كم سرّني أن أعود من جديد إلى مقاعد الدراسة في مدرسة الترجمة بجامعة القديس يوسف بعد مسيرة مهنية طويلة في مجالات الترجمة والتعليم والتدقيق اللغوي في منظمات ومؤسسات عديدة مرموقة. وكل ذلك بفضل الجامعة التي مهّدت لي هذا الدرب وقدّمت لي وللكثيرين غيري تدريبا قويّ الأسس ومتعدد التوجهات. فقد تابعتُ في شهر تموز/يوليو من صيف عام 2023 دورة تدريبية في الترجمة الفورية دامت أسبوعين. وحضرتُ الدروس في بيروت مع زميلة لي من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تتّخذ من لاهاي مقرًا لها. ونُظّمت هذه الدورة بناء على طلبنا وبدعم من المنظمة. وسبقت هذه الدورة دورةٌ تدريبية في الترجمة التتبّعية قُدّمت لنا عبر الإنترنت من شهر شباط/فبراير إلى شهر أيار/مايو 2023.
وكانت هذه التجربة مُثرية ومفيدة للغاية. واشتمل التدريب على تمارين للذاكرة، وتمارين ترديد وإعداد خطابات، وترجمة بصرية وفورية وتتبّعية في موضوعات مختلفة، منها خطابات وبيانات متصلة بعمل منظمتنا. وقد كيّفت المدرّبات هذه الدورة لتلبية احتياجاتنا العملية، وقدّمن لنا باقة من النصائح المفيدة في أجواء مريحة وودية. ولا ننسينّ كرم الضيافة وفنجان القهوة الصباحية الذي كان يُقدَّم إلينا كل يوم مع الحلويات اللبنانية، ناهيك عن الغداء اللذيذ مع المعلّمات ورئيسة قسم الترجمة الفورية في مطعم الجامعة اليسوعية في ختام الدورة التدريبية.
غير أن التدريب لم ينتهِ عند هذا الحد. فقد واصلنا التمرّن في إطار عملنا واتباع النصائح التي أُسديت إلينا. وأثبت هذا التدريب منفعته فعلاً في عملنا اليومي. فكلّ الشكر لمدرسة الترجمة والقيّمين عليها لإتاحتهم هذه الفرصة الثمينة لنا، ونتطلّع إلى مزيد من فرص التدريب في مدرسة الترجمة.
مارينا خليل