إنّ مسألتي الخصوبة والحياة البشريّة الناشئة تشكّلان محورًا أساسيّا في الكثير من المعضلات الأخلاقيّة المطروحة اليوم في عدد من الميادين العلميّة والإجتماعيّة والحقوقيّة والسياسيّة والإقتصاديّة. وهي بذلك تُسائل العائلات الروحيّة والدينيّة المدعوّة للتموضع انطلاقًا من تحديد سلّم قيمها، وبلورة تعاليمها ومواقفها، ومدّ المجتمع البشري عمومًا والمؤمنين خصوصًا وَسائل التمييز المناسبة والفاعلة.
على سبيل المثال لا الحصر، نرى مسألة تحديد الحياة البشريّة الناشئة ممرًّا إلزاميًّا لمقاربة الأبحاث العلميّة الجينيّة والجنينيّة، ومسائل الإجهاض والوسائل الإصطناعيّة المانعة للحمل، وتقنيّات المساعَدة على الإنجاب. كما يتعدّى هذا التحديد أطر التقنيّات والوسائل المطروحة ليرتبط ارتباطًا وثيقًا مع مفهوم الخصوبة بحدّ ذاته، ليس فقط بأبعاده العضويّة والجنسيّة والإنجابيّة، إنّما أيضًا بتلك النفسيّة والاجتماعيّة والروحيّة.
في هذا الإطار، تُطلِقُ جمعيّة "جنين" المتخصّصة بمسائل الخصوبة ومرافقة الأشخاص الذين يعانون من تعثّر في الإنجاب، بالتعاون مع المعهد العالي للعلوم الدينيّة في جامعة القديس يوسف وجمعيّة الكتاب المقدّس، سلسلة أيّام دراسيّة (واحد في السنة على الأقل) مُتَبَنّيةً مقاربة الاستطلاع الكتابي، بنواحيه الأنتربولوجيّة والتاريخيّة واللاهوتيّة والروحيّة والأخلاقيّة. يرمي هذا المسار الدراسي إلى تسليط الأضواء على المصادر الإيمانيّة التي تؤسّس لفهم الخصوبة والحياة الناشئة، ويساند بالتالي المرجعيّات الدينيّة عمومًا، والكنسيّة خصوصًا، في تحديد التعاليم والتوجيهات المناسبة لتعزيز المسؤوليّة الروحيّة والأخلاقيّة في كلّ الميادين المعنيّة.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
للتسجيل : https://www.usj.edu.lb/l/FC-PMA1