يواجه أعضاء مجتمع الميم-عين العنف والتمييز والنبذ وعدم المساواة في جميع أنحاء العالم بسبب هويّة من يحبون أو بسبب هويّتهم الجنسيّة أو الجندريّة. ويمثّل مجتمع الميم-عين المثليّين/المثليّات، ثنائيي/ثنائيات الميول الجنسيّة، متغيّري/متغيرات النوع الاجتماعي، متغيّري/متغيّرات الجنس، وغيرهم/غيرهنّ من أقليّات الميول الجنسيّة والهويّات الجندريّة. هل يجب أن يشكّل جنس الإنسان أو نوعه الإجتماعي أو توجهه الجنسي عائقًا له في الحياة؟
يحقّ لكلّ فرد العيش بحريّة من دون أذيّة الآخر. ولكنّ هؤلاء الأشخاص يتعرّضون للتنمّر ولا مكان آمن لهم، بخاصة في مجتمعاتنا العربيّة. "سارة حجازي" الكاتبة والناشطة المثليّة المصريّة هي خير دليل على ذلك. فقد تمّ اعتقالها في مصر لمدّة ثلاثة أشهر بعدما رفعت علم قوس قزح في حفل "مشروع ليلى" في سنة 2017 في القاهرة. تمّ نفيها قسرًا إلى كندا، فسكنت هناك حتى وفاتها. انتحرت سارة بسبب العذاب الذي عاشته. كيف عسانا نسامح على تعذيبها ونفيها؟ من سيرّد لها حقّها؟ يُعتبر موتها عاديًا لأنها مثليّة، فأين الإنسانيّة هنا؟
من الصعب على أفراد هذا المجتمع الانخراط في سوق العمل، يعانون التمييز وينعتونهم بالمختلفين. فما هو الإختلاف؟ كن مختلفًا، فليس الاختلاف خطرًا أو سيئًا بالضرورة. على العكس تمامًا، الاختلاف يولّد الأفكار الجديدة والمبدعة. نرى مثلاً في لبنان أنّه يصعب على أفراد هذا المجتمع أن يجدوا عملاً لهم خارج نطاق بيروت. فما زالت العقليّة في بعض المناطق ظالمة وغير محقّة بشأنهم.
للأسف، نحن في القرن الحادي والعشرين والبعض متمسّك بالعقليّة القديمة ولا يقبل لا تغييرًا ولا اختلافًا. أفراد مجتمع ميم-عين هم أشخاص عاديّون. الإنسان موجود، نعم، لكنّ الإنسانيّة منعدمة. الاختلاف ليس عائقًا بل طريقًا إلى التعاون. على التنمرّ أن يتوقف. العيش هو من أبسط حقوق الإنسان، اتركوهم يعيشوا حياتهم. الحبّ لا يعرف جنسًا أو لونًا أو عرقًا، الحبّ هو الحبّ. انشروا الحبّ ولا تنشروا الكراهية.
Nour Elias- L4