الندوة بمداخلة الباحث عبد الرحمن كريدية عن "الإسلام والتجدّد في فكر المفتي حسن خالد"، عارضًا أهم مواقف المفتي وخلفياتها اضافةً لابرز انجازاته في تجديد مؤسسات دار الفتوى.