جائزة هاني فحص في دورتها السادسة لعمرو موسى

أقامت أكاديمية هاني فحص وشركاؤها احتفالًا تكريميًا للفائزين بـ"جائزة هاني فحص للحوار والتعددية" في دورتها السادسة، وذلك في جامعة القديس يوسف في بيروت، حرم الابتكار والرياضة، تسلم في خلاله الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية  عمرو موسى "جائزة صنّاع السلام"، ومُنحت "جائزة الدفاع عن التعددية" مناصفة بين جمعية "مركز برج اللقلق المجتمعي" في القدس وتسلم جائزتها بالإنابة ممثل السلطة الوطنية الفلسطينية عزام الأحمد، والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وتسلّم جائزته الدكتور محمد علي مقلد، فيما فاز العميد الدكتور توفيق سليم بجائزة البحث العلمي.

وكتب البروفسور أنطوان مسرّة رئيس كرسي اليونسكو لدراسة الأديان المقارنة والوساطة والحوار في جامعة القدّيس يوسف، وعضو المجلس الدستوري سابقًا، 2009-2019، مقالة حول الجائزة في دورتها السادسة بعنوان "التأسيس لرؤية مشتركة ومشروع عربي" هنا نصها:

       " لا نستطيع أن نكمّل هكذا!" هذا القول الذي افتتح به في جامعة القديس يوسف رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي، في 17/2/2023، الدورة السادسة "لجائزة أكاديمية هاني فحص للتعددية والسلام" يوجز التوجهات العامة للدورة التي تعقد في لبنان بالذات لتكريم الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى ومشاركة كرسي اليونسكو لدراسة الأديان المقارنة والوساطة والحوار في جامعة القديس يوسف وكرسي اليونسكو في جامعة الكوفة في العراق وممثلين عن قيادات في فلسطين.

       جاء في مداخلة الدكتور عمرو موسى بعد تسليمه الجائزة:

 "اعتز بالجائزة كما أعتز بصداقتنا وشراكتنا في العمل العربي. العلاّمة هاني فحص هو من أكبرهم نشاطًا وتعبئة وبشاشة كنت استمتع في الاستماع اليه. ينبع كلامه من ايمانه واخلاصه. انه ليس مجرد متحدث. انه لبناني عربي مسلم. له من البلاغة نسبة لا نراها اليوم. واستمعت هنا في لبنان الى فصاحة في اللغة العربي نفتقدها. انه يسعى الى بناء السلام بعيدًا عن العنف. اني سعيد ان أكون في لبنان المضطرب ولكنه ليس يائسًا. سوف تتحرك الأمور وسوف تؤدي التغيرات الى الكثير من الأوضاع الجديدة. أؤمن بالدور اللبناني الريادي متابعة للنهضة العربية في القرن الماضي. كان عملاً مشتركًا. كان لبنان في انطلاقة النهضة الثقافية التعليمية النضالية وفي الصف الأول في العالم العربي. كان لبنان منذ النهضة الأولى شريكًا مؤثرًا. المطلوب مساعدته ودعمه. هذا الليل سوف ينجلي. عملنا اليوم مشاركة في خلق الروح العربية الشرط أن لا نستسلم ابدًا. لبنان جزء أساسي في العالم العربي. نمت اليوم حركات ظلم وظلام لتشمل أقطار عربية ومنها لبنان. هل تتحرك النخبة العربية في عمل حديث لمناقشة نظام دولي جديد في الشرق الأوسط لا يكون بدون مشاركة عربية. ما هي المصلحة المشتركة التي يجب ارسائها؟ ما هو الأمن الاقليمي؟ لا يتعلق الموضوع بهتافات بل بعمل جاد. كيف يتكوّن النظام الاقليمي القادم في احترام المصالح العربية المشتركة لشعوب هذه المنطقة وأملاً بمستقبل أفضل؟ في هذا اللقاء وجوه عربية لبنانية، مصرية، عراقية، فلسطينية...! بالرغم من كل المحاولات في اسرائيل لإلغاء القضية الفلسطينية فان هذه القضية لن تتبخّر ولن تغرق في المياه. انها باقية لأن لها جذورها في الأرض ومهما كانت التحوّلات. لا يمكن أن تنتهي القضية الفلسطينية التي من خلالها تستقر الأمور. لكن الانقسام بين الفلسطينيين وصل الى مداه! نرفض هذا الانقسام وخطورته تساوي خطورة الاحتلال! الحاجة الى وحدة الصف الفلسطيني في سبيل ارساء السلام الشامل. الحوار وسيلتنا الأساسية وايضًا التعددية. الحاجة في بلادنا الى تحسين الواقع التعليمي الذي يحدّ من التقدّم في مجتمعاتنا".

       جاء في كلمة الدكتور حسن ناظم، رئيس كرسي اليونسكو في جامعة الكوفة في العراق: "كلنا في مقلب واحد، لبنانيون وعراقيون... ونسعى الى مواجهة ما استقر من صوّر نمطية."

       وجاء في المداخلات بمناسبة منح جائزة في قلب المجتمع الى المجلس الثقافي للبنان الجنوبي والى مؤسسة برج اللقلق في القدس: "لا تحرير للأرض مع استعباد الانسان"!

***

       جاء في مقال لهاني فحص: "سلام من أجل سلامة وجودنا وكمالاته:

 "يلتقون ونلتقي على ورشة معرفية لتأسيس رؤية مشتركة ومتجددة لمشروع علاجي ووقائي، نهضوي انساني، يؤهلنا للشراكة في المستقبل الكوني، الذي يسحقنا بالعولمة... ان رأيي كانسان يعاني ويعاني ويخاف أن أتشاءم بمقدار دواعي التشاؤم، وأن أبقى على باب قلبي وعقلي مفتوحًا على الرجاء".

يستخلص من الدورة السادسة ومن استعادة بعض مؤلفات ومساهمات هاني فحص وجوب الاستمرارية من خلال عمل عربي مشترك بخاصة حول أربعة توجهات:

1. ما هو الفكر التربوي العربي اليوم في المجتمعات العربية الذي يعيد قراءة التراث العربي لجانب القيم الانسانية وادارة التعددية؟

2. ما هو الفكر النقدي الديني الاستشرافي تجددًا وأصالة تجاه تحول أديان الى ايديولوجيات في التعبئة النزاعية؟

3. ما هو الفكر العربي التوحيدي التضامني وليس على نمطية فكر قومي مغلق حول الوحدة بل التكامل والحماية والأمن العربي الاقليمي؟

4. ما هو واقع التراث الدستوري العربي والاسلامي في ادارة تعددية النسيج الاجتماعي العربي، بدون اغتراب ثقافي ولا تقدمية متهورة ولا أصولية ماضوية، بل اصالة تندرج بين الاثنين في سياق ذاتي في التغيير؟

***

أنشئت جائزة العلامة هاني فحص بموجب اتفاقية موقعة في جامعة القديس يوسف في بيروت في 22/4/2016، بالتعاون بين اكاديمية هاني فحص ممثلة بالسيد مصطفى فحص، ودار العلم اللامام الخوني ممثلة بالسيد جواد الخوني، وكرسي اليونسكو لدراسة الأديان المقارنة والوساطة والحوار في جامعة القديس يوسف في بيروت ممثلة برئيس الجامعة البروفسور الاب سليم دكاش ود. انطوان مسرّه ود. انطوان قربان، وكرسي اليونسكو في جامعة الكوفة في العراق ممثلة بالدكتور حسن ناظم.